كيفية التعامل مع الشخصيات المتحكمة
تعريف الشخصية المتحكمة
الشخصية المتحكمة هي الشخصية التي تمتلك دائما رغبة في السيطرة وإصدار الأحكام والقرارات والأوامر، كما أنها شخصية ذات ميول قيادية وتحكمية، ولا تهتم دائما بمشاعر الآخرين، فهي تصدر الأحكام والقرارات دون النظر إلى حالة الأشخاص أو شعورهم، وتتدخل في الأمور التي لا تعنيها ولا تخصها، وهي شخصية متسلطة تلقي اللوم على الآخرين وتنتقد كافة الأفعال التي لم تشرف عليها بنفسها، وتتجاهل رغبات الآخرين، ولا تسمح لهم بحرية التعبير أو الاختيار .
يعد التعامل مع الشخصيات المتحكمة صعبًا للغاية، إذ يحاولون دائمًا السيطرة على حياة الآخرين وتصرفاتهم ورغباتهم وأمورهم الشخصية بكل الطرق، ما يسبب للآخرين الضيق والألم النفسي في بعض الأحيان، ولذلك يجب دراسة كيفية التعامل مع هذه الشخصيات.
صفات الشخص المتسلط
تتمتع الشخصية المتسلطة أو المتحكمة بعدة سمات تتجلى فيها، حيث يمكن للأشخاص المقربين التعرف على الشخصية المتحكمة بسهولة، وحتى الغرباء يحتاجون فقط لبضع ساعات لمعرفة طبيعة الشخص المتحكم. ومن أهم سمات الشخصية المتحكمة:
- يلقوا اللوم على الآخرين يشكل دائم.
- ينتقدوا كل التصرفات من حولهم.
- “تُشعرك بالذنب في أي خلاف بينكم، حتى لو كنت على صواب.
- يتمنون عزل الأشخاص الذين حولهم، لجعلهم بلا رفاق، لكي يتمكنوا من السيطرة عليهم.
- تتميز بعض الشخصيات الدرامية بالدرجة الأولى بقدرتهم على تحويل النتائج دائمًا لصالحهم.
- التقلب الدائم في المزاج هو صفة لشخصية متحكمة.
- يتميز بشدة التحكم والرقابة والمراقبة لكل الأفعال، سواء كانت صغيرة أم كبيرة.
- لا يهتموا لمشاعر الآخرين.
- – يشعرون دائما بالغيرة تجاه أي شخص مقرب لهم، سواء كان شريكا أو صديقا.
- قد يتصرفون بطريقة مسيئة تجاه من حولهم إذا شعروا بعدم الطاعة.
- يحاولون تغيير الأشخاص للسيطرة عليهم.
- لا يتقبلوا النقد.
- يرفضوا النصح دائماً.
كيفية التعامل مع الشخصية المسيطرة
الشخصية المتحكمة من أصعب الشخصيات التي يمكن التعامل معها، حيث يشعر الأشخاص حيالها بالضيق ونفاذ الصبر، ولكن في كثير من الأحيان يكون من الصعب جداً التخلي عنهم أو قطع العلاقات معهم لأن أحياناً يكونوا من المقربين أو الشركاء أو الأقارب، لذلك يجب التعرف على كيفية التعامل معهم لتجنب الصدام الدائم نتيجة تحكمهم المبالغ، وتتمثل نقاط التعامل معهم في:
- عدم إظهار رد فعل مباشر تجاه أفعالهم
غالباص ما ينتظر الشخص المتحكم رد فعل من الشخص الذي أمامه، وهو عادة لا يقتنع بردة الفعل أو بوجهة النظر المضادة ولا يمكن أن يتقبل ردود الأفعال العكسية ولا النقد، نتيجة شخصيته المحبة للتحكم والسيطرة، لذلك يجب تجنب الصدام المباشر، إذ أن النار لا يمكن أن تطفأ بالنار، فيجب الثبات والتريث قليلاً.
- محاولة فهمهم والتعاطف معهم
على الرغم من أن التعاطف مع الأفعال السيئة والشخصيات المتحكمة ليس أمرا محببا أو مبررا، إلا أن عند النظر إلى هؤلاء الأشخاص بعين التعاطف، يلاحظ أنهم غالبا ما يعانون من مشكلات نفسية أو عاطفية تجعلهم غير قادرين على السيطرة على علاقاتهم العاطفية، أو لديهم خلل في التنشئة، مما يدفعهم إلى محاولة السيطرة على أي علاقة عادية في حياتهم. وعند النظر إليهم بتعاطف، يمكن إيجاد مبررات تجعل العلاقة أكثر لطفا وتساعد في التعامل معهم.
- لا تدخل معهم في جدال
الشخصية المتحكمة بداخلها حب لصراع السلطة، حيث إن لديهم طاقة كبيرة للدخول في الجدل والنقاش حتى ولو كانوا على خطأ، فهم دائماً يحاربوا ويدخلوا في صراعات من أجل أثبات أنهم على صواب وأنهم فازوا في النهاية مهما كلفهم الأمر، لذلك لا يجب الدخول معهم في أي جدال، لأن النهاية لا تكون في صالحك أبداً.
