كيف أتعامل مع من يغتابني
“بطبيعة الحال، يحتاج البشر ككائنات اجتماعية إلى التفاعل مع بعضهم البعض، وأحد أشكال التفاعل الاجتماعي هو الدردشة. ومع ذلك، يقوم الكثيرون في هذا الوقت بالحديث دون هدف محدد أو للتحدث عن أشخاص آخرين، وهذا ينطبق بشكل خاص على النساء.
القيل والقال في المجتمع
في أيامنا الحالية، غالبا ما نجد النساء يثرثرن عندما يتسوقن للخضروات من بائع الخضار، إلى جانب أن القيل والقال أصبحا روتينا في التجمعات الاجتماعية والتجمعات الأخرى، ويمكننا القول إن القيل والقال أصبحا أسلوب حياة للعديد من الأشخاص. القيل والقال في الإسلام يشير إلى الحديث عن أشخاص آخرين سواء كان ذلك بسبب سلوكهم أو أسلوب حياتهم أو أشياء سلبية أخرى.
بالإضافة إلى أنها تعتبر نشاطا شائعا بين النساء، كان هناك العديد من برامج التلفزيون التي تناقش الشائعات والأقاويل في تلك الفترة، بما في ذلك البرامج الترفيهية والإخبارية. تناقش هذه البرامج أحدث الأخبار والشائعات من شخصيات مختلفة لتجنب أن تصبح الشائعات جزءا من نمط الحياة العربي المفاجئ.
هل تعلم أن الغيبة والنميمة هما أكثر الأعمال محرمة في الإسلام؟ يجب علينا كمسلمين أن نتجنب ونبتعد عن هذه العادة، فإنها ليست وسيلة للترفيه بل تعتبر عملا ضارا جدا.
أضرار الغيبة والنميمة على الفرد والمجتمع
يجعل من الصعب تطوير نفسك
عند الثرثرة، نشعر غالبًا بالانشغال بالناس وأخبارهم، ونضيع الوقت المناسب للعمل. بالطريقة نفسها ستكون مشغولًا بأشخاص آخرين، وهذا بالتأكيد ليس مفيدًا للغاية.
جعل عقل المرء سلبيًا دائمًا
الخطر للقيل والقال هو جعل عقل المرء سلبيًا دائمًا، حيث أن العقل هو قناة عقلية تستخدم لنقل الرسائل الإيجابية والسلبية، وعندما يقوم شخص ما في كثير من الأحيان بالقيل والقال بشكل غير مباشر سوف يؤدي إلى تغيير عقلية الشخص إلى سلبية، وعندما يتفاعل الشخص مع أشخاص آخرين، يكون دائمًا متحيزًا لأحدهم لذلك لا تستمع للثرثرة وتستمع إليها، فعندما يقوم شخص ما بالثرثرة، فعليك فقط الاستجابة بالتفكير الإيجابي.
يؤدي إلى تفكك الأخوة
يؤدي خطر الشائعات التي تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد الاجتماعية إلى تفكك العلاقات الأخوية. ويتم ذلك بالحديث عن تصرفات أشخاص آخرين دون التأكد من صحتها. يشعرالشخص الذي يتعرض لهذه الشائعات بألم يصل إلى قلبه، ويمكن للشائعات أن تؤدي إلى كسر العلاقات الاجتماعية.
سوف ينشأ شعور بالانتقام
لا يمكن لأي شخص ثرثر أن يتقبل الفكرة الإيجابية والهدوء. قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين عندما يسمعون أن شخصا ما يتحدث عنهم بسوء يظهرون سلوك الانتقام، وهذا يمكن أن يؤدي إلى خلافات وتفتت العلاقات بين الأشخاص الذين يثرثرون بهذا الأمر.
كيف شرح النبي الغيبة ؟
شرح النبي تعريف الغيبة في حديث مسلم على النحو التالي:
“أتدرون ما الغيبة قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يُذكر أخاه بما يكره، وقد سئل: ماذا لو كان هذا الأمر صحيحًا فيما يتعلق بأخي؟ فأجاب: إذا كان الأمر صحيحًا، فقد اغتبته، وإذا لم يكن كذلك، فقد أجرحته.
حدثٌ نقله أحمد عن جابر بن عبد الله، أننا كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ورافعة الريح جيفةٌ منتنةٌ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: `هل تدرون ما هذه الريح؟ إن هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
يقول ابن عباس في تفسير الآية أعلاه: لأن لحم الميت غير نظيف ومثير للاشمئزاز، جعل الله هذا المثل للعبادة.
قول الله سبحانه وتعالى: “وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ”.
كيف أتعامل مع من يغتابني ؟
يجب على المسلمين، سواء الرجال أو النساء، الابتعاد عن هذه العادات السيئة التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، فقد قال الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا، اجتنبوا الظن الكثير، فإن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا تغتابوا بعضكم بعضًا، هل يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه الميت؟ فإنكم كرهتموه، واتقوا الله، إن الله توابٌ رحيمٌ.
عادة ما تنشأ العديد من المشكلات بين الأفراد أو العائلات أو الجيران أو الأصدقاء المقربين نتيجة الغيبة والنميمة، بالإضافة إلى الخطايا والفجور التي تؤثر على الحياة وتعد أحد أسباب الإساءة اللفظية.
بإمكان المرء الوصول إلى أعلى درجات القرب من الله بكلمة شفهية، وعلى الجانب المقابل، من الممكن أن يدخل الشخص في أدنى درجات النار بكلمة شفهية، ويحصل على غضب الله عز وجل.
كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا تكلم بالكلمة التي ترضي الله تعالى، يرفع الله بها درجاته، وإذا تكلم بكلمة تغضب الله تعالى، فإنها تهوي به إلى النار
لذلك، يجب أن نتجاهل من يتجاهلنا ولا نولي له اهتمامًا، ولا نستخدم شعور الانتقام كسلوك لنا في التعامل مع أفعالهم السلبية، ويجب علينا ألا نرد بالمثل ولا نغتابهم.