الام والطفلتربية الابناء

كيفية معالجة البخل لدى الاطفال

البخل من السلوكيات المستهجنة وتوعد الله بالعذاب للبخيل، وذلك لأن هذا السمة تحمل الكثير من الخسة والأنانية واللاحترام سواء للمحتاجين أو أصحاب الحقوق. ولا ينبغي لأولئك الذين يبخلون بما أعطاهم الله من نعمته أن يعتبروه خيرا لهم، بل هو شر بالنسبة لهم، حيث سيتم تذكيرهم بما قاموا بالبخل به في يوم القيامة. ومن يتحرى البخل في نفسه، فإنهم هم الناجحون. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “احذروا البخل، فإن من قبلكم هلكوا بسبب البخل، فأمروا بالبخل فقاموا به، وأمروا بالقطيعة فقطعوا أرحامهم، وأمروا بالفجور فأسروا به”. ويتضح من ذلك أن الاستمرار في البخل يؤدي بصاحبه إلى الفجور وغضب الله عليه، لذا يجب مكافحة وحماية الأطفال من هذه السمة إذا ظهرت عليهم علاماتها، حتى لا يتعلقوا بها وتصبح من الصعب التخلص منها .

اسباب البخل لدى الاطفال .
يمكن التعود على ادخار كل ما يملك، وعدم الإنفاق على أي شيء، وإذا لم يعتاد الطفل على البذل والعطاء منذ الصغر، فسيكون من الصعب عليه التعود على ذلك فيما بعد .

2- البيئة التي ينشأ فيها الطفل من العوامل الرئيسية التي تتسب في خروج طفل بخيل و التي تكون بيئة اسرية غير متفاهمة , و تكون الاسرة ميالة الى الأخذ دون العطاء او تقديم المساعدة حتى أن الام لا تلوم الطفل في حال أخذه الى الاشياء عنوة من غيره كما ان الاهل لا يعظمون لديه قيمة مساعدة الآخرين .

كيف يمكن محاربة وحماية الطفل من طبع البخل؟
يعد الأهل، وخاصة الأب العامل، مهمين في حماية الطفل ومحاربة أعراض البخل إذا ظهرت لدى الطفل، ويتم ذلك من خلال
1- الإشراك : – يجب على الوالد أن يقوم بإشراك الطفل في القيام بمشتريات المنزل و الإحتياجات الصغيرة حيث يتدرب الطفل على الإنفاق و البذل .
2- ذم البخل : – يجب على الاهل ذم عادة البخل و تقبيحها امامه حتى تتكون في ذهن الطفل الصورة المقيته لذلك الطبع السئ .
3- التقليد : – يميل الطفل الى تقليد اهله لذا يستطيع الاهل تعليم طفلهم العطاء من خلال ممارسة العطاء امامهم و البذل و يمكن هنا ايضًا أن يقوم الاب بإعطاء الطفل بعض المال حتى يقوم بالتصدق به سواء بإعطائه للمحتاجين او وضعه في المسجد مع مراعاة تأصيل فكرة أن العطاء واجب حتى لا يصاب الطفل بالزهو و الإفتخار فلا نريد علاج البخل و الدخول في الكبر .
4- مديح الآخرين : – في حال ظهور أعراض البخل لدى الطفل على الاهل محاولة مدح المنفقين امامه و يفضل ان تتم تلك العملية بشكل غير مباشر , حيث يمكن ان يتم ذلك عن طريق سرد القصص التي تتحدث عن العطاء سواء قصص من المشهورة او قصص من الواقع المحيط بالطفل .
5- الثناء : – عندما يظهر الطفل علامات على العطاء و البذل يجب على الاهل الثناء عليه و مدحه و إظهار التصرف الجيد الذي قام به لدى الجميع حتى يشعر الولد بقيامه بعمل جيد و يحاول المواظبة عليه .
6- المتابعة : – من الممكن ان يقوم الاهل من وقت الى آخر بسؤال الطفل هل تصدق على مسكين حتى نحث الطفل على المداومة على البذل و العطاء و هى طريقة اتبعها الرسول صلى الله عليه و سلم مع صحابته الكرام فقد سألهم يوماً فقال “من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا، قال فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا، فقال رسول الله ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة” .

عندما يحاول الأهل تشجيع الطفل أو دفعه للإنفاق والتبرع، يجب أن نلاحظ ألا يصل الأمر إلى حد التبذير. والعطاء والإنفاق ليسا مقتصرين على الفقراء والمحتاجين فقط، بل ينبغي أن يشمل الجميع، بما في ذلك الشخص نفسه. ويجب على الأهل ترسيخ فكرة الإخلاص لله في أداء واجب العطاء أو الإنفاق، حتى يمكن تعويد الطفل على العطاء في الخفاء دون أن يعرف أحد، وذلك يمنحه نوعا من اللذة. وبشكل عام، فإن أفعال الإنسان مهما تم إخفاؤها، ستظهر في يوم من الأيام، سواء كانت سيئة أو حسنة، فقد قال رسول الله: `لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان` .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى