الانسانتنمية بشرية

كيفية الحصول على طاقة إيجابية

لا يوجد أي شخص لا يرغب بالشعور بالسعادة والتفاؤل على مدار حياته وأيامه، لكن البعض يجد صعوبة في تحقيق هذا الأمر فنراهم دائماً مثقلين بالهموم ومفتقدين للأمل ولا يرغبون في فعل شيء، والسبب الأول وراء ذلك عادةً هو افتقادهم لما يبعث الطاقة الإيجابية في نفوسهم ويجددها كلما قلت.

كل ما يحيط بالإنسان يؤثر عليه، إما أن يمنحه طاقة إيجابية تجلب له السعادة والتفاؤل، وإما أن يمنحه طاقة سلبية تجعله حزينا ومتشائما، لذا يمكن الحصول على الطاقة الإيجابية من خلال تبني العادات الإيجابية مثل القراءة، وهناك العديد من الكتب التي تلبي اهتمامات مختلفة بما فيها الكتب عن الطاقة الإيجابية، وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من العادات الإيجابية المختلفة

ممارسة التمارين الرياضية

ممارسة التمارين الرياضية هي واحدة من الحلول الأكثر فاعلية التي يمكن اللجوء إليها للحصول على بعض الطاقة الإيجابية، فهي وسيلة مثالية للتخلص من الطاقة السلبية ومشاعر الغضب والقلق والتوتر التي تسيطر على عقلك، فعند ممارسة الرياضة يفرز الدماغ بروتين يعمل على إصلاح خلايا المخ التي تضررت نتيجة للشعور بالضغط والإجهاد.

تمنح الرياضة شعورًا بالوقت الحاضر وتشتت الانتباه عن أي مشكلات أو أفكار تجلب الطاقة السلبية، بالإضافة إلى أنها تساعد على الحصول على الجسد المثالي عند الاستمرار في ممارستها، ولذلك فهي الوسيلة الأسهل للحصول على الطاقة الإيجابية.

عند الحديث عن ممارسة الرياضة، فإن ذلك لا يعني الاقتصار على الذهاب إلى صالة الرياضية فحسب، بل يمكن ممارسة رياضة المشي أو الجري في الهواء الطلق أو ركوب الدراجة أو القفز بالحبل، وينبغي اختيار الرياضة التي تناسب كل شخص على حدة.

التوقف عن النميمة

يبدو الأمر غريبًا، ولكن ترك التحدث عن الآخرين بسوء والتوقف عن إطلاق الأحكام عليهم هو وسيلة للحصول على الطاقة الإيجابية، فعندما ينشغل المرء بالآخرين وسلبياتهم، يشغل عقله بأشياء تافهة ويتركها تأخذ حيزًا من وقته وطاقته وجهده الذي يجب أن يُركِّزه على تحسين نفسه للأفضل.

أيضاً بالنظر للثرثرة عن حياة الآخرين سنجدها في مجملها تمثل انتقاداً لهم وإطلاق أحكام عليهم لأشياء نراها لا تعجبنا، وهذا الأمر في جوهره هو أحد أوجه الطاقة السلبية التي ستعود لصاحبها بلا شك وتؤثر عليه. فالثرثرة التي لا داعي لها والتي تتمحور حول ما يفعله الآخرين هي سبب رئيسي في سحب الطاقة الإيجابية من النفس وجعل الطاقة السلبية تحل محلها، لذا بدلاً من ذلك يجب أن يشغل المرء نفسه بالأفكار وأحاديث تجلب له السعادة وهذا الأمر يعتمد في المقام الأول على نوعية الأشخاص المحيطين به.

مصادقة الإيجابيين

من الأمور المهمة التي يتجاهلها الكثيرون ولا يدركون خطورتها هو تأثير المحيطين بهم على أفكارهم ومزاجهم، فمصاحبة الأشخاص السلبيين الذين ينظرون إلى الحياة بتشاؤم ويشكون دائما عن كل صغيرة وكبيرة تؤثر سلبا، وعلى العكس مصاحبة الأشخاص الإيجابيين الذين يبحثون عن الجانب المشرق حتى في الظروف الصعبة ويشكرون الله على النعم بغض النظر عن حجمها ولا يشغلون أنفسهم بالشكوى، يؤثر بشكل إيجابي.

أظهرت العديد من الأبحاث العلمية أن الشعور بالسلبية والإجهاد والتوتر هي مشاعر معدية، حيث كلما تعرضت لها بشكل متكرر زاد احتمال تأثيرها على أفكارك وحالتك النفسية، وكذلك فإن السعادة أيضًا يمكن أن تكون معدية وتؤثر بشكل إيجابي على حالتك النفسية.

