اسلاميات

كيفية ضبط النفس عند الغضب في الاسلام ؟

يتعرض الإنسان للعديد من المواقف التي تثير غضبه وتسبب له الكثير من المشكلات، وقد شرح لنا الإسلام كيفية ضبط النفس عند الغضب، وسنتعرف في السطور القادمة بالتفصيل على ذلك، فليتابع القارئ العزيز .

يتعرض الإنسان للعديد من المشاكل والأزمات والمواقف المحرجة التي تثير غضبه، فيحمر وجهه ويصبح عصبيا ويتحدث بألفاظ غير لائقة، دون أن يدرك أن الغضب له آثار سيئة ويمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات وفقدان الحقوق وتشويش الذهن وزرع الكراهية والحقد في قلوب الناس، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض. وتأتي الشريعة الإسلامية لتنشر الأخلاق الفاضلة وتهذب النفس وتزرع الحب والتعاون والتراحم في قلوب الناس، مما يساعد على التخلص من العادات والأخلاق الغير مستحبة .

أقرأ : المفهوم الإسلامي للتربية وأهميتها

جاء منهج الشريعة الإسلامية بشكل شامل في كل شيء يقود المسلم إلى الهداية والصواب، ومن أبرز ما أوضحته كيف يمكن للمسلم أن ينجح في ضبط نفسه عند الغضب

* عندما يتعرض المسلم لموقف أو مشكلة قد تثير غضبه، يجب عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. فالغضب هو من الشيطان، ولكي نتغلب عليه يجب أن نستعيذ من الشيطان الرجيم. وهنا نتذكر قول الله تعالى في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، صدق الله العظيم. وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وهنا نتذكر هذا الحديث الشريف. عن سليمان بن صرد -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- قال: كنت جالسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ورجلان يتخاصمان وأحدهما كان وجهه محمرا وأوداجه منتفخة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد)، صدق رسول الله صلى الله عليه وسل .

ينبغي على المسلم عند الغضب الحرص على التحلي بالصمت حتى لا يندم على الأقوال التي يتحدث بها والتي يمكن أن تؤذي من حوله. وفي هذا السياق، نذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، وهو حديث صحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يمكن للمسلم أن يتخذ إجراءات معينة عند الغضب، مثل الجلوس إذا كان قائمًا، وهذا ما أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: `إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع`، وهذا ما صدق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

* من الضروري أن يفكر المسلم في عواقب الغضب ،و أن يدرك جيداً أن الغضب قد يكون سبب في تدمير علاقته الطيبة بأقرب الناس إليه ،و قد يتسبب أيضاً في التأثير بالسلبعلى حالته الصحية ،و النفسية ،و غير ذلك .،و أن يذكر نفسه دائماً أن القوة ليست في الصراخ ،و الغضب ،و إنما في ضبط النفس ،و التمسك بالأخلاق الحميدة ،و يتأكد لنا ذلك من خلال هذا الحديث الشريف .. قال رسول الله صصلى الله عليه و سلم : «ليس الشديد بالصُّرعة، إن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

* يجب على المسلم أن يكون واثقاً أن ضبط النفس من الأخلاقيات الفاضلة التي يجب عليه التمسك بها ،و أنه سينال على ذلك ثواب ،و أجر عظيم ،و يتضح ذلك من خلال هذه الآية الكريمة .. بسم الله الرحمن الرحيم (  الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) صدق الله العظيم .

يجب على المسلم أن يدرك أن الغضب لن يحل الأزمة أو المشكلة التي يواجهها، بل قد يتسبب في تفاقم عواقبها وآثارها السيئة. وعوضًا عن ذلك، يمكن للمسلم اللجوء إلى الذكر والاستغفار، والصلاة ركعتين والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لفك كربه وتخفيف همه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى