كيف أحب نفسي وأقدرها
توجد العديد من النصائح في كتب التطوير الشخصي التي تنصح الإنسان بأن يحب نفسه. ولكن هذا ليس أمرا سهلا، حيث يعتقد معظم الناس أنهم يحبون أنفسهم، ولكن تصرفاتهم وردود أفعالهم تكشف العكس. يعد تقدير الفرد لنفسه أمرا ضروريا للنمو الشخصي، وتحقيق الأحلام، وتطوير علاقات صحية وسعيدة مع الآخرين. بدلا من مجرد محاولة إقناع الفرد نفسه بأنه يحب نفسه، هناك بعض الخطوات العملية التي يمكنه اتباعها
اهتمام الشخص بنفسه
يبدو أن الأمر سهلا، لكن العديد من الأشخاص لا يقومون بفعل ذلك لانهم يعتقدون ان ذلك هو تصرف أناني أو أن حاجات الفرد الشخصية ليس مهمة بالقدر الكافي. تعاطف الإنسان مع نفسه يعني انه يهتم بمشاعره كما يهتم بمشاعر الآخرين. يجب أن يتعامل الشخص مع نفسه بنفس الطريقة التي يعامل بها طفله أو صديقه المفضل، بلطف، واهتمام ورعاية
المحافظة على الحدود
يجب وضع لائحة من الأشياء التي يحتاجها الشخص عاطفيا، والأشياء المهمة بالنسبة له أو التي تؤذي مشاعره عندما يتم تجاهلها أو انتهاكها. هذه اللائحة قد تتضمن الاحتفال بإنجازاتك من قبل الآخرين، الحصول على التعاطف عندما تحتاج لذلك، تلقي الحب والعطف بدون طلبه، أن يهتم بك، ومعرفة أن هناك شخصا يمكنك الاتكال عليه.
أي شيء يكون مهما بالنسبة لك هو أمر يستحق الاهتمام بغض النظر عن ماهيته، وعندما يقوم شخص آخر بتجاهل أمر مهم بالنسبة لك أو يتجاوز حدوده، بالطبع سوف تعرف ذلك، لأن غالبا ما يكون هذه الأمر مؤذيا. لا يجب تجاهل ذلك. المشاعر وجدت ليستطيع الشخص أن يعبر عنها ويميز بين الشيء الصحيح والشيء الخاطئ
يجب على الشخص أن يخبر الآخرين عن حدوده والأمور التي يمكنه أو لا يمكنه تحملها. إذا اعتذر الآخرون، يمكن للشخص أن يغفر لهم، ولكن إذا لم يدركوا أخطائهم واستمروا في تجاوز الحدود، فيجب على الشخص أن لا يسكت عن هذه التجاوزات، وأن يتخذ بعض الإجراءات اللازمة.
على سبيل المثال، عندما يخبر الشخص شريكه أنه يحتاجه ليستمع إليه ويبدأ بإخباره عن مشاعره أو عن الأمور التي تؤذيه، سوف يقوم الشخص الذي يستمع إليه بتجاهل ذلك أو أن يخبره أن عليه ألا يلقي بالا كبير لهذه الأمر. يجب عندها أن يقوم الشخص الآخر بالتصرف، وذلك بأن يختار خصا آخر يثق بها. يمكن أيضا أن يعيد الشخص التفكير بتلك العلاقة التي تربطه مع شخص لا يهتم بمشاعره أو يقدرها.
العلاقات يجب ان تكون طريق ذو اتجاهين ويجب ان يتلقى كل طرف فيها الحب، القبول والاحترام مثله مثل الشخص الآخر. تركيز الشخص على تلقي احتياجاته وعدم تجاهلها على حساب الطرف الآخر سوف يساعد الشخص على بناء احترامه لنفسه لأنه تقوي إيمان الشخص بنفسه وهذا ينعكس على إيمانه ودعمه للآخرين. يجب تذكر دائما، أن كل شخص يستحق ان يتلقى الحب
القيام بما يحب
في البداية، يجب على الشخص اكتشاف ما يجعله يشعر بالراحة أو السعادة. لا يهم ما هو ذلك الشيء بالضبط، ولكن يجب أن يدرك الشخص كيف يشعر أثناء قيامه بالأعمال اليومية. هل يشعر بالإرهاق أثناء العمل، ويشعر بالفرح والسعادة أثناء تواجده في الحدائق؟ هل يشعر بالسعادة عندما يقرأ كتبا لأطفاله؟ أو هل يشعر بالراحة عندما يكتب مذكراته أو يكتب شعرا أو يقوم بالأعمال التطوعية؟ يجب على الشخص أن يجد الأشياء التي تجعله يشعر بالسعادة ويمارسها بانتظام.
الشعور بالرضا أثناء قيامنا بأعمالنا يكفي لتبرير قيامنا بها. وكلما زادت ممارسة الأشخاص للأنشطة التي يستمتعون بها، زادت سعادتهم أيضا. وإذا كان ذلك يعني أن الشخص يحتاج إلى التوقف عن فعل شيء معين، فلا يوجد مشكلة. قد يحتاج الشخص إلى قضاء وقت أطول في القيام بالأشياء التي يحبها، أو ربما يمكنه تخصيص ساعة في الأسبوع لزيارة متحف ما ليستعيد طاقته. قد يحتاج الشخص إلى توفير بعض المال لشراء أثاث جديد ودهانات للمنزل، أو ربما يحتاج إلى طلب من والديه المسنين أن يعتنوا بأنفسهم عندما يكون مرهقا ويرغب في تخفيف عبء العناية الذاتية عن نفسه من خلال المشي بمفرده.
ربما يحتاج الشخص إلى الانضمام لناد ضم العديد من الأشخاص ذو القصص الملهمة الذين يمكنهم أن يلهموه في حياته. يجب ان يفعل الشخص ما يحتاج إلى فعله ولا يدع شخصا آخر يلومه، أو ينتقده على فعل تلك الأشياء لمجرد اعتقاده بأنها أعمال أنانية، أو سخيفة أو فارغة. يجب تجاهل أولئك الأشخاص، وعندها سوف يشعر الشخص بالتحسن، وهذا يؤثر بدوره على قدرته الحقيقة في دعم من حوله، وعندها سوف يحب الشخص نفسه بشكل أكبر.
معرفة مصدر الانتقادات
عندما يعيش الشخص في بيئة سيئة لفترة طويلة، يصعب عليه قبول قيمته ويتقبل المجاملات بعدها، والطريقة الأفضل للتغلب على ذلك هي معرفة مصدر تلك الانتقادات.
غالبًا ما يقوم الأشخاص بإسقاط عثراتهم ومخاوفهم على الآخرين، على سبيل المثال، إذا كانوا يعانون من مشاكل في الذكاء، فقد يخبرون الآخرين بأنهم غير ذكاء.
يجب عدم السكوت عن الإهانة وعدم جعل النفس ضحية. يجب عدم قبول فكرة أي شخص حول الحياة وتبنيها بنفسك، يجب على كل شخص أن يبحث عن معنى الحياة التي يعيشها بنفسه. فقط لأن بعض الأشخاص ينتقدونك أو ينتقدون أمرا قمت به لا يعني أن رأيهم مهما أبدا. يمكن للناس أن يقولوا أي شيء، وذلك لا يعني أن كلامهم صحيح.
يجب على الشخص أن يدرك مصدر الكراهية قبل أن يأخذ الأمر على محمل الشخصي ويتأثر به، وعندما يقوم بفعل ذلك، سيصبح من الأسهل عليه أن يؤمن بنفسه ويقدر صفاته الحميدة. قد يتعرض كرامة الشخص للاهانة أو حتى السخرية منه، ولكن لا يمكن أبداً انتزاعهاإلا عندما يستسلم الشخص
التوقف عن جلد على الذات
من الطبيعي للإنسان أن يقارن نفسه بالأشخاص المحيطين به، ويمكن أن يكون ذلك مفيدًا عندما يساعد الشخص على تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات
لكن عندما تصل تلك المقارنة إلى الحد الذي يجعل الشخص يقلل من قيمة نفسه، عندها يقوم بأخذ المقارنة بعيدا جدا وأكثر من الطبيعي، يجب أن يدرك كل شخص قيمته الحقيقية. عندما يكون الشخص مختلفا، يكون من الصعب أحيانا أن يرى العديد من الأشخاص الذين يقدرونه على صفاته وشخصيته، إنما فقط يلاحظ الشخص الذي لا يستطيع فعل ذلك.
يمكن للأشخاص الذين لديهم نوايا جيدة ويريدون مساعدة أبنائهم على تحقيق إمكانياتهم أن ينتقلوا لهم عادات جيدة، ولكنهم يجب ألا يقوموا بإغراقهم بالنقد المستمر، لأن هذا يمكن أن يحبطهم دون أن يشعروا
يجب على كل شخص تعلم قيمة نفسه، وتنمية عادات التحدث الداخلي المشجعة لنفسه، ويجب أن يتعلم كيف يقدر نفسه داخلياً ويتوقف عن السعي للحصول على تقدير من الآخرين
يعتبر الحصول على الثناء والتقدير من الآخرين شيء جميل، ولكن الشخص لا يحتاج إليه عندما يأتي من داخل نفسه.