كيف تأسست صحيفة ” نيويورك تايمز “
نيويورك تايمز هي صحيفة يومية تصدر في مدينة نيويورك وتوزع عالميا، تعود ملكيتها لشركة النيويورك تايمز التي تنشر 15 صحيفة أخرى، بما في ذلك الهيرالد تريبيون إنترناشيونال وبوسطن غلوب، وتعتبر أكبر صحيفة حضرية في الولايات المتحدة، حيث تعد غالبا صحيفة رسمية وموثوقة تسجل الأحداث الحالية، وقد حصدت الصحيفة 95 جائزة بوليتزر، وهي أكبر عدد من الجوائز الممنوحة لأي صحيفة أخرى، ويختصر اسم الصحيفة في بعض الأحيان إلى التايم.
البدايات الشاقة
تأسست جريدة نيويورك تايمز في عام 1851، وصدر أول عدد لها في 18 سبتمبر 1851 باسم New York Daily Times. تم إنشاؤها بواسطة هنري جارفيس ريموند وجورج جونز، وكانت تصدر في أربع صفحات، ومقرها في مانهاتن بمدينة نيويورك، وكانت تقع مكاتبها في دور علوي لا يحتوي على نوافذ، وتعتمد على الشموع للإضاءة.
قبل تأسيس الصحيفة، كان ريموند يعمل كنائب محافظ مدينة نيويورك، بينما جاء جونز من خلفية متواضعة وعمل في صباه كخادم لصاحب صحيفة نورثن سبيكتاتور، حيث تعرف على هوراس غريلي مؤسس صحيفة نيويورك تريبيون، وبعد فترة قصيرة من العمل مع غريلي، قرر جونز إنشاء صحيفة بمشاركة صديقه هنري رايموند.
نيويورك تايمز يومية
وأصدرت نيويورك تايمز اليومية New York Times Daily أول عدد لها يوم 18 سبتمبر عام 1851، ومع إصدار أول عدد للجريدة صرحا ريموند وجونز ذلك اليوم بأن نيويورك تايمز سوف تصدر يوميا ماعدا يوم الأحد من كل أسبوع، ولم يعتقد أحد أن ذلك الإصدار كان بداية تاريخ مليء بالإثارة والجدل والتفاعلات السياسية.
التفوق التحريري سبب قوة التايمز
تستمد صحيفة نيويورك تايمز قوتها من تفوقها التحريري، رغم أنها لم تكن أبدا أكبر صحيفة من حيث التداول، تأسست التايمز وهي تتجنب الإثارة، فقد كانت تعرض الأخبار بطريقة موضوعية، وقد تمتعت بنجاح مبكر حيث وضع محرروها نمطًا للمستقبل من خلال جذب القراء المثقفين بدلاً من جمهور كبير عادي.
وعلى الرغم من الزيادات في الأسعار كانت صحيفة التايمز تخسر 1000 دولار في الأسبوع عندما اشترتها شركة Adolph Simon Ochs في عام 1896، حول أدولف أوكس تايمز إلى جريدة يومية، ، وواجه ” أوكس ” ضغوطاً كبيرة من أي وقت مضى على ما ينشره من التقارير الكاملة، لكنه لم يرضخ وحافظ على التغطية الجيدة الحالية للأخبار الدولية.
الاستغلال الخلاق للموارد المتاحة
عملت جريدة التايمز بشكل ذكي وواضح على استخدام جميع الموارد المتاحة لها، وأصبح محرروها يهتمون بجميع جوانب قصصهم الخبرية. ولعبت تغطية غرق تايتانيك في أبريل 1912 والحربين العالميتين دورًا في تعزيز مكانة وسمعة التايمز وقدرتها على الابتكار في الأخبار العالمية.
أصبحت صحيفة التايمز محور الجدل في عام 1971 ، عندما نشرت سلسلة من التقارير تستند إلى أوراق البنتاغون، حول دراسة حكومية سرية، تم منحها سرا إلى الصحيفة من قبل مسؤولين حكوميين، عن تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام، وجدت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أن المنشور محمي بموجب بند حرية الصحافة الوارد في التعديل الأول للدستور الأمريكي.
حصلت صحيفة تايمز على جائزة بوليتزر عام 1972 عن نشر “أوراق البنتاغون”، وفازت الصحيفة بأكثر من 120 جائزة بوليتزر حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقام حفيد أدولف أوكس، آرثر أوكس سولزبيرغر،بإجراء تغييرات شاملة في تنظيم وموظفي الصحيفة.
استخدام التكنولوجيا لتوسيع الانتشار
استخدمت صحيفة التايمز التكنولوجيا لتوسيع نطاق انتشارها، وأطلقت طبعة على الإنترنت في عام 1995، واستخدمت التصوير الفوتوغرافي الملون في نسختها المطبوعة في عام 1997.
قدمت خدمة اشتراك تسمى TimesSelect في عام 2005، وكانت تسمح لمشتركيها بالوصول إلى بعض أجزاء نسختها على الإنترنت، ولكن تم إلغاء البرنامج بعد عامين، وتم فتح جميع الأخبار والأعمدة التحريرية والعديد من المحتويات الأرشيفية للجمهور.
تم إطلاق نسخة إلكترونية باسم Times Reader عام 2006، والتي سمحت للمشتركين بتنزيل النسخة الورقية الحالية، وفي العام التالي، انتقلت الصحيفة إلى مبنى نيويورك تايمز الجديد الذي تم بناؤه في مانهاتن.
في وقت قصير بعد ذلك، بدأت صحيفة نيويورك تايمز في مواجهة المحتوى المجاني على الإنترنت في عام 2011، حيث وضعت خطة اشتراك لنسختها الرقمية التي تقيد حرية الوصول إلى المحتوى.