- تحكم في غضبك
يجب على الأشخاص أن يعلموا أنه عند التعامل مع شخص يتحكم، سيشعرون بالغضب بشكل كبير وسيعانون من الغضب الداخلي الذي قد يدفعهم للانفجار. ولكن عندما يشعرون بهذه المشاعر، يجب عليهم التفكير مباشرة في أنهم سيكونون متحكمين في هذا الشخص إلى الأبد. لذلك، يجب أن يتحكموا في أنفسهم وأن لا يظهروا غضبهم بطرق غير لائقة. ينصح دائما بالهدوء وضبط النفس والتفكير الدقيق قبل الحديث، فالهدوء هو الحل الأمثل عند التعامل مع شخص يتحكم.
- لا تتنازل عن حريتك
أحياناً يكون الشخص المتحكم له مكانة كبيرة في حياتنا أو جزء نها كالوالدين أو الزوج أو أحد الأخوة، ودائماً ما يجب احترام الأشخاص وتقديرهم ومنحهم الحب، ولكن يجب أن لا نتنازل عن حريتنا التي هي جزء من طبيعتنا البشرية والدليل على الشخصية السوية، كما يجب الأخذ في الاعتبار أن الشخصية المتحكمة دائماً لديها طريقة مثالية للتسلل لعقول الآخرين ومحاولة سلبهم حريتهم وملأ رؤسهم بأفكارهم الخاصة ومعتقداتهم والأمور التي يرغبوا في تنفيذها، لذلك لا يجب أبداً الجوس مع الشخصيات المتحكمة لفترة طويلة، كما لا يجب إزالة الحدود الشخصية مع الناس.
- تعرف على حقوقك جيداً
لا يمكن للشخص الدفاع عن حقوقه إذا كان غير مدرك لها، لذلك يجب على كل شخص أن يتعرف على حقوقه جيداً ليتمكن من الدفاع عنها. وبعد ذلك، ينبغي على الشخص أن يكون واضحاً في تحديد حقوقه وحدوده، وأن يعلم المحيطين به بذلك، حتى يتمكن الآخرون من معرفة ما يمكنهم القيام به وما يجب تجنبه، وذلك لتجنب حدوث صدامات في المستقبل.
- وضع حدود مع الشخصيات المتحكمة
لتجنب الصدام الدائم أو الشعور بالأمور السلبية، يجب تجنب التعامل مع الأشخاص المسيطرين أو المتحكمين. كما يجب تجنب المناسبات العائلية المتكررة إذا كانت تسبب المزيد من الضغط النفسي أو المشاكل. ولا يجب أن تترك نفسك ضحية لسيطرة أي شخص أو لتحكماته، ولا يجب أن تضحي بنفسك لأجل إرضاء الآخرين.
- كن حازم عند الضرورة
الشخصية المتحكمة، في كثير من الأحيان، تتجاوز حدودها وترتكب أخطاؤها وتسيطر عندما لا يتلقى الآخرون أي رد فعل تجاهها، ولذلك، في بعض الأحيان، يجب إصدار رد فعل حازم وحازم لا يعني العدوانية بقدر ما يعني الحكمة والجدية، وذلك لوقفهم عند حدود حريتك الشخصية، فلا يجوز لأحد التدخل في حياة الآخرين أكثر مما يجب أو إصدار أوامر وأحكام بشكل متكرر؛ لذلك يجب تعريف الأشخاص المتحكمين بكيفية التعامل مع الآخرين وواجبهم في احترامهم وخصوصياتهم وعدم فهم هدوئهم وردود فعلهم السابقة بطريقة خاطئة، فهم ليسوا سلبيين، بل هم بصدد أفعال حسنة للحفاظ على الود فقط.
- لا تتوقع تغير الشخص المتحكم
في بعض الأحيان، يكون الشخص السيطرة شريكا نختاره بنفسنا، لذا يجب ألا نفرض افتراضات أو توقعات بشأن تغييره. فمعظم الأشخاص السيطرة يتميزون بطبيعتهم الداخلية، ولا يمكنهم التخلي عن السيطرة والتحكم في حياة الآخرين. لذلك، يقول الخبراء إنه حتى لو بذل الشخص قصارى جهده، فإنه لن يكون قادرا على التعامل بانسجام وحب مع الشخص السيطرة طوال الوقت، لأنهم يظهرون دائما سلوكا غاضبا. لذا يجب على الناس أن يدركوا صعوبة تغييرهم وعدم قدرتهم على تغيير سلوكهم.
- أبتعد إن لزم الأمر
فبعد محاولة التعامل مع الشخص المتحكم بكل الطرق الأمنة التي تبقي الود وتوفر حالة من الراحة حول هذه العلاقة، وتحفظ كرامتك وحريتك الشخصية في نفس الوقت، إن لم يتوقف عن تحكمه الزائد وسبب الكثير من المتاعب النفسية والصحية، يجب الابتعاد عن كل ما ينتهك خصوصيتك ويقلق راحتك ويجعلك دائماً تفكر بشكل سلبي أو عدواني.