سرقة الطفل تسبب صدمة كبيرة للوالدين، بسبب الخوف من الفضيحة أو القلق من أن يصبح هذا سلوكا دائما وتصرفا طبيعيا للطفل. ولكن التفسير الحقيقي في علم النفس هو أن تلك الأفعال تعكس مشكلة عائلية أو حالة نفسية يمر بها الطفل نتيجة تعرضه لموقف ما أو شعوره بالنقص مقارنة بأقرانه. وتستدعي هذه الحالة النفسية تصرفا ذكيا من الوالدين بعيدا عن العنف أو السخرية، والبحث عن أسباب المشكلة التي أدت إلى تلك الأفعال .
كيف تتعاملي إذا سرق طفلك :
– مراعاة نفسية الطفل ، وعدم معاقبته بالألفاظ النابية ووصفه بأنه لص وحرامي ، مما يهين الطفل ويزيد من الأذى النفسي له ، مع الحرص على عدم افشاء تصرفه أمام الغرباء أو خارج حدود الأسرة ، بل يجب التكتم على الأمر عن أخوته ، حتى لا يشعر الطفل بالعار وينعكس علي تصرفه بالنقيض .
يجب توعية الطفل بالتصرف الخاطئ الذي قام به، وتوضيح الفرق بين امتلاك الأشياء مقابل المال وعدم الاستيلاء عليها، والفرق بين الاستعارة والسرقة، وتوضيح خطورة هذا الفعل عليه اجتماعيا وقانونيا .
يجب توضيح معنى الملكية الخاصة للطفل الصغير، لأنه قد لا يفهم أنها تنطبق عليه وحده، وقد يعتقد أنها متاحة للجميع، لذلك يجب على الأم توضيح ذلك له منذ الصغر وتعليمه كيفية التعامل مع أقرانه .
– يمكن مناقشة أسباب ودوافع تصرفات الطفل لتحديد أسباب المشكلة وحلها، أو يمكن طلب المساعدة من أخصائي نفسي لتوضيح كيفية التعامل مع الطفل لتجنب تكرار هذا السلوك أو استمراره عندما يكبر .
عند اكتشاف سرقة الطفل، قد يكون الرد الطبيعي للوالدين عنيفا، ولكن السيطرة على النفس وتقديم العقاب المناسب هو الحل الأمثل الموصى به من قبل أطباء النفس. يمكن أن يتضمن العقاب حرمان الطفل من اللعب أو الأشياء المحببة له .
– حرمان الأطفال لبعض الأشياء التي يمتلكها أقرانهم، أو أن يكون أحد الوالدين بخيلا، قد يكون دافعا لسرقة الطفل، لذا يجب أن يأخذ الوالدين هذا الجانب في اعتبارهم وفقا لإمكانيات الأسرة، حتى لا يضطر الطفل إلى السعي للحصول على ما يتمناه ويرى أقرانه يتمتعون به .
زيارة الطبيب النفسي ليست عيبا يجب إخفاؤه، بل يلجأ الكثيرين في الدول المتقدمة إلى الحديث مع الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين للتخلص من المشاكل النفسية والتأثيرات السلبية على سلوكياتهم، ويمكن اصطحاب الطفل إلى طبيب نفسي مختص إذا ارتكب السرقة، لتصحيح سلوكياته ومعرفة الدوافع والمشاكل التي يواجهها، وشرح كيفية التعامل مع الطفل في هذه الفترة .
– تشجيع الطفل على التفاعل مع أصدقائه بشكل طبيعي بعد تعرضه لهذه المشكلة، والمشاركة في الأماكن العامة والاندماج في المجتمع دون خجل، لكي يستعيد الطفل ثقته بنفسه .
كما يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
كيف تتحكمين في غضب طفلك
العلاقة بين الأم وابنتها خلال مرحلة المراهقة
كيفية تقويم السلوك السئ في الاطفال