كيف أمنع طفلي من مشاهدة التلفاز
كيفية منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون
كيف أمنع طفلي من مشاهدة التلفاز، هل هذا السؤال يعد سؤال هام للأمهات، أم أنها أمور لا تستحق العناء والبحث، قبل الإجابة المباشرة على هذا السؤال، يمكن توضيح بعض النقاط والتطورات التي مرت بها الحياة والمجتمعات العربية، وصولا لطرح هذا السؤال والكلام عن أهمية منع الأطفال من مشاهدة التلفاز.
في السابق، كانت الأمهات تترك أطفالهن يلعبون أو يذاكرون وتتحرك حولهم، ويحاولون تقليدها أحيانا وتساعدونها أحيانا أخرى، حيث يلتقون في فناء المنازل ويتفاعلون مع أقرانهم وأقاربهم وجيرانهم، ويزورون العائلات، ويجلسون مع الجدة والجد ويستمعون للحكايات، ويذهبون للمدرسة لحفظ القرآن الكريم، وينامون مبكرا ويستيقظون في الصباح الباكر للعودة إلى المدرسة وأداء واجباتهم، وكل ذلك يساعد على تطوير قدراتهم الذهنية
في الماضي، كانت مرجعية المرأة هي تفرغها للعناية بالأولاد والبيت، ولم تعمل خارج المنزل، وكانت تعتمد على مساعدة الجدات والأقارب في الرعاية والاهتمام بأطفالها، حتى بالنسبة للمرأة العاملة.
لكن مع التغيرات الكثيرة التي حدثت في السنوات الأخيرة، تغيرت الأمور كثيرا، فانفتح العالم العربي على الثقافات الأخرى، وتغيرت خريطة بث القنوات حتى لم تعد تغلق شاشاتها في الثانية عشر مساء، وأصبحت لكل نوع من البرامج والمواد الإعلامية قنوات متخصصة بها، من أفلام ومسلسلات وقنوات لبرامج الأطفال
في الجانب الإعلامي والإذاعي، تتمكن الأجيال الصغيرة الحديثة من التعامل مع جميع أشكال التكنولوجيا المتاحة، وتصبح الألوان الزاهية وحركات الرسوم المتحركة والأصوات عوامل جذب كبيرة لهم.
وفيما يخص الأمهات والعائلات، استغلت الأمهات هذه الزيادة في استخدام وسائل الإعلام لصالحهن، ولم يكن لديهن الوعي بخطورتها وآثارها السلبية، فانشغلت الأمهات بالعمل أو الدراسة وتركت أولادهن يتعرضون لتلفزيون يعتبر منهن بأنه يسليهم ولا يضرهم، وبالتالي، قلت التجمعات العائلية، وانقطعت العلاقات بين الجيران والأقارب، وأصبح التلفزيون يحل محل الأم والجدة في سرد الحكايات قبل النوم
مرت المجتمع العربي بتغيرات سريعة أفاقت على مشاكل لم تكن واضحة من قبل، أو على الأقل ربما لم تكن بنفس الحدة والتعداد الذي ظهرت به الآن، وبدأت مشاكل التوحد وصعوبات التعلم وبطء التعلم وغيرها من المشاكل تظهر بشكل واضح وكانت ضحيتها الأطفال الصغار.
منذ عدة سنوات بعد العام 2005، تم التركيز على هذه المشاكل بعد تفاقمها والسعي لإيجاد حلول لها. وأول ما اعتبره الخبراء سببا لذلك هو التلفزيون. لذلك، كان السؤال المهم جدا كيف يمكنني حماية طفلي من خطر التلفاز
الإجابة على هذا السؤال تكمن في فهم مشاكل ترك الطفل يشاهد التلفزيون بشكل عام، وتأثير مشاهدته لبرامج أو مواد الكبار بشكل خاص، وكذلك أفلام الكرتون العالمية، ثم أثر مشاهدته لأفلام الكرتون بشكل عام. فإدراك الأم لخطورة كل ذلك هو الأساس والعامل الأساسي في قدرتها على منع الطفل من مشاهدة التلفاز، وعليها أن تفهم شدة الضرر أولا، ثم تتبع الخطوات التالية
- يجب البدء بتقليل ساعات مشاهدة الأم التلفزيون واستخدام التكنولوجيا بشكل عام، بما في ذلك الهواتف الذكية.
- يجب إعطاء الطفل وقتًا كافيًا يوميًا للعب معه وقراءة القصص والاستمتاع.
- يجب جذب انتباه الطفل عن طريق إحضار لعب مشوقة وملونة، وتضمن الحركة والأصوات لجذب اهتمامه.
- احضر ألوان تلوين آمنة وكتب تلوين وقصص مناسبة لعمر الطفل.
- وضع التلفزيون في غرفة بعيدة وإغلاقها معظم الوقت
- تقديم نشاط رياضي مناسب للطفل.
- يساعد التنزه والمشي في أماكن خارج المنزل على تفريغ الطاقة.
- عند وجود الطفل بين الجد والجدة، يجب التأكيد عليهم باتباع النظام الذي يتم الاعتماد عليه في المنزل، حتى لا يجد الطفل في تلطيفهم سببًا لمشاهدة التلفزيون.
- إذا كان الطفل قد تخطى سن الخمس سنوات وأكثر يمكنك السماح له بمشاهدة التلفاز ساعة في اليوم بشروط أولها أن تكون ساعة محددة لا تتغير ولا تزيد، وأن تكون برامج أطفال، وبنفس لهجة الأسرة، وعدم مشاهدة محتوى للكبار، وعدم زيادة الوقت المحدد، وبإشراف من الأم مباشرة بالجلوس مع الطفل أثناء المشاهدة.
- النوم المبكر والاستيقاظ المبكر يقللان من الحاجة إلى مشاهدة التلفزيون.
- عدم مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام.
- عدم مشاهدة التلفاز في غياب الوالدين.
- عدم مشاهدة التلفاز أثناء النوم.
- يجب تقديم نقد مستمر مباشر وغير مباشر للتلفزيون وما يقدمه بشكل مستمر لأذني الطفل.
- في حال دخول الطفل إلى الحضانة، يجب على المشرفات والمسؤولين عدم السماح للطفل بمشاهدة التلفزيون، وفي حالة الضرورة، يكفي مشاهدته لمدة20 دقيقة على الأكثر.
- يجب على الأم عدم استخدام التلفزيون أو الهاتف المحمول كوسيلة ترفيهية أو بديل للعناية بطفلها والقيام بمهامها.
- عند وجود جليسة أطفال، يجب التأكيد على عدم السماح للطفل بمشاهدة ما يتنافى مع رغبات الأم ومتابعة تطبيق هذه الإرشادات والتأكد من اتباعها.
- ينصح بتنويع الأنشطة والألعاب، وتقسيم يوم الطفل في أعمال مفيدة ومتعددة ومتنوعة.
- إشراك الطفل في المهام المنزلية وتقديم المساعدة، والأفضل أن تكون محببة له.
- تشجيع الطفل على بناء علاقات مع أقرانه وجيرانه.
- يتطور مهارات الطفل ولا يتم الإضرار بها عن طريق مشاهدة التلفزيون، ويتم تقديم الدعم المناسب لها، مثل دورات الرسم وغيرها من النشاطات.
أضرار مشاهدة الكرتون للأطفال
يشدد الأخصائيون والمتخصصون في مجال التربية والطفولة على ضرورة منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون نظرًا للآثار السلبية الكبيرة التي يمكن أن تترتب على صحة الطفل ونموه العقلي والنفسي وسلوكه بشكل عام. ويمكن توضيح هذه الآثار بالتفصيل كما يلي
- الإصابة بمشاكل صعوبات التعلم الأكاديمية.
- الإصابة بمشاكل التعلم النمائية.
- تأخر الكلام.
- مشاكل النطق والتلعثم.
- التأخر الدراسي.
- التوحد.
- ضعف النظر.
- تعلم العدوانية، والتصرفات العنيفة.
- صعوبات التعلم.
- تعلم السلوكيات والعادات السيئة.
- اكتساب لغة حوارية غير لائقة أو غير مهذبة.
- زيادة الوزن.
- بطء التعلم.
- الإعاقات الذهنية والحركية لنمو الأطفال.
- الخمول والبلادة والكسل.
طفلي يقلد أفلام الكرتون
قد تجد الأم أن طفلها يقلد ويحاكي أفلام الكارتون، سواء في الكلام أو التصرفات. في البداية، قد تأخذ الأمر بمحمل السخرية وتضحك من طريقته وما يقوم به، نظرا لأنها تعتبرها مادة للضحك. ولكن مع مرور الوقت، قد تكتشف أن ابنها أصبح فريسة لتلك المواد، وتسعى للتخلص من هذه العادة. وتتساءل عما إذا كان من الأفضل لها منع طفلها من مشاهدة التلفاز وكيفية منع طفلها من ذلك، وما إذا كان هناك مشكلة في تقليد طفلها لأفلام الكارتون.
وفقًا لتصريحات المختصين ونتائج الدراسات، فإن تعلق الأطفال بأفلام الكارتون يمثل مشكلة كبيرة، حيث يتبنون سلوكيات المخلوقات الخيالية في الأفلام ويأخذونها كنموذج يقتدون به، وتكون هذه المخلوقات عادة من مجتمعات وثقافات وديانات مختلفة عن المجتمع العربي، مما يؤدي إلى خلق جيل يفتقر إلى هوية.
يمكن أن يؤدي هذا التقليد إلى مشاكل ومخاطر إذا كان الشخص المقلد بطلاً خارقًا يتصرف بطريقة خطرة ويتسبب في إيذاء الطفل نفسه أو الآخرين. ويمكن أن يؤدي هذا التقليد إلىزيادة في العنف والعدوانية، لذلك يجب اتخاذ إجراءات لمنع الأطفال من مشاهدة التلفزيون.
العمر المناسب للطفل لمشاهدة التلفزيون
تباينت آراء الخبراء في تحديد العمر الذي يناسب مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة والتلفزيون بصفة عامة، حيث أصر بعضهم على ضرورة منع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات من مشاهدة هذه الأشياء، فيما رفع البعض الآخر هذا العمر إلى تسع سنوات، وربط البعض الآخر ذلك بنوعية ما يشاهده الطفل، وقيدها بعدد الساعات التي يشاهدها الطفل، وفي النهاية يمكن استخلاص النتيجة الأقرب لكل تلك الاختلافات وهي أنه يجب منع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات من مشاهدة التلفزيون والسماح لهم بمشاهدته بعد هذا العمر إذا كان الأمر ضروريا، ولكن بتنظيم بحيث لا يزيد الوقت على ساعة واحدة يوميا، ومع مشاهدة برامج مناسبة للأطفال ومراعاة الثقافة العربية