منوعات

كيفية الرد على مواقع الملحدين والمستهزئين بالقرآن

شهد القرن الواحد والعشرين تطورا في وسائل التكنولوجيا التي سهلت التواصل بين جميع البشر عبر القارات، مما أثر إيجابيا وسلبيا على العلاقات الاجتماعية بين البشر وعلى المعلومات التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت التي لا تخضع لأي مراقبة. ومن الأثر الإيجابي أيضا تسهيل التواصل بين الأفراد ونشر المعلومات المفيدة والأحاديث النبوية وتعريف الناس بالدين الإسلامي من خلال صفحات دعوية مخصصة لذلك. وعلى الجانب الآخر، كان له أثر سلبي في انتشار صفحات الملحدين والمهاجمين للدين الإسلامي والمستهزئين بالقرآن الكريم. فماذا يجب أن يفعل المسلم عند مواجهة مثل هذه الصفحات المسيئة للدين الإسلامي

نصيحة غالية:
في البداية أود أن أنصحك أخي المسلم وأختي المسلمة بأن تتجنبوا هذه الصفحات قدر المستطاع وعدم البحث عنها أو قراءتها، وذلك لأداء أمر الله عز وجل الذي قال فيه: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام:68]، فالأمر الإلهي هو تجنبها وعدم التورط فيها، وهكذا قال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا (140)} [سورة النساء: 140]، وذلك لأن الغالبية من الشباب ليس لديهم الحجة الكافية والردود السليمة التي تستند إلى إيمان صحيح، مما قد يجعل المسلم في وضعية ضعف واستسلام أمام حجج الآخرين، وهو أمر لا يرضاه الله لدينه، لذلك جاء الأمر بتجنبها تماما.

ما هيالخطوات التي تتخذها عند مشاهدة مواقع الملحدين والمستهزئين بالقرآن؟
أما إذا كنت أخي المسلم ممن يملك الحجة والعلم في الدين وذلك بأنك من حفظة كتاب الله وحديث رسوله ولديك حصيلة قوية من الحجج والقرائن العلمية والدينية للدفاع عن دينك أختلف الأمر هنا، فالدعوة إلى الله واجبة والدفاع عن دين الله وكتابه يصبح فريضة عليك وإلا تصبح كاتم للعلم ولا تنتفع به {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} [سورة فصلت: 33]، فهؤلاء الكفرة الملاعين أعداء الإسلام وأعداء الدين في كل مكان يترصدون لشباب المسلمين ويستغلون في ذلك كافة الأساليب وقد قال الله فيهم: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32] ولكن الله أخبرنا أنه هذا الدين باقٍ إلى قيام الساعة مهما يكيدون له ويمكرون له {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30].

في النهاية، أيها الأخ والأخت، لا يمكننا سوى استخدام المعرفة كوسيلة للدفاع عن ديننا ورد جميع الاتهامات الزائفة والأكاذيب والادعاءات التي يثورها أعداء هذا الدين الذي تفضله وتميزه الله عن جميع الرسالات السماوية وأخبرنا أننا أفضل أمة أرسلت للبشرية، حيث نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله. ولو أن أهل الكتاب آمنوا، لكان الأمر أفضل لهم مما هو عليه الآن، حيث إن أكثرهم فاسقون. لذا، السلاح والجهاد الحقيقي هو جهاد الكلمة والرأي، والمعرفة هي الوسيلة التي يحقق بها النجاح والاستقامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى