السياحةالعالم

كنيسة عمانوئيل و ميناء سوندا كلابا في جاكرتا

جاكرتا ولاية التاريخ والحضارة، حيث تجتمع بين عظمة وعبق الماضي المليء بالتاريخ العريق والحاضر الذي يحمل الكثير من التقدم والحضارة المتقدمة. وقد أدى تطور وتقدم ولاية جاكرتا إلى جعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية التي تستقطب الكثير من السياح. تحتضن جاكرتا العديد من المعالم السياحية المهمة مثل كنيسة عمانوئيل الشهيرة التي تحمل تراثا غنيا وتاريخا قديما داخل جدرانها وأساسها. وتضم أيضا ميناء سوندا كيلابا الشهير والعريق الذي يمتد تاريخه لأكثر من 300 عام تقريبا، مما يجعله ذو تاريخ عريق، ويحتوي على العديد من الآثار والمتاحف المختلفة أيضا

كنيسة عمانوئيل : هذه الكنيسة من أهم المعالم السياحية الخلابة في جاكرتا، إذ تأسست في العام 1948 ميلادي على يد المستعمرين الهولنديين أثناء احتلالهم بعض ولايات اندونيسيا في القرن المنصرم، وتم تشييدها على الطراز الهولندي الأصيل. ويبرز ذلك أهمية وكيفية تأثير الطراز الهولندي والحياة الهولندية على الحياة الاندونيسية، حيث كانت اندونيسيا تحت حكم الهولنديين. وأصبحت هذه الكنيسة الآن من أهم المعالم السياحية للسائحين، وخاصة الهولنديين الذين يرغبون في رؤية أمجاد وآثار أجدادهم في اندونيسيا. ويُطلق على هذه الكنيسة أيضًا اسم كنيسة إيمانويل، وهي تقع على مقربة من محطة السكك الحديدية في جامبير، وفي القرن التاسع عشر كانت هذه المنطقة منطقة جامبير ليس إلا قرية صغيرة للأقمار الصناعية والتي كانت توجد في باتافيا القديمة. وقام بعض الهولنديين ببناء كنيسة صغيرة بجانب هذه القرية، ولكن سرعان ما توافد المواطنين الاندونيسيين والهولنديين للاستقرار والعيش في منطقة جامبير، والتي أصبحت متكدسة بالسكان. ولذلك، قرر رؤساء الأحياء في المنطقة تشييد كنيسة كبيرة حتى تتسع جميع المصلين كبارًا وصغارًا ونساءً وشبابًا من أهل المنطقة. وتم تجميع بعض الأموال من أماكن مختلفة وتأسيس كنيسة إيمانويل العريقة. وتم البدء في بناء الكنيسة في يوم 24 أغسطس عام 1835 ميلادي، الذي كان يوم عيد ميلاد الملك الهولندي العظيم الملك ويليام الأول، واستغرق بناؤها مدة تصل إلى أربع سنوات تقريبًا، وبعد الانتهاء من بناء الكنيسة، قام الهولنديون الذين قاموا ببنائها بإطلاق عليها اسم ويليامز كورك. وعندما جاء الاحتلال الياباني وتم غزو باتافيا القديمة، كانت هذه الكنيسة مخزنًا مليئًا بالجثث التي كانت تعود لجنود الجيش الياباني الذين قُتلوا أثناء الحروب. وفي عام 1954 ميلادي، تم تغيير اسم الكنيسة إلى كنيسة إيمانويل، وتم إعادة تجديد وترميم هيكلها في العام 1977 ميلادي، وتتميز كنيسة إيمانويل بأسلوبها المعماري الهولندي الأصيل، حيث تتميز بواجهتها الأمامية البيضاء الكلاسيكية والنوافذ الزجاجية الملونة والأعمدة البيضاء الجذابة. كما يتميز داخل الكنيسة بأروقة طويلة ومصابيح زجاجية ملونة ولوحات فنية وتماثيل وأعمال فنية أخرى، وتعد كنيسة إيمانويل واحدة من أبرز المعالم السياحية في جاكرتا، وتجذب الكثير من السياح الذين يرغبون في استكشاف التاريخ والثقافة الهولندية في اندونيسيا، بالإضافة إلى المسيحيين الذين يرغبون في الصلاة والعبادة داخل هذه الكنيسة الجميلة .

ميناء سوندا كيلابا : هذا الميناء الشهير يعتبر نقطة سياحية تاريخية هامة في ولاية جاكرتا، حيث يتمتع بشهرة كبيرة لدى السياح الذين يزورونه لمشاهدة المواقع التراثية والتاريخية. يتميز بمزيج من الماضي والحاضر، حيث تم بناؤه في القرن السادس عشر خلال الاحتلال الهولندي لجاكرتا القديمة (باتافيا). يقع في موقع متميز يمكن زيارته من جميع الاتجاهات. يحتوي على برج كبير يعرف أيضا بمنارة سياهبندر، كان يستخدم لمراقبة السفن في الماضي. يضم أيضا متحف بحري يحتوي على الكثير من الحياة البحرية والأسماك. يقع بالقرب منه متحف فتح الله الشهير ومتحف الدمى ايانج، بالإضافة إلى متحف الفنون ومحطة بيوس. يمكن للزوار صعود منارة سياهبندر للاستمتاع بإطلالة على جاكرتا بأكملها ومشاهدة جمالها، وهي واحدة من أجمل المدن السياحية في إندونيسيا. يتيح الميناء أيضا مراقبة السفن الوافدة والمغادرة وتعلم كيفية مراقبتها وإبلاغ إدارة الميناء. يقدم الميناء أيضا بعض المأكولات البحرية الطازجة وينظم جولات مع مرشدين داخل المتاحف المجاورة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى