الانسانعلم الشخصيات

كيفية التعامل مع الشخص السلبي

السعادة ترتبط بشكل كبير بجودة العلاقات لأن الإنسان هو مخلوق اجتماعي بطبعه، حيث كل شخص يفكر بشكل مستمر بما يظنه الآخرين عنه، هذا يفسر لم يفضل الأشخاص رؤية حدث غير سار (كمشاهدة فيلم) مع أشخاص يشاركوننا بالرأي حول الفيلم، من رؤية حدث مهم لنا (مثل مشاهدة الفريق المفضل) مع اشخاص يتعارضوا في وجهات النظر معنا.

لذلك، يعتبر الحب واحدًا من أكثر التجارب التي يعتز بها الإنسان في حياته، في حين تعد العزلة واحدة من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان

هذا يعني أنه من الصعب جدا التعامل مع الشخص السلبي الذي يحاول باستمرار استنزاف طاقة الشخص أمامه وإحباط مزاجه من خلال تشاؤمه قلقه ومحاولته الدائمة لتثبيط عزيمة أصدقائه لأن عدد قليل فقط من الناس استطاع النجاح في ذلك أو التحذير باستمرار من تعلم مهارة جديدة مثل ركوب الخيل لأنه قد تكون خطيرة جدا.

يمكن أن يؤثر التعرض المستمر للانتقادات السلبية من الآخرين، مثل تعليقات مثل “لا يمكنني أن أصدق أنك فشلت في اختبار القيادة، فهو كان سهلاً للغاية”، على التفكير الإيجابي للشخص. هذا التعرض المستمر يمكن أن يجعل الشخص يصبح سلبيًا وغير واثق من نفسه، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور المزاج والشعور بالإحباط

لذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكن للشخص اتباعها للتعامل مع الأشخاص السلبيين وعدم السماح لهم بفرض طاقتهم السلبية على الآخرين

تقليل الوقت بصحبتهم

في البداية، يمكن أن يكون الشخص إيجابيا جدا، لكن حتى حماسه يمكن أن يتأثر بالسلبية المستمرة التي يتعرض لها من صديق ما. في الواقع، تم إثبات أن السلبية تؤثر على الصحة، وتجعل الجسم ضعيف ومعرض بشكل أكبر للمستويات العالية من الجهد والقلق وحتى الأمراض القلبية، لا يجب أن يسمح الشخص لنفسه بأن يتأذى بسبب فقط مزاج شخص آخر سيئ

على الرغممن أن هذا قد يكون صعبًا بسبب وضع الشخص، إلا أنه يجب المحاولة لتقليل الوقت الذي يقضيه الشخص حول شخص آخر سلبي، حتى لا يفقد روحه المتفائلة.

مشاكلهم هي مسؤوليتهم فقط

ليس من مسؤولية أي فرد أن يجعل الآخر سعيدا، إذا قرر الشخص تحمل مسؤولية إسعاد آخر، فقد يشعر بالفشل في النهاية وقد يصاب بالكآبة أيضا. السعادة الوحيدة التي يمكن التحكم فيها والتحكم عليها هي سعادة الشخص نفسه، فكل فرد مسؤول عن حالته النفسية فقط، يجب أن يبقى الشخص إيجابيا عند التعامل مع الأشخاص السلبيين، ولكنه لا يجب أن يخدع نفسه بالاعتقاد بأنه يمكنه تغيير مزاجهم أو جعلهم سعداء

الطريقة الأسرع لإزعاج شخص في حالة مزاجية سيئة هي إخباره بأنه يجب أن يكون سعيدًا، لذا يجب تجنب تقديم المشورة غير المرغوب فيها، وبدلاً من ذلك يمكن تقديم الاستماع بعناية ودون الحكم عليهم. وعندما يطلبوا الرأي، يجب تقديمه بلطف وبهدوء

بالطريقة نفسها، يمكن للشخص حماية نفسه من الأشخاص السلبيين من خلال اكتساب الثقة بالنفس، وعدم السماح للأشخاص السلبيين بالشكك في قدراته أو إحباطه من تحقيق أحلامه

منح النفس فترة راحة

تحدد الحدود الفترة الزمنية التي يحصل فيها الشخص على الراحة من الأشخاص السلبيين المحيطين به. يحتاج الشخص إلى مساعدة لتنظيف ذهنه بعد التعامل مع شخص يستنزفه عاطفيًا. يجب الابتعاد عن الأشخاص السلبيين لتجنب إرهاق الآخرين بسلبيتهم

عندما يشعر الشخص بالانزعاج من شخص آخر، يجب أن يأخذ بعض الوقت لجمع أفكاره والاسترخاء، ثم يعاود الحديث بعد أن يهدأ، وينبغي منح الشخص لنفسه بعض الوقت لإعادة شحن نفسه وعواطفه حتى يتمكن من التعامل مع الأشخاص الآخرين من حوله مرة أخرى.

من الحكمة تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص مع من ينشرون السلبية، وعندما يكون من الضروري الاجتماع بهم بسبب العمل أو ظروف أخرى، يمكن الاجتماع بهم بشكل جماعي دون الحاجة إلى مقابلتهم كل واحد على حدة

التحكم بالغضب

عند التعامل مع شخص سلبي، يمكن أن يفقد الشخص السيطرة على نفسه وينزلق في الغضب أو الإحباط، ولكن يجب عليه توفير الجهد اللازم لتفادي ذلك. الردود الغاضبة قد تزيد من توتر هذا الشخص وسلبيته، لذلك يجب التحكم في الغضب والاستماع بدلاً من الرد بطريقة هجومية.

في النهاية، سيدرك الشخص أنه قد قام بتجاهل ردود فعلهم ولم يمنحهم الاهتمامالذي كانوا يطلبونه. السيطرة على الاستجابة العاطفية يمكن أن يكون أمرًا صعبًا، ولكنه أمر هام للحفاظ على السلام الداخلي

يجب على الشخص عدم اتخاذ التعليقات الجارحة بشكل شخصي. فالأشخاص السلبيون عادةً ما يكونون مليئين بالغضب لدرجة أنهم لا يدركون الإهانات التي يواجهونها. يجب الاستماع دون أن يتم الحكم، فقد يحتوي بعضهم على بعض النقاط الصحيحة، حتى وإن كانت ملفوفة بالغضب.

عند الرد على التعليقات السلبية أو المهينة، يجب أن يكون الرد عقلانيًا وغير عاطفيًا، ويجب توضيح النقاط بحذر ودقة. عند فعل ذلك، سيشعر الشخص بتحسن كبير في التعامل مع الأشخاص السلبيين

تولي زمام المحادثة

عندما يقوم شخص ما بالشكوى المستمرة عن أحداث معينة أو مواضيع، يستطيع الشخص المتعامل معه استخدام تقنية تسمى الاستفسار التقديري، وهي عملية طرح أسئلة تدعو الشخص إلى اعتماد وجهة نظر أكثر إيجابية بشأن الموضوع. إذا كان الشخص يشتكي من أحداث في حياته السابقة، يمكن طرح أسئلة تركز على الجوانب الإيجابية في تلك التجارب أو حول المستقبل، مثل طرح أسئلة حول الأشياء الجيدة التي حدثت في تلك التجربة، ويمكن تعديل اللغة السلبية للمساعدة في تحقيق نظرة أكثر تفاؤل للمستقبل

يمكن للشخص المتحدث أيضًا أن يقود المحادثة إلى مواضيع حيادية عن طريق التعبير عن تقديره لاستياء الشخص المستاء ثم محاولة تغيير الموضوع إلى أمور حيادية أخرى

المحافظة على الإيجابية

يجب أن نسعى باستمرار للحفاظ على الإيجابية وأن نرتدي ثوب الإيجابية كسلاح ضد الأشخاص السلبيين والأحداث السلبية، ونحاول زيادة الإيجابية عن طريق تقديم أفعال لطيفة للأشخاص السلبيين. لا يجب أن تكون هذه الأفعال كبيرة، بل يمكن أن تكون بسيطة جدا مثل تهنئتهم على شيء قاموا به بشكل جيد. الإيماءات البسيطة قد تقلل من السلبية وقد يجدون هؤلاء الأشخاص الفرح في النهاية. وإذا لم يفعلوا ذلك، فإن هذه الأفعال اللطيفة ستزيد من شعور الشخص بالرضا تجاه نفسه وتؤكد عقليته الإيجابية.

يمكن للشخص بناء علاقة ناجحة مع شخص سلبي طالما أن التوقعات محصورة في الحاضر، ولا ينبغي توقع تغييرات كبيرة بين ليلة وضحاها، والشخص الوحيد الذي يمكن للفرد السيطرة عليه هو نفسه، لذلك ينبغي التركيز على السعادة والصحة النفسية والحفاظ على الإيجابية.

التخلي عنهم

في بعض الأحيان، يكون التخلي الوحيد الحل المتبقي، لأن الإصرار لم يعد يفيد بالغرض، خاصة إذا كانت الأفعال والجهود لا تؤدي إلى بناء علاقة سليمة وخالية من السلبية

إذا كان هذا الشخص هو عضو في العائلة، فمن الممكن أن يحافظ الشخص على علاقة وظيفية معه، ولكن يجب تقليل التأثير الذي يمارسه هذا الشخص على الصحة العقلية للشخص المتواجد أمامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى