اسلاميات

كيف انسحر الرسول

تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للسحر، وقد تم الإثبات ذلك في حديث صحيح. وقع هذا السحر في المدينة، وعلى الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين ينكرون حدوثه، فإن هناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تؤكد حدوث هذا الأمر .

جدول المحتويات

كيف انسحر الرسول

عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يتمتع بالصفات الحميدة المناسبة لرسول الله، الذي لا يتكلم عن الهوى، نزل عليه الوحي وظهرت علامات النبوة، وصدق الكثيرون من المشركين ودخلوا في الإسلام، ونصر الله نبيه على المشركين، وتعرض للسحر من قبل يهودي يدعى ليبد بن الأعصم، فقد عمل سحرا للرسول صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطته وجف طلعة ذكر النخل .

كان النبي يتخيل أنه قام بفعل بعض الأشياء مع أهله ولم تحدث، ولكن لم تؤثر على عقله وتمييزه لما يحدث، وكان يتحدث مع الناس بما أوحي به الله لينشر الدعوة. ومع ذلك، شعر بأن شيئا ما قد أثر عليه مع زوجات الرسول، وذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك. قال النبي في يوم ما: “أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي؟” ثم جاء رجلان وذكرا له أن لبيد بن الأعصم طبهما، وأنه يعاني من مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر، وأنه في بئر ذروان. فخرج النبي إلى البئر ورجع وصف نخلتها كأنها رؤوس الشياطين. وعندما سألته عائشة عما حدث، قال إنه لم يستخرج لبيد بن الأعصم من البئر، بل شفاه الله، وخشي أن يثير ذلك على الناس شرا، فدفن البئر. هذا ما رواه البخاري .

تعني كلمة `مطبوب` الساحر أو المسحور، والمشط هو الأداة التي يستخدم لتسريح الشعر، والمشاقة هي الشعر الذي يسقط، والتعبير `وَجَفَّ طَلْعُ نَخْلَةٍ` يعني العشاء الذي يتناول عادة على طلع النخلة .

كيف شفي الرسول من السحر

لقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنه تم إخراج السحر من بئر الأنصاري وتم إتلافه مما كان سبب في زوال السحر ، وبعدها نزلت عليه سورتي المعوذتين وعندما قرأها تخلص من السحر ، ولقد ذكر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه على المعوذتين (( ما تعوذ المتعوذون بمثلهما )) .

يقول الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تم شفاؤه بسبب دعاء رقية جبريل له. وقد روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “أشتكيت؟” فرد عليه النبي: “نعم”. فأرقاه بكلمات دعاء يحميه من كل شيء يؤذيه، ومن شر كل نفس، أو عين، أو حاسد، وقال: الله يشفيك بكلمات الدعاء

وبعد أن شفي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فلقد ذهب إلى البئر الذي يوجد به السحر ، ولقد أخبر السيدة عائشة عليه السلام : (( والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، قالت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: “لا. أما أنا فقد عافاني الله، وخشيت أن أثور بها على الناس منه شراً. وأمر بها فدفنت )) رواه البخاري ومسلم .

ولم ينتج عن هذا السحر أي نتائج تؤثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تؤثر على الرسالة أو الوحي. فقد عصمه الله تعالى وبركاته من أن يتأثر أي شيء يصل إلى الرسالة أو إلى نشرها بين الناس. ولكنه لم يعصم من الأمراض التي يمكن أن تصيب الناس، فقد تعرض للجرح خلال غزوة أحد، وتحطمت البيضة فوق رأسه، وسقط في حفرة موجودة هناك. كما تعرض للضيق لفترة طويلة أثناء أداء الرسالة، حيث تعرض للإيذاء من المشركين بكثرة .

جميع هذه الأمور أثرت على العديد من الرسل أثناء أداء رسالتهم، وكانت هذه الأمور سببا في رفع درجاتهم وتحقيق الأعلى منزلة وتضاعف حسناتهم، وفي الوقت نفسه، فإن الله تبارك وتعالى حماهم من أي ضرر قد يصيبهم، مثل قتلهم أو إيذائهم بطريقة تمنعهم من أداء رسالتهم. وعلى الرغم من كل ما تعرض له رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، إلا أنه قد أدى رسالته .

دلائل سحر الرسول

كل هذه الأمور تشير إلى أن السحر الذي تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح، فقد تم نقله في البخاري ومسلم وغيرهم، وأهل السنة لم يشكوا في ذلك، ولكن المبتدعون قد نفوا ذلك، وقد قال المازري في هذا الأمر ((نفى المبتدعة هذا الحديث وادعوا أنه ينقص من مكانة النبوة ويشكك فيها، وقالوا: وكل ما يؤدي إلى ذلك هو زائف، وادعوا أن تصريح هذا يقلل من ثقتنا بما شرعه الله تعالى من الشرائع، حيث قد يخيل له أنه يرى جبريل وليس هو، وأنه يتلقى إلهاما بشيء ولم يتلقه، قال المازري: كل هذا هو غير صحيح؛ لأن الدليل يقوم على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتلقاه من الله تعالى وفي استعصامه في البلاغ والمعجزات التي تشهد بصدقه، فتصريح ما يقوم الدليل على خلافه هو زائف، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيوية التي لم يبعث لأجلها ولم تكن الرسالة بسببها فإنها معرضة لما يعترض البشر مثل الأمراض، فمن الممكن أن يخيل له في هذه المسائل الدنيوية أشياء غير حقيقية مع استعصامه عن مثل ذلك في الأمور الدينية) .

قصة اليهودي الذي سحر الرسول

تعرض الرسول صلوات الله وسلامه عليه، الذي يتمتع بالصدق والأمانة والصفات الحميدة، للسحر من قبل شخص يهودي يدعى لبيد بن الأعصم. وقد قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لأبي صالح وعباس بن صالح: “لبيد بن الأعصم اليهودي قد جعل سحره في بئر آل فلان تحت الصخرة في ركية. فأتوا الركية ونزحوا الماء ورفعوا الصخرة وأخرجوا الكدية وأحرقوها”. وعندما بعث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عمار بن ياسر ونفرا آخر إلى المكان ، وجدوا الماء مثل ماء الحناء وعثروا على الكدية التي تحتوي على إحدى عشر عقدة، وأنزل الله الآيتين “{قل أعوذ برب الفلق}” و”{قل أعوذ برب الناس}”، وعندما قرأ الرسول الكريم كل آية، تفككت عقدة واحدة من الحبل السحري الذي كان داخل الكدية. هذا هو سبب نزول المعوذتين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى