كلمة سمو الامير خالد الفيصل ” كيف نكون قدوة “
سمو الأمير خالد الفيصل، الابن الثالث للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، هو أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولقد قام بعمل كبير ومتميز في رعاية الشباب بوزارة الشؤون الاجتماعية، وقد كانت لديه فكرة إقامة بطولة كأس الخليج لكرة القدم .
التعليم والنشأة
درس سمو الأمير خالد الفيصل العلوم القرآنية في المدرسة الابتدائية في الإحساء، ثم انتقل إلى مدرسة النموذجية التي افتتحها سمو الملك فيصل رحمه الله في الطائف. ثم استكمل دراسته الثانوية وحصل على دبلوم الثانوية الأمريكية من مدرسة برن ستون في عام 1961م. وانضم بعد ذلك إلى جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد عام 1962م، وأنهى دراسته في عام 1966م. كما درس الفنون ويعد فنانا تشكيليا مميزا وشاعرا حيث حصل على لقب شاعر دايم السيف .
المناصب التي عمل بها الأمير خالد
عمل في وزارة التربية والتعلم، ومن ثم عين مديرا لرعاية الشباب في وزارة العمل من عام 1387هـ-1391هـ. ثم عمل كأمير لمنطقة عسير لما يقرب من 37 عاما، ثم تم تعيينه أميرا لمنطقة مكة المكرمة منذ عام 2015م ووزيرا للتربية والتعليم. وهو المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس لجنة البرامج والإنفاق في المؤسسة، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وكان رئيسا للجنة التنشيط السياحي في منطقة عسير، وعضوا في مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الذي يتبع جامعة فرانكفورت بألمانيا .
المجال العام
يُعرف الأمير خالد الفيصل بموهبته الشعرية وكلماته المؤثرة فهو أديب وشاعر وفنان وله الكثير من الإسهامات الثقافية المتنوعة وكذلك الشعرية ، هو صاحب المنتدى الأدبي الثقافي الثاني في مدينة الرياضي وكان يعقد في منزله ، وأسس مجلة الفيصل وأهداها لمؤسسة الملك فيصل ، وصدرت له عدة دواوين شعرية منها ديوان قصائد نبطية ، وديوان قصائد لاغنيات ، وأصدر كتاب مسافة التنمية وشاهد عيان ، وكتاب سياحة في فكر الأمير ، وله الكثير من المبادرات مثل مبادرة رسم ورعاية مع الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ويشرف على جائزة أبها وأنشأ نادي أبها الأدبي .
كلماته وأثره
من الكلمات الخالدة لسمو الأمير خالد منها كلماته المميزة في ندوة ملتقى مكة الثقافي ” كيف نكون قدوة ” ، قال أن المشروع هو امتداد لمشاريع سابقة وشعارات سابقة كان بدايتها ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة ثقافة الإحباط ثم نحو العالم الأول ثم احترام النظام ثم منهج الاعتدال السعودي ثم واليوم نتحدث عن مشروع كيف نكون قدوة ، فلماذا أختير هذا الشعار ، اختير هذا الشعار والشعارات السابقة لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر ، وهذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين تواجه بحملة شاملة على الإسلام والمسلمين وقد خص الله سبحانه وتعالى هذه البلاد بوجود بيته العتيق وبأن أخر الرسالات السماوية التي أنزلت على أخر الرسل محمد بن عبدالله صلّ الله عليه وسلم في هذه الأرض .
من هذه الأرض بدأت شعاعات الإسلام تشرق على العالم بأسره، وانتشرت هذه الرسالة وامتد هذا الإسلام في كل مكان على الرغم من الضغوط التي تمارس عليه. وسألخص هذه الضغوط بالهجمة الشرسة التي تواجهها المملكة اليوم بواسطة وسائل الاتصال الحديثة والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا. تم توجيه كل هذه الأدوات لهذا البلد وشعبه وقيادته، ولكن تفشل تلك التجربة العظيمة التي تبنتها هذه البلاد بقيادة المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله .
المؤسسة والأساس التي استندت إلى القرآن والسنة جمعت هذه البلاد على الوحدة التوحيدية. قد جمع الملك عبد العزيز قلوب الناس قبل أن يوحد الأرض والشعوب. والله رحمه ورحم من كان معه من الرجال الذين تميزوا بالمواقف المناهضة للتيار السائد في ذلك الوقت، حيث كان التيار غير ديني. كانت الشعوب العربية والبلدان العربية تعاني تحت وطأة الاستعمار، وكان هذا الاستعمار استعمارا عسكريا فرض بالقوة وقسم البلاد العربية بالقوة، وألغيت اللغة العربية كلغة القرآن في بعض هذه البلاد وفرضت لغات أخرى عليها. هذا كان الواقع في الشرق الأوسط والعالم العربي الكبير، ولكن الأمر كان مختلفا في هذه البلاد، حيث سارت على المنهج الإسلامي وجمعت على التوحيد .
وأكرم الله سبحانه وتعالى تلك القيادة وهداها إلى أن تختار القرآن والسنة دستورا لهذه البلاد واتخذت من كلمة التوحيد راية، وأصبح الحكم الملكي إسلامي وأصبحت المملكة العربية السعودية وهي أول بلد في الوطن العربي تضع اسم العربية في اسمها، وبعد ذلك تتوالى الدول العربية بوضع كلمة عربية في اسمها، هذا السباحة ضد التيار لم ترق للجميع فبدأت المحاربة لهذا المجتمع لكي يتخلى عن مبادئه التي قامت عليها الدولة .
ولذلك كان هناك واجب على أهل هذه البلاد التي كرمها الله تعالى وشربها بالإسلام ثم أنعم على أهلها بجوار بيته العتيق واختاروا القرآن والسنة دستورًا واختاروا كلمة التوحيد راية أن يتمسكوا بهذا النهج الذي أصبح شعارًا للنصر لهذه الأمة فانتصرت سياسيًا واقتصاديًا وانتصرت ثقافيًا كذلك وكذلك فكريًا وهذا لم يرق لأعداء الإسلام ممن صورا الإسلام تصويرا مختلفًا عما هو عليه وللأسف الشديد خرج من بين جلدتنا أناس ساعدوا أعداء الإسلام على الإسلام فشوهوا صورة المسلمين وظلموا الإسلام بمنهجهم الإرهابي الذي أساء للمسلمين أجمعين مثل القاعدة وداعش .
هذه الحركات التي تظهر كأنها إسلامية، ولكن في الحقيقة تحمل الكفر والابتعاد عن مبادئ الإسلام الحسنة. أيها الأخوة والأخوات، بلادكم وشعبكم وقادتكم أصروا على المضي قدما في هذا التصدي، وكذلك جميع الفئات العالمية المعادية للإسلام حاولت إفشال تجربة السعودية. فماذا حدث؟ في بداية التوحيد، زار روزفلت الوطن العربي والمنطقة، ولكنه لم يلتق بأي شخص سوى ملك المملكة العربية السعودية، وذلك قبل أن تصبح تلك البلاد واحدة من أكبر دول العالم في تصدير النفط. لم يكن هذا بسبب النفط، ولكن بسبب المجتمع وقيادته. واليوم، ماذا نرى؟ نرى رئيس الولايات المتحدة يقرر أن تكون أول رحلة له خارج بلاده إلى المملكة العربية السعودية ومقابلة القائد .
وهذه رحلتكم إنها رحلة النصر والقيادة ورحلة قدوة كيف أصبحتم بذلك الشكل أصبحتم بدينكم وبجهادكم بالحفاظ على هذا الدين وعلى هذه القيم ولم ترضخوا للتهديد والوعيد ولم ترضخوا للترغيب وتزين كل ما هو مخالف للإسلام ، واجهتم كل ذلك بتصميم وبرفعة رأس والآن ما هو المطلوب ، أن نستمر على هذا النهج بأن نحمل الرسالة ونؤدي الأمانة كيف بالتمسك بمبادئنا الإسلام وقيمنا وثقافتنا وألا تأخذنا لومة لائم فقد أثبتنا بالتجربة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، وأننا لم ننجرف مع التيارات الأخرى ، أنتم دستوركم القرآن والسنة وغيركم من هذه البلاد التي حولنا تساوم الآن أن يكون الإسلام مصدر من مصادر الدستور هل هذا يجب أن يكون في بلد إسلام .
هل نقبل هذا في بلادنا هل نرضخ لهذه التهديدات والترغيبات ، لا نستسلم ولا ننحني إلا لله سبحانه وتعالى ، والآن نعود إلى موضوعنا كيف نكون قدوة كما كان أسلافنا ، ماذا فعل الأسلاف لقد ذهبوا تجارا إلى شرق آسيا ليسوا عسكريين وكانت قوتهم في الأخلاق والقيم والأمانة والصدق مع الناس وسألوا عن دينهم وتبنوه، وهذه القدوة التي نريدها اليوم لنا ولأبنائنا وللمسلمين جميعا أن نكون قدوة بأخلاقنا وأمانتنا وحسن تعاملنا ..