عدم استجابة المريض لمضادات الاكتئاب
هناك العديد من المشكلات التي يتحدث عنها الأطباء المتخصصون في العلاج النفسي، ومن أهم هذه المشكلات هو عدم استجابة المريض لمضادات الاكتئاب، حيث يقوم المريض باتباع تعليمات الطبيب بدقة والالتزام بمواعيد تناول الدواء بشكل منتظم، ولكنه لا يشعر بأي تحسن ولا يحدث استجابة كافية، وبالتالي يستمر في تعاني وقد يفقد الثقة في الطبيب والدواء وتزداد حالته سوءا، ماذا يفعل المريض إذا واجه هذه الحالة؟ نقدم بعض النصائح والأسباب وراء ذلك من خلال هذا المقال ..
انواع مضادات الاكتئاب
يجب العلم ان هناك انواع متعددة من الادوية المضادة للاكتئاب وكل نوع له تأثير معين زائد عن غيره ، وقد ذكر الخبراء النفسيين ان الطبيب النفسي يختار الدواء الاول للمريض وفقاً لما يذكره المريض ويحدد العرض الاكثر ازعاجاً له ، على سبيل المثال حينما يشكو المريض من خلل نفسي لديه والذي يسبب له بشكل ملحوظ عدم النوم والارق فان الطبيب يختار دواء مضاد للاكتئاب له تأثير مهدئ زائد عن غيره من الادوية الاخرى لذلك قد يقوم الدواء بتحسين عرض جانبي معين ولكنه يفشل في علاج الحالة الاساسية للمريض ، واليكم الخطة الكاملة لحل هذه المشكلة ..
خطة الحصول على افضل النتائج من الادوية المضادة للاكتئاب :
أولا، ينبغي عليك التحدث مع الطبيب حول كل الأعراض التي تشعر بها بشكل مفصل، وكذلك يجب أن تسأله عن الآثار الجانبية للدواء والمدة المتوقعة للتحسن بعد استخدامه. عليك أيضا إعداد قائمة بالأسئلة المتعلقة بحالتك الصحية ونسبة الشفاء ومدة العلاج، حتى تحصل على فهم كامل للمرض والعلاج وتستعد نفسيا لرحلة العلاج دون قلق أو توتر .
يجب أن تعلم أن الأدوية المضادة للاكتئاب تحتاج إلى وقت كاف لتظهر تأثيرها، وعموما فإنها تستغرق وقتا طويلا لتعويض النقص في المواد العصبية في الدماغ، خاصة السيروتونين. قد يستغرق ذلك عدة أسابيع على الرغم من اختلاف سرعة تأثير كل دواء عن الآخر، لذا لا تتوقع فترة زمنية قصيرة. كما يجب عليك أن تكون قريبا من طبيبك، خاصة إذا تم استبدال الدواء بآخر. لا تستعجل، فجميع الأدوية تعمل بشكل صحيح ولكنها تحتاج إلى وقت .
وفقا للدراسات والأبحاث الأميركية، أكد الأطباء المتخصصون في العلاج النفسي أن الدواء يصبح لا جدوى منه، أي أنه يفشل في أداء وظيفته مع المريض إذا لم يشعر بأي تحسن خلال 4 إلى 6 أسابيع. فإذا شعر المريض بنفس أعراض الاكتئاب التي يعاني منها قبل بدء العلاج، فلا يجب عليه التوقف عن استخدام الدواء أو زيادة الجرعة من تلقاء نفسه، بل يجب عليه إخبار الطبيب المعالج ليختار الحل الأمثل لحالته، فقد يزيد الجرعة أو يستبدل الدواء أو يدعمه بدواء آخر وفقا للحالة المرضية، فهناك العديد من البدائل والحلول المختلفة لعلاج الاكتئاب .
ينبغي على الفرد أن يدرك أن علاج الاكتئاب لا يقتصر فقط على تناول الأدوية، ولكنه يشمل خطة علاجية متكاملة تتضمن تغييرات في نمط حياته وعلاقاته الاجتماعية بشكل عام، بالإضافة إلى تناول الأدوية. لذا، يتعين على المريض اتباع الخطة العلاجية بشكل كامل وعدم التقصير في أي جزء منها. يمكن أن يوصي الطبيب المريض باتباع نظام غذائي محدد والقيام بتمارين رياضية وتغييرات أخرى توصي بها الطبيب، لذا يجب على المريض عدم الاكتفاء بتناول الأدوية فقط أثناء فترة العلاج .
يجب على المريض العلم بأن علاج الاكتئاب يحتاج إلى استعداده النفسي للتغيير والشفاء، ولذلك يجب أن يتقبل التغيير ويجعله جزءا من حياته، حتى لو كانت الأمور المطلوبة منه صعبة، وعليه الاستمرار فيها حتى تصبح جزءا من حياته، كما يجب عليه اتباع النظام العلاجي بشكل كامل ومتابعة الطبيب بشكل دقيق والالتزام بالمواعيد التي يحددها الطبيب بالإضافة إلى الحفاظ على المظهر الخارجي والملابس الأنيقة، حيث يساعد كل ذلك في إعادة حياته إلى وضعها الطبيعي من جديد .