لذا، إذا أراد شخص جلب طاقة إيجابية لحياته، يجب أن يولي اهتماما خاصا لدائرة معارفه وخاصة لأولئك الذين يقضون معهم معظم وقته. يتأثر سلوكه وطريقة تفكيره بشكل رئيسي بأولئك الذين يتعاملون معهم ويقضون معهم معظم الوقت، لذا يجب على الشخص اختيار من يسمح لهم بالاقتراب منه بعناية واحتراز.

مساعدة الآخرين

تقديم المساعدة للآخرين، سواء كانوا معروفين لدينا أو لا، سواء كانت مشكلتهم كبيرة أو صغيرة، هو أحد الأمور التي تساعد على جلب السعادة والإيجابية في حياتنا. فالسعي لإسعاد الآخرين يؤثر بشكل إيجابي على شخصية الشخص الذي يقدم المساعدة بالإضافة إلى المستفيد، حيث يزيل تركيزه عن مشاكله الشخصية ويشعر بأنه يمكنه أن يساعد في جلب الإيجابية في حياة الآخرين، ويحسن المزاج بشكل كبير. كما تساعد في تحسين صورة الشخص لنفسه وزيادة احترامه وتقديره لذاته، وتعد مصدرا جيدا لتحويل الانتباه بعيدا عن التحديات الشخصية.

لا يتطلب ذلك أن يكون مخططًا مسبقًا أو منظمًا بطريقة معينة، بل يكفي اتخاذ قرار بمد يد المساعدة للآخرين في أي وقت وتحت أي ظروف تواجهها.

نسيان الماضي

أصبح الماضي الآن جزءًا لا يمكن التراجع عنه بأي حال من الأحوال، لذلك يجب على المرء بدلاً من الانغماس فيه محاولة نسيانه ومسامحة الآخرين على ما اقترفوه ضده ومسامحة نفسه على الأخطاء التي ارتكبها.

التأني في التفكير بالماضي يمنع الشخص من الاستمتاع بالحاضر ويسبب تراكم الطاقة السلبية في كل مكان، لذلك الأسلوب الصحيح للتعامل معه هو تعلم الدروس من الأخطاء وتجنب تكرارها، وترك المشاعر السلبية المتراكمة من أحداث وتجارب الماضي والتوقف عن التمسك بها، فإن الحزن والغضب والندم والاستياء لن يولدوا سوى طاقة سلبية.

الضحك

غالبا ما يكون الضحك هو كل ما تحتاجه للشعور بالإيجابية، حيث تشير الدراسات العلمية إلى أنه يقلل إفراز الهرمونات المسؤولة عن التوتر ويزيد من الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي تحارب الأمراض، بالإضافة إلى تحفيز الجسم على إفراز الإندورفين الذي يزيد من السعادة، لذلك يجب أن تحاطوا دائما بأشخاص يمكنهم جعلكم تضحكون.

التفاؤل

التفاؤل بالغد وبمستقبل أفضل وبوقوع أمور إيجابية هو شعور يضفي الطاقة الإيجابية على النفس، ويختلف عن التشاؤم الذي يجعل الأمور تبدو مظلمة ويقتل الأمل.

لذا، إذا كان أحد يريد السعادة واكتساب الطاقة الإيجابية، يجب عليه أن يتفائل بحدوث الأشياء الجميلة دائما، ويذهب بنفسه في هذا الاتجاه طوال الوقت حتى يصبح هذا التفاؤل متجذرا في داخله ويتجنب الشعور بالتشاؤم في حياته، وذلك من خلال تدريب نفسه على التفكير في الحلول بدلا من التفكير في المشاكل والبحث عن سبل جعل الأمور مثالية بدلا من التفكير في مدى سوء الأوضاع الحالية.

الامتنان

من العادات اليومية الإيجابية التي يغفل عنها الكثيرون والتي تساعد كثيرًا على استحضار الطاقة الإيجابية هو تذكر النعم والشعور بالامتنان تجاهها. فالشعور بالامتنان يعتبر من أعلى المشاعر التي تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية.

ليس من الضروري سوى تخصيص وقت يومي محدد في الصباح أو المساء، حتى لو كان لمدة عشر دقائق على الأقل، لتدوين أو ذكر الأشياء التي حدثت معك والتي تشعر بالامتنان لحدوثها، سواء كانت أشخاصا أو أشياء تمتلكها. فالعقل غير قادر على التمييز بين الواقع والخيال، لذلك يجب أن يبدأ يومك بتخيل الأشياء التي جلبت لك الطاقة الإيجابية، فتأثير التفكير بها سيكون مماثلا لتأثيرها الفعلي. تخصيص وقت يومي لاستحضار خمس أشياء على الأقل أنت ممتن لها قادر على جعل يومك إيجابيا ومليئا بالأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى