تعليمدروس

كيفية مواجهة ” الغزو الثقافي ؟ “

مفهوم الغزو الثقافي

يتمثل المفهوم الثقافي للغزو الثقافي في انتشار سريع للأفكار الغربية والغريبة عن المجتمعات المحلية والسيطرة على عقول الشباب وجميع أفراد المجتمع من خلال المنتجات والأفلام والملابس والمطاعم وغيرها، ويشير كل هذا إلى انتشار تجارب وقيم وأفكار ثقافية واحدة في جميع أنحاء العالم .

نجد أن مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية ، وماركات الملابس موجودة في كل مكان في العالم فذلك لا يعني أن الغزو الثقافي يتخذ طريق ذا اتجاه واحد ، حيث أن في الولايات المتحدة يوجد الكثير من الثقافات ، والتقاليد ، والتي تشمل المأكولات الأجنبية مثل الطعام الصيني ، والتايلاندي ، والمكسيكي .

رغم اختلاف اللغات، يتمتع الأشخاص في أوروبا بالاستماع إلى الموسيقى من مختلف البلدان الأوروبية .

يتضمن الغزو الثقافي لأي بلد انتشار اللغة، والفنون، والطعام، والأفكار التجارية، والتكنولوجيا بشكل عام. وتؤثر هذه الانتشارات على العالم بأسره .

كيف يستطيع الغزو الثقافي السيطرة على المجتمعات

يعمل الغزو الثقافي في أي مجتمع على نشر الأفكار والقيم والمعتقدات والسلع، مما يساعد على تغيير عادات وتقاليد المجتمع المحلي .

نجد أن هذه الأفكار يمكن أن تنتقل بين رجال الأعمال والأفراد الذين يسافرون من بلد إلى آخر، حيث يتعرضون لمجموعة متنوعة من الأفكار والمعتقدات التي يمكن أن تؤثر على ثقافتهم، وتعمل على تغيير أفكارهم مع مرور الوقت وظهور آثار الاستيطان الفكري.

ومن الأمور المهمة التي تنتقل بها ثقافة معينة في المجتمع ، وبين أفراده هي وسائل الاتصال المختلفة ، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة المشاهير الغربيين الذين يستطيعوا الوصول إلى جمهور من الملايين حول العالم بآرائهم حول الموضة ، أو الصور لما ، هو أحدث طراز من الملابس وأجدد صيحات الموضة .

مظاهر الغزو الثقافي

هناك العديد من مظاهر الغزو الثقافي في جميع المجتمعات، ويتمثل مفهوم الغزو الثقافي في سيطرة أفكار وثقافة بلد على بلد آخر، ونشر أفكارها الثقافية ومعتقداتها بسرعة كبيرة داخل ذلك المجتمع والسيطرة على أفكار ومعتقدات أفراده. ومن ضمن مظاهر الغزو الثقافي على مستوى العالم:

  • أستوديوهات الأفلام الأمريكية بشكل عام تعتبر من أكثر الأستوديوهات نجاحًا في العالم ، وذلك ليس فقط بسبب نماذج أعمالها ، ولكن لأن مفهوم هوليوود أصبح أحد السمات المميزة لأعمال السينما العالمية الحديثة ، حيث يمكن الآن للشركات متعددة الجنسيات ، وغير الحكومية أن تقود الثقافة العالمية.
  • تمكّنت المؤسسات الثقافية الأجنبية من تبني نماذج أعمال ناجحة في الولايات المتحدة، وتتوفر الشركات على الاستعداد الكبير لفعل أي شيء يجلب لها أكبر قدر من الأرباح في سوق معين، سواءً كان ذلك يعني إتاحة الفرصة للمحليين لإنتاج الأفلام أو صنع أفلام متعددة الثقافات .
  • يتجه الغزو الثقافي إلى رؤية الثقافات على أنها كيانات مفردة، ومتحجرة بشكل كبير ومحدودة وطنيًا، حيث يؤثر التلفزيون الأمريكي بشكل كبير على إيران، وبالتالي ينظر إلى الثقافة الوطنية باعتبارها موقعًا للمنافسة .
  • يقوم الغزو الثقافي بتسليط الضوء على الطريقة التي يتم بها مواجهة ضغوط التحديث بتوجيهات ، وممارسات محلية معينة فـ الغزو الثقافي الذي يحمل قيم غربية يجعلها مخفية وراء مجموعة من العمليات العالمية ، والمجردة التي تبدو محايدة لكن الطريقة الدقيقة التي تتم مواجهتها وفهمها ، والتعامل معها تختلف من بلد إلى آخر .

نتائج الغزو الثقافي

  •  أدى الغزو الثقافي إلى تفاقم الفوارق الاقتصادية بين البلدان، ولم يتوقف عن القمع السياسي. حيث تشمل التدفقات الحديثة حركات ضخمة لرأس المال والأشخاص .
  • في الوقت الحالي، يميل العمل في وسائل الإعلام إلى التركيز على وسيط واحد، حيث كان التلفزيون هو المسيطر الأساسي في البداية، ولكن الآن يركز بشكل كبير على شبكة الإنترنت .
  • أصبح تداول المعلومات على الإنترنت يتم بدون رقابة أو عقاب، وفي المقابل يتم حظر الصحف وعدم نشر كل المعلومات بها في بعض الدول مثل تونس ومصر وإيران .

الغزو الثقافي وخطره على المجتمعات

يعمل الغزو الثقافي في أي مجتمع على تدمير وتغييره ثقافته ، ونشر أفكار ، وثقافة أخرى داخل المجتمع حيث أن للغزو الثقافي العديد من المخاطر على المجتمعات التي يهيمن عليها ، ويسيطر على عقول أفرادها ، وخاصة الشباب فقد تنتشر أفكار سلبية وعادات خاطئة ، مثل شرب المخدرات ، والكحوليات .

يمكن أن تدمر هذه الأمور العديد من المجتمعات، وخصوصًا المجتمعات الشرقية والإسلامية التي تلتزم بعادات وتقاليد مختلفة عن الغرب .

من بين المخاطر التي يتعرض لها المجتمعات النامية بشكل خاص، هو الغزو الثقافي الذي يحدث نتيجة تدفق وسائل الإعلام من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، حيث يتم التحكم في وسائل الإعلام بشكل كامل من قبل شركة أو مالك واحد، وهو الذي يقرر ما يتم عرضه أو يخضع للرقابة .

يمكن أن تكون هذه الوسائط متحيزة للغاية وغير جديرة بالثقة، ونظرًا لأنهاتخلق نوعًا من التبعية الثقافية بين الدول المتقدمة والنامية، فإن التحيز يعني أن الدول الأصغر ستتم التحكم فيها واستغلالها بشكل كلي .

ويأتي النظام الرأسمالي المعاصر، الذي يعتبر القوة الدافعة الأساسية للغزو الثقافي، بفرض السيطرة الإعلامية، وهو يخلق الظروف التي تسمح بهذا الغزو .

كيفية مواجهة الغزو الثقافي

لكي نتمكن من مواجهة ظاهرة الغزو الثقافي وإيجاد حلول لها، يجب أن ندرك أن ذلك لا يعني أننا يجب أن نرفض هذه الظواهر الثقافية بشكل دائم. في بعض الأحيان، يمكننا قبول ظاهرة ما، وفي أحيان أخرى يجب رفضها بناء على الدين والعادات والتقاليد .

أسوأ ما يمكن للفرد القيام به عند مواجهة الغزو الثقافي هو اتخاذ موقف سلبي، حيث يجب أن لا تدفعنا تلك الثقافات التي تهاجمنا لاتخاذ موقف سلبي، لأن ذلك يعني الاستسلام للغزو الثقافي .

يجب على المؤسسات المجتمعية والسياسية والثقافية مواجهة هذا الغزو، حيث تتعرض المجتمعات لعدد كبير من الأنشطة الإجرامية، ولذلك يتوجب على المنظمات الحكومية المختلفة العمل على مواجهة مثل هذه الأنشطة .

هناك العديد من الأنشطة المرتبطة بالعقل والقلب التي لا يمكن حلها من خلال المواجهات العسكرية والأمنية، وذلك لأنها تتطلب أدوات فعالة أخرى لمواجهتها .

تحتاج بعض الأفكار حول الدين والعقيدة إلى علاج ومناقشة من قبل رجال الدين والعلماء والشخصيات الحكيمة في هذا المجال، وتوصيل الأفكار الصحيحة إلى عقول الشباب بشكل خاص .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى