كيف انجح في تحمل المسؤولية
مفهوم تحمل المسؤولية
نصادف في حياتنا اليومية ، الأحداث والأشخاص ، وتسمع أذننا كلمة المسؤولية وتحمل المسؤولية بشكل متكرر ، وتبقى الكلمة تحتاج لتوضيح أكثر ما هي المسؤولية ، وكيف يتحمل الشخص المسؤولية ، بل وأبعد من ذلك كيف ، ينجح الشخص في تحمل هذه المسؤولية، إن معنى المسؤولية في اللغة العربية، يشرح جزء كبير من مفهوم مصطلح المسؤولية ، وهو تحمل تبعات العمل ، وهو حال أو صفة من يوجه له سؤال عن أمر هو مسؤول عن تبعاته، و الشخص المسؤول هو الشخص المنوط به تحمل تبعات عمل ما ، وتعتبر المسؤولية في معناها الاصطلاحي ، وإن اختلف مجال استخدامه إلا إنه في العموم ، تعني الالتزام بشكل مختصر ، ويضاف له ما يزيد معناه وضوحا حسب المجال، إذا فالمسؤولية مما سبق هي الالتزام.
كيفية النجاح في تحمل المسؤولية
في حال رغبة الشخص بجدية في معرفة الطريقة الفعالة لتحمل مسؤولياته وتحقيق النجاح في ذلك، يجب عليه اتباع بعض الخطوات والنصائح المهمة التي تساعده على تحقيق أهدافه، وهذا ما سيتم تقديمه من خلال عرض بعض النصائح والخطوات والمهارات الهامة لتحمل المسؤولية والوصول إلى النجاح في ذلك
تحديد المسؤوليات
أول خطوة للفرد نحو التفوق هي توضيح مسؤولياته وتحديدها بدقة حتى يكون على علم بكيفية تحقيق النجاح. فالنجاح لا يمكن أن يتحقق في مجال غير واضح ومعروف. إذا كان الشخص يسعى لتحقيق النجاح من خلال تحمل المسؤولية، فإن تكديس مسؤوليات كثيرة وغير ضمن اختصاصه لن يكون مجديا. إذا لم يكن هو المسؤول الوحيد عن هذه المهام، فلن يتحقق النجاح. بالإضافة إلى ذلك، تحمل مسؤوليات لا تخصه وتجاهل مسؤولياته الحقيقية سيؤدي إلى الفوضى والاضطراب في حياته. على سبيل المثال، إذا كان يعمل في قسم محدد في الشركة، يجب عليه أن يتحمل مسؤولية الانتظام في العمل في الوقت المحدد، و• الحصول على قدر كافٍ من النوم المريح، وتجهيز الملابس والأدوات اللازمة، وأن يكون على استعداد للاستيقاظ في الوقت المحدد. داخل مكان عمله، يجب أن يركز على تنفيذ المهام المخصصة له بشكل ممتاز، وألا يلتفت إلى مهام الآخرين التي تشتت تركيزه. لذلك، تحديد المسؤوليات هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية نحو تحقيق النجاح في تحمل المسؤوليات.
التوقف عن اختلاق الأعذار
أول ما يجعل المرء يخفق في تحقيق النجاح في تحمل المسؤولية هو تقديم التبريرات والحجج والأعذار. قد يكون هذا التقديم للآخرين، وقد يكون للشخص نفسه لتجنب الشعور بالمسؤولية تجاه شيء ما. لذا، إذا كان الفرد يسعى للنجاح في تحمل المسؤولية، يجب عليه التوقف فورا عن الاعتماد على الأعذار والحجج الواهية والمتوهمة، والتحمل المسؤولية بشكل كامل. يجب أن يتوقف عن أي حوار داخلي يتعلق بتقديم الأعذار أو اللجوء إلى توفير ظروف لتبرير عجزه عن تحمل المسؤولية. يجب أن يفكر بجدية في مسؤولياته وكيفية أدائها بنجاح، وأن يتخلص من الخوف من الفشل وعدم توفر الوقت وعدم امتلاك الخبرات. جميع هذه الأعذار هي أشكال من الكسل لتجنب تحمل المسؤولية. لذا، عندما يحاول الفرد تحمل المسؤولية في كل مرة، يجب أن يتوقف عن تلك الأعذار وأن يرد على الحوار بأنه هو من يتحمل المسؤولية وأنه قادر على التقدم والنجاح، لأنه لا يمكن لشخص آخر أن ينجزها بالنيابة عنه.
تقليل التوتر
يضعف التوتر الزائد أجهزة الجسم ويشتت الذهن ويسبب بعض الأعراض الصحية، وبدلا من أن يساعد على القيام بالمسؤوليات، فإنه يزيد من فشل الشخص وعدم قدرته على تحمل المسؤولية وتقدير نفسه، لأن التوتر الزائد يؤدي إلى نتائج سلبية في كل الجوانب، على سبيل المثال، إذا كان الطالب يتقدم للاختبارات، فإن التوتر الطفيف يساعد على تحمل المسؤولية، بينما التوتر الزائد يؤدي إلى نسيان المعلومات وضياع الوقت وتشتيت الذهن
فهم المسؤولية و العواقب
من الضروري أولا أن يدرك الشخص نفسه ويعرفها جيدا، ويتعرف على نقاط قوته وضعفه، ويعمل على التركيز على نقاط القوة ومعالجة الضعف أو على الأقل تقليل تأثيره، ثم يحدد مسؤولياته بشكل جيد ويعرف حدودها، ويتوقف عن التوتر الزائد وعدم التبريرات. ثم يجب على الشخص أن يدرك حقيقة مهمة، وهي أنه لن يتمكن أحد غيره من تحمل مسؤولياته، ولن تكون هناك عوائق أخرى تمنع آخرين من تحملها دون مقابل، ولن يقوموا بها مثله حتى إذا تم دفع مقابل. قد يساعد الآخرون في بعض الأحيان، ولكن في النهاية هذه ليست مسؤولياتهم، على سبيل المثال، امرأة لديها طفل، تعلم جيدا أنها مسؤولة عن رعايته، إذا كان بإمكانها الحصول على مساعدة أو جليسة للعناية به، فلن يكون هناك بديل لها في تقديم الحنان والتربية السليمة للطفل، وذلك لأنه كما ذكر سابقا، يمكن الاعتماد على مساعدة الآخرين في بعض المهام، ولكن في النهاية تبقى مسؤولية الشخص نفسه، في المثال السابق، إذا لم تقم الأم بتحمل مسؤوليتها، فيجب عليها أن تدرك العواقب التي ستنتج عن عدم تحملها للمسؤولية، وهي أكبر بكثير من تلك التي تتوقعها. وهذا لا يعني عدم وجود ظروف طارئة أحيانا تجعل من الصعب تحمل المسؤولية، ولكن الشخص الذي يدرك أن حياته ملك له وأنه هو المسؤول عن إدارتها، يمكنه التعامل مع تلك الظروف بأقل قدر من الخسائر.
التعود على صغائر المسؤوليات
يعتبر تحمل المسؤولية أهمية نابعة من التربية والتنشئة السليمة، ولكن يمكن اكتساب الخبرة فيها مع الوقت لأولئك الذين لم يتعلموها في سن مبكرة. فمن يتعود على تحمل المسؤوليات الصغيرة، سيجد أن تحمل المسؤوليات الأكبر والأكثر تعقيدا يسهل عليه بكثير. ومن يتحمل مسؤولية تنظيف مكانه بعد الأكل وتنظيم غرفته ورعاية شؤونه الشخصية، سيجد أن تحمل المسؤوليات الأكثر تعقيدا أسهل بكثير بالمقارنة مع الآخرين. ويعتبر أي عادة يتم تكرارها والمواظبة عليها جزءا من الشخصية، لذلك إذا كان الشخص يفتقد للقدرات النفسية والتنظيمية لتحمل المسؤولية، يجب أن يعتاد على ذلك بدءا من الآن لإصلاح ما يفسده والقيام بما يمكنه فعله بدلا من تركه لأي عذر أو حجة واهية
نصائح للمساعدة في النجاح في تحمل المسؤولية
عليك بداية أن تتحكم في أمورك النقدية أو المادية بشكل سليم عن طريق وضع خطة للميزانية الشخصية توضح فيها كتابة حجم ما يدخل لك من ربح أو مكسب أو مرتب دوري ، ثم قم بتقسيم ذلك على الأساسيات والضروريات قبل غيرها ، والأساسيات هي التي لا تقوم بدونها حياة كريمة سوية ، مثال نفقة إيجار المسكن ، وفواتير الماء والكهرباء ثم يليها الطعام ، ويجب أن تتضمن قائمة ميزانيتك جزء خاص بالادخار ، حتى تحقق نجاحات أفضل في المستقبل.
يجب تنفيذ المهام التي عليك القيام بها قبل أن يطلبها شخص آخر منك، على سبيل المثال، إذا كنت طالبًا، فعليك الذهاب إلى دراستك وقراءة الكتب الخاصة بك دون الانتظار للوالدين أو توبيخ المعلم على تقصيرك، ولا يجب تأجيل الواجبات إلى اللحظات الأخيرة.
يُنصح بالانتباه للأخطاء التي ترتكبها والاعتذار عنها، فهذا يدل على قدرتك على تحمل مسؤولية أفعالك، ويحفزك على عدم القصور في مسؤولياتك في المستقبل.