كيفية استخدام الخيول في علاج الإدمان
تم استخدام العلاج بالخيول لسنوات عديدة لمساعدة الناجين من الصدمات النفسية وسوء المعاملة، فضلاً عن أولئك الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بما في ذلك الإدمان، حيث يمكن أن يساعد التواجد مع الخيول بتوجيه من المهنيين المدربين على شفاء الأشخاص المدمنين واكسابهم الثقة بالنفس .
ما هو العلاج بالخيول :
يعمل علاج الخيول على فرضية بسيطة وهي أن الخيول لا تكذب ولا تثق في أولئك الذين يظهرون سلوكاً أو عواطف غير جيدة. ويميل الناس إلى الشعور بالضيق عندما تكون الأمور من حولهم غير مستقرة، فعندما يحدث ذلك يبدأ الشخص بالتراجع والانعزال والشعور بالقلق .
تستند فكرة العلاج بالخيول على قدرة الخيل على التفاعل مع المشاعر السلبية للأفراد، وتساعد ردود أفعالها على التركيز على أنفسهم، وبالتالي، يمكن للأفراد التغلب على الحالات السلبية التي تدفعهم لتعاطي المخدرات .
يتمثل العلاج بالخيول في الخروج من الذهن والجسم والانصراف عن التفكير المتراكم، ويمكن أن يكون لهذه العملية تأثير عميق على الفرد، حيث تساعد على تحديد اللحظات التي يكون فيها الشخص غير صادق مع نفسه أو مع الآخرين، وتساعد على التعامل معها .
قد يبدو العمل مع حيوان يبلغ وزنه ألف باوند أمرًا غريبًا، ولكن الخيول المستخدمة في هذه الجلسات تكون هادئة تمامًا، ولا يسهل إثارتها أو جعلها تتسبب في أذى لمن حولها، وتتكرر تلك الجلسات حسب حاجة كل شخص، وتتميز بتأثيرها القوي والدائم على الأشخاص .
الخيول وعلاج الادمان :
عندما يكون الشخص متعاطي للمخدرات أو الكحول، فإنه يبدأ في تجاهل حاجاته الأساسية للصحة والعافية، مثل اهمال تناول الطعام والاستحمام وارتداء الملابس الجيدة، فالشخص يكون مشغولاً فقط في العثور على العقار وتعاطيه، وتساعد الرعاية الذاتية على الحفاظ على صحة هؤلاء الأشخاص من الناحية البدنية والنفسية، وبدون الرعاية الذاتية يمكن أن يعود الشخص لتعاطي المخدرات .
بينما يعتني المشاركون في العلاج بالخيول بالاحتياجات الأساسية للخيول، فإنهم يتعلمون تقديراً أكبر لدور الرعاية الذاتية في حياتهم الخاصة، في حين قد يكون هناك خوف وقلق في بداية العلاج، فإنه هناك أيضاً حب وثقة ووعي أكبر بالذات في نهاية العلاج، هذا الانتقال يعزز من تطوير الذات وانعاشها لتكون أفضل وأقوى مما قبل .
ما يحدث خلال جلسة العلاج بالخيول :
خلال جلسة العلاج بالخيول في معظم الحالات لن يطلب من الشخص ركوب الحصان، وعلى الرغم من أن بعض البرامج قد تتطلب من الشخص الركوب، إلا أنه معظم الجلسات تدور حول التفاعلات الأخرى مع الحصان والتي تشتمل على التغذية أو تنظيف الحصان أو التمارين الأرضية أو وضع الرسن على الحصان أو جعلهم يتجولون معهم .
عادة ما يكون المعالج قريبا إذا كان الشخص غير مرتاح أو لديه أسئلة. وعادة لا يطلب من الأفراد أن يقولوا أي شيء في البداية، بل يقتربون من المكان الذي يتواجد فيه الحصان ببطء. في هذا الوقت، يقوم الحصان بتقييم الشخص ويعرف ما إذا كان مليئا بالقلق أو الغضب أو عدم الثقة أم هادئا وواثقا .
إذا كان المشاركون في العلاج بالخيول يعانون من مشاكل نفسية، قد يبدأ الحصان بتحريك رأسه إلى الخلف أو الركض بسرعة، وهذا الأمر يوضح انزعاجه من المشاعر السلبية التي يحملها الفرد، فالحصان يعرف ما إذا كان الشخص لا يريد الخضوع لهذا العلاج، أو ما إذا كان يخفي مشاعره، والتي يعتبرها الحصان تهديداً .