كم عدد التسبيحات في الصلاة
ما هو التسبيح
التسبيح: التسبيح هو تعظيم وتمجيد الله تعالى، والغرض منه هو أن يقول الذاكر: سبحان الله، وعندما يقول الإنسان: سبحان الله، فإنه ينقي الله ويكرمه عن كل الخلق، وخاصة إذا أتبع التسبيح بذكر أحد أسماء الله الحسنى، ولذلك فإن التسبيح هو سنة مستحبة وواجبة على كل مسلم، وذكر في سورة الإسراء الآية رقم 44 حيث قال تعالى: “تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكنكم لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليما غفورا”. وتعني هذه الآية أن كل شيء في الكون يسبح لله تعالى، بما في ذلك الأرض والسماء وكل ما خلقه سبحانه وتعالى، وكيف لا يسبحونه وهو رب العرش العظيم، وإن أعظم ما يمكن تحقيقه من قبل جميع علماء الدين هو قول سبحان ربي العظيم
عدد التسبيحات في الصلاة
التسبيح في الصلاة سنة عند معظم الفقهاء في المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية، ويسبحون في الحنبلية مرة واحدة. وفيما يتعلق بالسنة، يقول المصلي في الركوع “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات، وفي السجود “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، وهناك جماعات أخرى تزيد عليها “سبحان ربي الأعلى وبحمده”. وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إذا ركع أحدكم وقال: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، فقد تم ركوعه”. وهناك ثواب من الله للأفعال والأقوال في الصلاة، ولا يوجد عدد محدد للتسبيح، فكل شخص يسبح بالعدد الذي يختاره، ويحصل على الثواب المقابل لتسبيحه، وإذا نقص في التسبيح فإنه يفوت الثواب، وإذا زاد فإن الثواب يزيد.
يسمح بزيادة التسبيحات في الصلاة، ففي مذهب الحنفية يعدّ أفضل عدد من التسبيحات في كل صلاة هو خمسة أو سبعة أو تسعة، ووفقًا لكتاب منية المصلي من الكتب الحنفية، أدناه ثلاثة، وأوسطها خمسة، وأكملها سبعة. ويمكن الرجوع لكتاب رد المحتار على الدر المختار، الجزء الأول، صفحة 320 وغيرها.
بالنسبة للشافعية في التسبيح، يرون أن الأدنى هو ثلاثة، ثم خمسة، ثم سبعة، ثم تسعة، ثم إحدى عشرة وهو الذي يُعتبر الأكمل، ويقتصر هذا الأمر على الأشخاصالذين يرغبون في تطويل التسبيح، أما بالنسبة للآخرين، فيقتصر التسبيح على الثلاثة فقط، ولا يتجاوز ذلك لتخفيف الصلاة على المصلين.
أما عند الحنابلة (الزيادة على التسبيحة الواحدة مستحبة) فالكمال الأعلى عند الحنابلة عشرة تسابيح؛ لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى – يعني عمر بن عبد العزيز – فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات)، أخرجه النسائي في سننه (2 / 225). والسجود مثل الركوع فيما سبق لكل ملة من الملل السابقة حسب عدد التسابيح في الركوع، فيقال فيه ما قيل في الركوع، من حيث الصفة والعدد والاختلاف في ذلك، زبدة الكلام: يجاز الزيادة على الثلاث تسبيحات وتسمى هذه التسبيحات الثلاث أدنى الكمال، كما يجاز أيضاً الزيادة وقد اختلف العلماء في حد الزيادة على الثلاث فقيل خمس وقيل سبع وقيل إحدى عشرة كما تقدم وتختلف الزيادة عند كل ملة وهذا مت يسمى بأعلى الكمال.
وبعض العلماء لم يحدد الزيادة بعدد خصوصاً للمنفرد (الذي يصلي منفرد وبيس صلاة جماعة)، ففي نيل الأوطار: (2 / 27) أي أن المنفرد يستطيع أن يزيد في التسبيح ما أراد كلما زاد كان أولى وأعظم ثواب، ويوجد الكثير من الأحاديث الصحيحة في تطويل التسبيح للرسول صلى الله عليه وسلم ناطقة بهذا، وكذلك يستطيع الإمام تطويل التسبيح شريطة ألا يتأذى المؤتمون من هذا التطويل، فيجوز لأي شخص أن يزيد في تسبيحات الركوع والسجود حتى يرفع الإمام منهما وألا تزاد عن إحدى عشرة تسبيحة، ويفضل ألا يطيل حتى لا يزيد العبء على المصلين.
ما هو العدد المستحب في تسبيح الركوع
إن العدد المستحب للتسابيح في الركوع والسجود هو ثلاث تسبيحات أي أدنى الكمال، كما يمكن الزيادة في عدد التسبيحات (سبحان ربي العظيم) في الركوع أكثر من ثلاث مرات، كما يمكن الزيادة في عدد التسبيحات (سبحان ربي الأعلى) في السجود أكثر من ثلاث مرات، فيجوز في بعض الأحيان نسبح في الركوع خمس مرات، وأنقص في السجود عن خمس مرات.
فضل التسبيح وفوائده
يمتلك التسبيح الكثير من الفضائل والمنافع في الدنيا والآخرة، والتي تعود بالثواب والأجر على صاحبها، ومن هذه الفضائل ما يلي:
- من أفضل الكلام وأحبه إلى الله تعالى: ورد في حديث للرسول عن فضل التسبيح، عن أبي سعيد وأبي هريرة، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `أفضل الكلام أربعة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر`.
وثبت في حديث لرسول الله عندما سئل عن أحب الكلام لله فتحدث عن فضل التسبيح، أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟” قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: “إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده وسُئل عليّ رضي الله عنه عن: “سبحان الله”، فقال: (كلمة رضيها الله لنفسه فأوصى بها(.
- أجر التسبيح والتحميد يملأ ما بين السماء والأرض :فقد تحدثنا عن أجر التسبيح والتحميد للمسبح الذي يملأ السماوات والأرض وفقا لحديث عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن -أو تملأ- ما بين السموات والأرض…”. ويعني ذلك أن أجر ذكر الله بهاتين الصيغتين يملأ ما بين السموات والأرض، بما يحتوي على تنزيه الله تعالى في “سبحان الله” والتفويض والتوكل عليه في “الحمد لله.
- أجر التسبيح ثقيل في ميزان العبد: تسبيح العبد لله تعالى يعد عملا كبيرا ومحسوبا في ميزان أعماله. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: `من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه`.
- التسبيح يدخل الجنة: وقد ورد في الحديث أن كل من يسبح الله، فإنه يزرع له نخلة في الجنة، عن طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `من قال سبحان الله العظيم وبحمده، يزرع له نخلة في الجنة`.
- التسبيح يحط الخطايا وإن كثرت: ورد في حديث لرسول الله أن التسبيح يقلل الخطايا مهما كانت كثيرة، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `سبحان الله وبحمده` مائة مرة في يوم يحط بها خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.
- اقتران التسبيح وإجابة الدعاء: تم ربط تسبيح العبد بإجابة الدعاء، ويتضح ذلك في حديث الرسول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: `دعوة ذي النون عندما دعاه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له`.