كنعان ايفرين Kenan Evren ..صاحب الانقلاب في تركيا
نشأته وبداية حياته العملية :
الانقلاب العسكري :
في عام 1980 قاد كنعان ايفرين مجموعة من الضباط لشن انقلاب عسكري في البلاد ، حيث كانت أهداف ومبادئ الانقلاب هو الحفاظ على المبادئ الأساسية التي وضعها أتاتورك لتركيا ، وكان المبدأ الرئيسي من هذه المبادئ هو مبدأ الفكر الكمالي ، حيث كان يعتقد كنعان ومن معه بأن أسباب سقوط الدولة العثمانية عسكريا هو ارتباطها بالفكر العربي والإسلامي ، ولذلك كان يخشون من صعود التيار الإسلامي في الحكم مرة أخرى بالانتخابات التركية ، وقيل بأن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها يد في دعم هذا الانقلاب خاصة بعد أن فقدت الحليف الرئيسي لها بعد قيام الثورة الإيرانية في عام 1979 ، وحتى ينجح هذا الانقلاب كان يدر على تركيا الكثير من المساعدات الاقتصادية من قبل منظمة التعاون والتنمية ، وكان حلف شمال الأطلسي يدعم الانقلاب بالمعونات العسكرية ، وقد أصدر كنعان ايفرين بيانه العسكري الأول الذي وضح به أسباب الانقلاب وأهدافه ، وصرح بأنه يجب التمسك بمبادئ أتاتورك كما دعى إلى شن هجمات ضد ما سماه بالإرهاب الشيوعي والفاشي والتزمت الديني وذلك بهدف وحدة البلاد وحقوق الشعب وحرياته ، وفي اليوم التالي للانقلاب صدر البيان الثاني الذي يفيد بحل الحكومة التي كان يرأسها سليمان ديميريل والمجلس الوطني التركي الكبير ، وتم رفع الحصانة عن جميع أعضاء البرلمان ، وتضمن البيان الثالث اعتقال زعماء الأحزاب السياسية على رأسهم بولنت أجاويد وسليمان ديميريل ونجم الدين اربكان والب أرسلان توزكيش وعددا من أعضاء البرلمان ، ثم شكل كنعان ايرين مجلس الأمن القومي NSC الذي ترأسه كنعان وقام بتسيير شئون البلاد إلى حين إجراء الانتخابات في عام 1983 .
في عام 1982، أُجريت الانتخابات الرئاسية وفاز كنعان إيفرين بنسبة 90٪ من أصوات الناخبين وأصبح رئيسًا للجمهورية التركية. بعد توليه الرئاسة، قام بتعديل الدستور وإدخال المادة 15 التي تمنح الحصانة لرئيس الجمهورية والقادةالعسكريين، وبالتالي يمنع محاكمتهم ومحاسبتهم .
سقوط ايفرين ومحاكمته :
في الذكرى الثلاثين للانقلاب ، تم التصويت على إصلاحات للدستور خلال حكم ايفرين ، وكان من أهم هذه الإصلاحات إلغاء حصانة رئيس الجمهورية والمسئولين العسكريين في المادة 15 من الدستور ، وفي عام 2010 حصل حزب العدالة والتنمية التركي على غالبية الأصوات في الاستفتاء ، وطالب العديد من الأتراك من تضرروا جراء الانقلاب بملاحقة المنقلبون ، وفي تلك الفترة هدد كنعان ايفرين بالانتحار إذا تم زجه في السجن .
: عندما تولى رجب طيب أردوغان رئاسة الجمهورية عام 2012، تمت محاكمة قادة الانقلاب العسكري الأولى في تركيا، والتي أطلق عليها اسم “محاكمة القرن”. وخضع قادة الانقلاب للمحاكمة العسكرية، إلا أن بعضهم توفي قبل مثوله للمحاكمة، مثل نجاة تومر قائد القوات البحرية التركية وقت الانقلاب الذي توفي في عام 2011 قبل ساعات قليلة من مثوله للتحقيق، كما تمت إعفاء بعض القادة الآخرين بسبب حالاتهم الصحية. وصدر حكم بالسجن المؤبد ضد كنعان إيفرين في عام 2014، ونقل بعد ذلك إلى مستشفى عسكري بسبب سوء حالته الصحية، وتوفي في 10/5/2015 بسبب تدهور حالته حيث كان يتنفس بمساعدة آلة .