كم عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها
من هي عائشة رضي الله عنها
هي أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي البكر الوحيدة بين زوجات النبي، ومات صلى الله عليه وسلم في فراشها، وذلك نسبها ومولدها وزوجها.
نسب عائشة رضي الله عنها
عائشة بنت أبي بكر، ابنة عبد الله بن أبي قحافة، ابن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب. وهي تشترك مع الرسول صلى الله عليه وسلم في النسب، ويرجع نسبها إلى مرة بن كعب. والدتها هي أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة. لديها أخ واحد فقط من الأب والأم، وهو عبد الرحمن، وهو الأخ الشقيق. ولها أيضا أخوة من الأب فقط، وهم عبد الله وأسماء ومحمد وأم كلثوم.
مولد عائشة والزواج من النبي صلى الله عليه وسلم
عندما نسأل عن مكان ولادة عائشة وزمانها ومكان دفنها، نعرف من الأحاديث أنها ولدت قبل الهجرة بسبع سنوات، وتزوجها النبي وهي في سن الثالثة عشر أو السادسة عشر على حسب ما قال الفقهاء، وهناك من يقول إنها تزوجت النبي في سن التاسعة، وكانت أحب زوجاته إليه وأحب الناس إليه كما ورد في الحديث عندما سئل عن أحب الناس إليه
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (عَائِشَةُ) ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ ، فَقَالَ: (أَبُوهَا)، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ( ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب )، فَعَدَّ رِجَالًا”. رواه البخاري في “صحيحه” (رقم/3662) ، ومسلم في “صحيحه” (رقم/2384) .
عدد الأحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها
تميزت السيدة عائشة رضي الله عنها برواية الأحاديث عن النبي وبعددها الكبير، نظرا لقربها منه واجتماعهما في بيت واحد حيث كانت ترى وتسمع وتتعلم منه الفقه والعبادات. يقول الفقهاء إنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وروت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث نبوية. ويقول الحافظ الذهبي في سيره المسندة لعائشة إنها روت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. واتفق البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا منها، واستثنى مسلم تسعة أحاديث خاصة لها واستثنى البخاري أربعة وخمسين حديثا.
أحاديث روتها عائشة رضي الله عنها
أكثر رواة الحديث عن النبي هم أنس وجابر وابن عباس وعائشة وابن عمر وأبو هريرة، رضي الله عنهم، ومن ذلك يتضح أن عائشة كانت من أكثر من روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولها مرتبة مرموقة في الروايات في الكتب الستة، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد أبي هريرة رضي الله عنه، وتتميز عن بقية رواة الحديث بأنها روت السنة الفعلية، حيث كانت تعلم الصحابة والتابعين وتفقههم. ومن بين هذه الأحاديث، نستعرض بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم
- عن عائشةَ أمِّ المؤمنين، قالت: أول ما بُدئ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الوحي الرؤيا الصالحةُ في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءتْ مثل فلق الصبح، ثم حبِّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه – وهو التعبُّد – الليالِيَ ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجةَ فيتزوَّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء؛ فجاءه المَلَك فقال: اقرأ، قال: ((ما أنا بقارئ))، قال: ((فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 1 – 3]…)) الحديث.
- عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت: صلى الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيته وهو يشكو من المرض، وصلى وهو جالس، وصلى وراءه بعض الناس وهم يقفون، فأشار إليهم أن يجلسوا، وعندما انتهى من الصلاة، قال: ((إنما جُعِلَ الإمامُ ليؤتم به، فإذا ركعَ فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جالسًا)).
- وعن عائشة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – قالت: لما أُمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بتخيير أزواجه، بدأ بي، فقال: ((إني ذاكرٌ لك أمرًا، فلا عليك ألاَّ تَعجلي حتى تستأمري أبويك))، قالت: وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله – جل ثناؤه – قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ﴾[الأحزاب: 28] إلى ﴿ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 29]، قالت: فقلت: ففي أيِّ هذا أستأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قالت: ثم فعل أزواجُ النبي – صلى الله عليه وسلم – مثل ما فعلتُ.
- عن عائشة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((كل شراب أَسْكَرَ، فهو حرامٌ)).
- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: تلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه الآيةَ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ إلى قوله: ﴿ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7] قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((فإذا رأيت الذين يتَّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله، فاحذرُوهم).
صفات عائشة رضي الله عنها
تميزت سيدتنا عائشة رضي الله عنها بصفات جسدية وأخلاقية مميزة جعلتها تحتل مكانة عظيمة في الإسلام وعند النبي صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي بعض الصفات الأخلاقية والجسدية لأم المؤمنين
- الصفات الأخلاقية
كانت أفقه نساء الأمة على الأطلاق وأعلم الناس وأحسنهم رأيا وأطيبهم خلقا، وكانت كريمة وقد قيل فيها عن عبدالله بن الزُّبَير رضي الله عنهما قال: “ما رأيتُ امراتَيْن قطُّ أجودَ من عائشة وأسماء، وجُودهما مختلف: أمَّا عائشة فكانتْ تَجْمَع الشيء حتى إذا اجتمع عِندَها قسمتْ، وأمَّا أسماء فكانتْ لا تُمسِك شيئًا لغدٍ”؛ (أحكام النساء لابن الجوزي).
- الصفات الجسدية
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها جميلة بشرتها بيضاء، ويعود سبب تسميتها بالحميراء إلى لون شعرها الذي يغطي كتفيها ويطول عليهما، وكان جسمها نحيلا قبل الزواج، ولكن زاد وزنها بعد الزواج. وروي حديث عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سابقها في الجري فركضت وراءه، ثم بدأت تتعب، فسابقها مرة أخرى، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (هذه بتلك). الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن حبان في صحيح ابن حبان
قصص عن عائشة رضي الله عنها
تعرف الكثير من القصص عن السيدة عائشة مع النبي وزوجاته الأخريات، ومن أشهر هذه القصص تلك التي تظهر مدى تقدير النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته. ما قاله الرسول عن عائشة في حبه لها هو: `إني رزقت حبها`. وفي القصة التالية يتضح ذلك
وتروى القصة على النحو التالي: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها واجتمع عنده صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، ثم قدمت زوجة من زوجات الرسول، ويقال إنها السيدة زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، إناء يحتوي على طعام يحبه. وعندما رأت السيدة عائشة الإناء، غارت وكسرته. فوقف الصحابة ينظرون ما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا به يهديهم ويقول لهم: “غارت أمكم”. ثم توجه إلى السيدة عائشة وطلب منها أن تعوض السيدة زينب عن طبقها والطعام، وأن ترسل لها بدلا منه