كيف تتشكل الذكريات ؟
يزعم الفريق التعاوني من باحثي جامعة ليستر في المملكة المتحدة ومركز رونالد ريغان في الجامعة الطبية بجامعة لوس أنجلوس أنهم حققوا “اكتشافًا مذهلاً” في فهم كيفية تكوين الذكريات.
تم نشر هذه الدراسة التي استغرقت مدة 5 سنوات بقيادة علماءٍ في جامعة كاليفورنيا في مجلة “الخلية العصبية” وتحمل النتائج فوائدًا كثيرة.
كان من الصعب لفترة تقريبًا عقد الزمن أن نتصور أننا سنكون قادرين على المساهمة في فهم كيفية عمل الدماغفي هذا المستوى الحيوي، ويشعر الجميع بأن هذا إنجازًا كبيرًا.
هذه الدراسة، التي أجريت على البشر، وبنيت على النتائج المستخلصة من الدراسات الحيوانية السابقة ان الدور الذي يلعبه الفص الصدغي وسطي في تشكيل ذكريات العرضية.
ومع ذلك، الدراسات الحيوانية كانت محدودة في ما يمكن أن تقول لنا، لأن التجارب هي التي تعتمد على تدريب مكثف على أساس التدريب مع مثيرات ليست طبيعية. يقول الباحثان وراء هذه الدراسة الجديدة أن هذا النهج ترك اثار مبهمه كيف تقوم الخلايا العصبية الفردية بتشكيل الذكريات بشكل طبيعي .
تم تسجيل النشاط العصبي لأكثر من 600 خلية عصبية فردية في الدراسة الجديدة باستخدام الإلكترونات المزروعة في الفص الصدغي لدى 14 مشاركًا، حيث كان لدى جميع المشاركين صرعًا شديدًا، وتم زرع أقطاب كهربائية لتحديد تركيز المضبوطات للعلاج الجراحي.
شملت المرحلة الأولى من التجربة المشاركين عرض الصور من أفراد الأسرة، والجهات الشهيرة والرياضيين والأماكن، مثل برج إيفل والبيت الأبيض. ثم أظهر العلماء المشاركون الصور المركبة التي وضعت الناس والأماكن والمرضى ينظر بشكل منفصل في مجموعات، مثل كلينت إيستوود الظهور أمام برج بيزا المائل.
تعمل الصور المركبة على تنشيط الخلايا العصبية من خلال صورة واحدة فقط، حيث يتعلم المشاركون كيفية ربط الناس بالأماكن بعد رؤية الصور المركبة مرة واحدة فقط.
خلال تحليل النشاط العصبي للمشاركين، وجد الباحثون أن نفس الخلايا العصبية في الفص الصدغي تفاعلت بعد عرض الصور المركبة لأول مرة، وكذلك عندما شاهدوا برج بيزا المائل بمفردهم. ونفس الخلايا العصبية التي تم تفعيلها عندما رأى المرضى صورة برج بيزا المائل، تفاعلت أيضا عندما رأوا كلينت إيستوود بتلقائية.
كان مثيرًا للدهشة أن هذه التغييرات حدثت في اللحظة الحالية بشكل مدهش، وذلك نتيجة التعلم، حتى بعد تجربة واحدة وظهور تجميع بين المفاهيم بعد مرة واحدة من التجربة، وذلك يرتبط بالتغيرات التي يتعرض لها النشاط العصبي السريع، وتحولت إلى كونها مثالية لخلق ذكريات عرضية جديدة.
ثم سيقوم الباحثون بالتحقيق في سبب تجاهل بعض المفاهيم ذات الصلة في الذاكرة الطويلة المدى في حين يتم توحيد بعضها، يهدف فريق الباحثين إلى معرفة ما إذا كان من الممكن استعادة هذه الذكريات المنسية من خلال تحفيز الدماغ.