كم قصه في سورة الكهف ؟ وما هي هذه القصص
عدد القصص التي تضمنتها سورة الكهف
لقد من الله علينا بالقرآن الكريم كتابا نافعا في كل زمان ومكان، ليكون فيه من القصص والعبر ما يكفي المؤمن لصلاحه في دينه ودنياه، وتعتبر سورة الكهف واحدة من السور التي تحتوي على عدة قصص تختلف عن القصص الموجودة في السور الأخرى التي تتحدث عن قصص الأنبياء، ويجب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
وسبب نزول سورة الكهف هو أنها تحتوي على خمس قصص تحكي أحداثا حدثت في الأزمنة القديمة. ومن الدروس المستفادة من سورة الكهف أنها تحتوي على العديد من العبر والعظات التي تعلمنا كيفية الاقتراب من الله تعالى والابتعاد عن الفتن بأنواعها، والقصة الأولى فيها هي قصة أصحاب الكهف ولهذا السبب سميت بسورة الكهف .
تم ذكر أربع قصص مختلفة في توثيق سورة الكهف، وهي مختلفة عن القصص التي ذكرت في السور الأخرى
- قصة أصحاب الكهف .
- قصة صاحب الجنتين .
- قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام.
- قصة ذي القرنين.
- ذُكِرَتْ قصة سيدنا آدم وإبليس بإختصار.
قصة أصحاب الكهف
أصحاب الكهف هم مجموعة من الشباب المؤمنين بالله عز وجل، ومعهم كلبهم، وقد هربوا من قومهم الكفار الظالمين للحفاظ على دينهم. لجأوا إلى كهف في زمان ومكان لا يعرفان، ودعوا الله أن يرحمهم ويحفظهم من كل سوء، وأن ييسر لهم شؤون دينهم ودنياهم. فاستجاب الله سبحانه وتعالى لهم، وأنامهم مدة تسعة وثلاثمائة سنة، حماهم بذلك من قومهم الكفار ومن الخوف والقلق، وتولى الله رعايتهم طوال هذه المدة .
وعندما استيقظوا تساءلوا بين بعضهم عن المدة التي قضوها نائمين ولم يتوقعوا أنهم ناموا كل هذه الأعوام ولكنهم كانوا مدركين أن الله أعلم بتلك المدة ، وقد أرسل الفتيان واحداً منهم إلى القرية ليجلب لهم الطعام متخفياً خوفاً من أن يتعرف عليه أهل القرية ويعلموا بأمرهم ويقتلوهم .
وجد الفتى أناسًا مؤمنين بالله سبحانه وتعجّبوا من هيئته والنقود القديمة التي كانت بيده، ولم يجد القرية ولا أهلها الكافرين، وقد أراد الله سبحانه وتعالى بذلك أن يعرّف الناس بأمر أولئك الفتية ويدركوا قدرة الله عزّ وجل التي لا تفوقها قدرة .
قصة صاحب الجنتين
هذه قصة تدور أحداثها بين رجلين، الأول غني ولديه حديقتان كبيرتان بهما رزق وخير وفير، وتفصل بينهما نهر، ولكنه كافر منكر لفضل الله ومتكبر على الآخرين، أما الثاني فقير ولديه أقل من الرجل الغني ولكنه مؤمن وراضٍ بما قسمه الله له.
وفي أحد الأيام أخذ الرجل الغني الكافر يتباهى برزقه وينكر يوم القيامة وفضل الله تعالى عليه, فما كان من الرجل الفقير المؤمن إلا أن أستنكر كفره ودعاه لذكر الله تعالى وشكره على نعمه ، لكن الرجل الغني ظل مصراً على كفره وطغيانه فعاقبه الله تعالى بأن أتلف له رزقه كله فتحسر وندم .
قصة سيدنا أدم عليه السلام و إبليس
ذُكِرَت السورة بشكل مختصر قصة سيدنا آدم وإبليس، حيث بيُّنَت كيف استكبر إبليس ورفض السجود لسيدنا آدم بعد أن أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له، وتضمنت تحذير الله تعالى الناس من طاعة إبليس وذريته .
قصة سيدنا موسى والخضر عليه السلام
و سبب هذه القصة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سيدنا موسى عندما سئل من أعلم الناس أجاب : أنا ، فعاتبه الله عز وجل لأن العلم يعود لله عز وجل وأمره أن يذهب إلى شخص أعلم منه ويتعلم منه وأعطاه إشارة بأن يحمل معه حوتاً وعندما يفقده سوف يجد هذا الشخص ، فلما فقد سيدنا موسى الحوت وجد عبد من عباد الله هو الخضر عليه السلام ،فطلب منه أن يعلمه من علمه .
أخبر الخضر موسى أنه لن يستطيع الصبر على ما سيراه لأنه لن يكون قادرًا على معرفة سببه وحكمه الله منه، لكن وعد سيدنا موسى بأنه سيصبر وسيطيع الخضر في كل شيء، وفي هذا الوقت، وضع الخضر شرطًا على موسى بعدم سؤاله عن أي شيء، ووافق موسى السلام على ذلك .
ذهب الخضر عليه السلام وموسى عليه السلام معًا ومروا على ثلاثة أماكن حيث نفذ الخضر أمورًا لم يفهم موسى الحكمة منها ولم يتحمل واستمر بالسؤال. وكانت الأمور التي فعلها الخضر عليه السلام وأثارت اعتراض موسى هي:
- ذكرت السنة النبوية أن الخضر عليه السلام نزع لوحًا من سفينة ركب بها، وعندما سأله موسى عليه السلام عن سبب فعله هذا الأمر الذي سيؤدي إلى غرق السفينة، أجاب الخضر بأنه كان يعلم أن موسى لن يصبر وسيسأل عن السبب، ولذلك فقد قام بالفعل، ولكن موسى عليه السلام طلب من الخضر عدم إفشاء السر .
- ثم مر فتى صغير في الطريق، فقتله الخضر عليه السلام، فغضب سيدنا موسى وسأل الخضر عن سبب قتل الفتى الذي لم يذنب بشيء، فأجاب الخضر عليه السلام بأنه كان يعلم أن سيدنا موسى لن يصبر وسيسأل، فسأله مرة أخرى، فأقر سيدنا موسى بأن الخضر معذور بترك صحبته إذا سأله مرة أخرى.
- واصل الخضر وموسى رحلتهما حتى وصلا إلى قرية لم يقدم أهلها أي طعام، وعندما وجدوا جدارًا مهدمًا، قام الخضر بإعادة بنائه. وهنا، لم يتمكن موسى من عدم سؤال الخضر عن السبب في فعله دون مقابل .
انتهى الخضر عليهم السلام من رفقاء سيدنا موسى ولكن بعد إخباره بحكمة الأفعال التي قام بها، حيث أن:
- كانت السفينة تابعة لعمال فقراء يعملون عليها، وكان هناك ملك ظالم يستولي على كل السفن الجيدة ليصبح ملكها، ولذلك عوقبه الخضر حتى لا يستولي على هذه السفينة الفقيرة .
- أما الفتى الذي تم قتله، فكان كافراً، وكان أبواه مؤمنين، وقتله الخضر ليرد الله لهما بولد صالح بار .
- كان هناك جدارٌ كان تحته كنزٌ لفتيين فقيرين، وعندما علم الخضر بهذا الأمر، قام بإعادة بناء الجدار لحفظ الكنز للفتيين الفقراء حتى يصبحا قادرين على التصرف به .
- كان كل ما فعله الخضر بأمر من الله تعالى، حيث بين له سبحانه أسرار الأمور التي كانت ظواهرها فقط مرئية لموسى .
قصة ذي القرنين
وتروي قصة ملك صالح الذي منحه الله تعالى العلم الوفير، فكان يتنقل من شعب إلى آخر ومن شرق الأرض إلى غربها، يدعو الناس لله وينشر الخير. وعندما وصل هذا الملك الصالح إلى مكان غروب الشمس، وجد قوما كافرين. بفضل الله تعالى، خفت على الصالحين وعاقب الكافرين.
ثم أتجه باتجاه مكان شروق الشمس حتى وصل إلى قوم لا يفقهون القول لكن الله منّ عليه بفهم ما يقولون، فأخبروه عن الضرر والأذى الكبير الذي يلحق بهم من فساد يأجوج ومأجوج وطلبوا منه أن ينشئ بينهم سداً يمنع يأجوج ومأجوج من الوصول إليهم وأذيتهم وأنهم سيعينونه على بناءه ، فأقام لهم سداً عظيماً حجب عنهم يأجوج ومأجوج ، ثم توجه لشكر الله تعالى لأنه ما كان يستطيع فعل ذلك لولا رحمة الله وبين أن هذا السد سوف ينهار عند اقتراب الساعة .