تعد العيون واحدة من الحواس الهامة جدا في جسم الإنسان، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على التعبير عن المشاعر سواء كانت مشاعر الحب أو الكراهية أو الاستياء. وهناك العديد من الرموز التي يمكن أن تعبر عنها العيون، وخاصة أن هناك خبراء في فهم لغة العيون وتفسير حركاتها وسلوكها. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحركات الغير إرادية التي تعكس لغة العيون وتساعد الأشخاص على فهم العديد من الأمور.
كيف افهم لغة العيون
- غالبا ما يحاول الأشخاص فهم مشاعر من حولهم، سواء كانوا أصدقاء أو أحباء أو أعداء، حتى يتفادوا الازعاج الذي يمكن أن يحدث، وبما أن لغة العيون تعبر عن الكثير من المشاعر التي لا يمكن التعبير عنها باللسان، فيجب مراقبتها جيدا وفهم ما يحاول الشخص التعبير عنه.
- بالإضافة إلى كثير من علماء النفس الذين يصفون لغة العيون بأنها نافذة إلى القلب والروح، تعبر عن أشياء لا يعبر عنها الشخص بكلامه، وتعبر عن أمور يعجز اللسان عن التعبير عنها.
- يمكن للشخص أن يقرأ ما يدور في عقل الآخر عن طريق التركيز عينيه، أو على الأقل تحديد مشاعره تجاهه، وهذا يتضمن مشاعر الحب أو الكراهية أو الحزن أو الملل.
دلالات لغة العيون
حاول العلماء المتخصصون في علم النفس دراسة حركات العين ولغة العيون والنظرات لفهم المشاعر الإنسانية التي ترافق كل نظرة، فمن خلال النظرات وحركات العيون يمكن معرفة ما يدور في القلوب وما يخفيه الصدور، ولكن هذا يتطلب معرفة متعمقة بلغة العيون، ورغم ذلك فإن هناك بعض النظرات التي لا يمكن فهمها، ومع ذلك يمكن تحديد بعض معاني حركات العين لمعرفة ما يدور في نفس الشخص
- النظرات المتبادلة تعتبر النظرات المتبادلة بين الطرفين أحد أهم دلالات الحب، ولاسيما أن المحبين والعشاق يطيلا النظر لبعضهم مرة خلسة ومرة بشكل واضح وصريح، خاصة لبعد التصريح بالحب، كما أنهم لا يحسبون الوقت الذي يسبحان فيه في أعين بعضهم، ففي كل عين من أعينهم كلمات كثيرة وقصائد وأغاني ومواقف مميزة.
- إذا كان الشخص ينظر بشكل مبالغ فيه أثناء الحديث أو يكثف النظر إليك، فهذا يعني محاولته إقناعك دون إثبات، ويعد استخدام هذه الطريقة كذبًا وتلاعبًا، ويستخدم البائعون في الأسواق هذه الطريقة لضعف الحجة، وتعمل عيونهم تلقائيًا على محاولة هجوم تفكيرك والسيطرة عليه، لذا لا تنخدع.
- النظر إلى الأرض أثناء الحديث يعبر عن أمران أحدهم قد يكون الاحترام للشخص كالأب أو الأم او الأخ الكبير أو المعلم، وقد تكون علامة على الخجل أو الشعور بالذنب من الشخص، كالشخص الذي يشعر بأنه أخطأ في حق آخر، فهو في العادة لا يستطيع النظر في عينيه بشكل مباشر، ويفضل حينها النظر للأسفل.
- تشير حركة الرموش المتكررة إلى العواطف والمشاعر الطيبة تجاه الطرف الآخر، حيث إن تكرار حركة الرموش أكثر من 6 مرات في الدقيقة الواحدة يشير إلى الحب والعواطف والانجذاب للطرف الآخر.
- النظر إلى جبين الشخص الآخر أثناء الحديث: يدلّ على عدم الاهتمام والاكتراث للحديث أو للشخص ذاته، كما يوضّح اللامبالاة وعدم الانجذاب لما يستمع إليه، كما يعبر أحيانًا عن سرحان الشخص في شيء مختلف عن الموضوع الذي يتحدث فيه الطرف الآخر.
- اتساع حدقة العين: يشير اتساع حدقة العين إلى الإثارة تجاه الموضوع الذي يتحدث عنه الشخص، ويشير أيضًا إلى الاهتمام بسماع التفاصيل بشكل سريع، كما يشير اتساع بؤبؤ العين إلى الجاذبية.
- النظر للأسقف أثناء الحديث: يدل النظر إلى السقف أثناء الحديث إلى أن الشخص المستمع يشعر بالملل ويريد الانصراف ويفكر في طريقة لكي يتخلص من الثرثرة الغير مرغوب فيها، كما تدل أحياناً على تذكر بعض الأمور الغير متعلقة بالموضوع محل الحديث تماماً، كما يدل النظر لأعلى أحياناً على التفكير للرد عن أحد التساؤلات التي تدور في ذهن المستمع.
- غرغرة العين، على ما يظن الكثير ان غرغرة العين او ابتلالها بالقليل من الدموع دلالة على الحزن أو التأثر، ولكن في الواقع أن تلك الغرغرة تعني أن الشخص غير مرتاح تماماً، وأن الكلام غير مريح بالنسبة له، ولكي يخفي الشخص ما يشعر به من عدم ارتياح يحاول دوماً مسح أعينه وبقائها جافة، عبر حركة لا إرادية بإبهامه أو سبابته.
- النظر إلى أحد الجوانب يشير إلى الشعور بالانزعاج، حيث طبيعة الأعين البشرية تتجه نحو الأمام أو نحو عيون الشخص المقابل، أي الطرف الآخر، ولكن عند النظر إلى الجانب، فقد يعكس ذلك التشتت أو الاستياء من الحديث والرغبة في إنهائه، ويمكن أن يدل على أن الشخص شاهد شيئا آخر أثار اهتمامه وانتباهه، كما يمكن أحيانا أن يشير إلى انزعاج شديد ورغبة في الانتهاء.
- أما عن الغمزة فهي تدل على المداعبة، وبالتالي على الحب والانجذاب للشخص، حيث إن الشخص يحب مداعبة من يشعر معه بالراحة والأمان والرضا، ولا سيما أنها احد دلالات الحب وقد يشير أحياناً على أمر ما يعرفه شخصان فقط مثلاً في الجلسة، أي علامة على تذكر احد الأسرار، أو فهم أحد المواضيع دون الباقي من الحضور.
المشاعر الإيجابية والسلبية من خلال النظرات
العين لا يمكنها النفاق ولا الكذب، فسبحان الله تعتبر العين خير معبر عن الشعور الإنساني حيث إن هناك نظرات خاصة بالحب والإعجاب وهناك نظرات تدل على الشعور بالملل وعدم الحب للطرف الآخر، ويمكن التمييز بينهم بكل سهولة، وفي الغالب يشعر الإنسان بمن يكن له مشاعر حب أو يشعر تجاهه بالملل، إلا أن العينين تشارك في هذه العملية:
- حين يشعر الشخص بالحب تجاه شخص، فإن العين تبدأ بإهداء نظرات الحب والود للطرف الآخر، كما يمكن أن يطيل الشخص، النظر لمن يحب، خاصة في الوقت الذي لا ينظر له الشخص الآخر، حيث يشعر إنه يأخذ قسط من الحب خلسة دون أن يراه الطرف الآخر، خاصة في بداية العلاقة، حيث يأخذ الخجل قسط من الحرية في التعبير عن الحب، كما أن هناك مجموعة من النظرات المتبادلة بتحسس وحب وخجل، وهي تلك النظرات التي تبعث إشارات للعقل والقلب بالرضا والقبول والاستحسان، ولا سيما أن العين هي التي تحب أولاً قبل القلب.
- عند التعبير عن المشاعر السلبية، يحاول الأشخاص غالبًا إخفائها، ولكن العين لا تستطيع إخفائها، فهي تعبّر عن الشعور السلبي من خلال عدم النظر إلى من لا يشعر بالراحة معه، كما يحاول الأشخاص تجنب النظر إلى من يسبب لهم إزعاجًا في الحياة.