يعتبر الشاعر الشهير محمد إبراهيم أحد أهم شعراء جيله، خاصة بسبب إصداره للعديد من الدواوين وتأليفه لكلمات مطروبة للعديد من المطربين. وكان كتابه المطلوب حبيب يحظى بشعبية كبيرة منذ خمس سنوات تقريبا، حيث حقق نجاحا كبيرا بفضل عنوان الكتاب الذي يحمل اسم قصيدة اختارها الفريق الغنائي الشهير `وسط البلد` لتقديمها للجمهور. ولكن اعتمد محمد إبراهيم على عنوان الكتاب `مطلوب حبيب وكأنه فيلم بيتعاد.. إعترافات` في محاولة للتحدث عن نفسه.
كتاب مطلوب حبيب
يُعَدّ “مطلوب حبيب” هو أول إنتاج نثري لشاعر العامية محمد إبراهيم، وقد سبقته دواوين شعرية عديدة مثل “فلوماستر أبيض” و”الحزن البعيد الهادئ” و”زي الأفلام”، وحققت جميعها نجاحًا كبيرًا.
يستطيع محمد إبراهيم أن يلخص الكثير من المشاعر المعقدة بلغة عصرية راقية وبسيطة، ومُقربة جداً من الجميع ، وقد تمكن محمد إبراهيم من الإمساك بالقلم هذه المرة ليكتب “إعترافات” كما يحمل عنوان الكتاب عن أدق التفاصيل والمواقف التي مر بها مُذ أن كان طفلاً، وحتى قابل المرأة التي كان يبحث عنها وتزوجها.
يأخذنا محمد إبراهيم في رحلة عمره خلال 23 فصلًا يتضمن الإهداء والتمهيد، من خلال عناوين متنوعة بين العربية الفصحى والعامية، تسلط الضوء على العديد من المراحل الإنسانية أو العمرية التي مر بها إبراهيم
- الحب قبل الخبز أحياناً.
- كلنا كاذبون ياصديقي
- نعمة الفرصة.
- و رزق النسيان.
- الفقد والافتقاد.
- لعنة التفاصيل.
- مثلث الحب.
- العطاء.
- التضحية.
- كش ملك.
- الاحتياج.
- مثلث النهايات.
- سرطان العلاقات.
- الخيانة.
- القدر هو اللي ساب.
- خوف.
- خبز أمي.
- أبوك مش هايرد.
- وكأنه حزناً لم يكن.
- عايز عجلة.
- قد بسطت يدي.
- حب نفسك.
- تتجوزيني يابسكويتة.
تبدأ الفصول السابقة بحكمة أو مقولة نقلتها أقلام أدباء كبار، أو شخصيات ملهمة، حيث نجد مقولات للكاتبة أحلام مستغانمي، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، والشاعر السوري نزار قباني، وكذلك جبران خليل جبران، ومهاتما غاندي، والفنانة الأمريكية أنجلينا جولي، وغيرهم.
يتضمن تجميع النصوص بين الفصحى والعامية مقاطع من أشهر قصائد إبراهيم، أو بعض الجمل الحوارية من مسلسلات أو أفلام عربية أو أجنبية، وأحيانًا بعض قصائد كبار الشعراء.
يتضمن الكتاب تعليقاً من السيناريست الشهير تامر حبيب، الذي يشيد بالكتاب ويجعل القارئ يشعر وكأنه يدردش مع صديق ممتع في رحلة جوية أو بالقطار، وينجح الكتاب في أن يكون مرآة صادقة لكل من يقرأه.
محتوى كتاب مطلوب حبيب
- يحمل الإهداء بعض من الأبيات العامية من صياغة إبراهيم، ومنها : إهداء إلى كل شخص انتظر شيئًا ولم يحدث، إلى العزلة والخوف والسفر والدهشة، والحاجة والملل، والاكتئاب والتعب، إهداء لعلم الغيب ولكل يوم يتعاشى.
- يتناول الكتاب في مقدمة الحديث عن الحب كشعور في الحياة، ويوضح كيف أن التفاصيل التي يعيشها الإنسان أو يعيشها من حوله تساهم في تشكيل عقليته ونفسيته، وكيف أن هذا الشعور يؤثر على تجاربه وحياته بشكل كبير.
- يواجه محمد إبراهيم العديد من الإشكاليات التي تنتشر بين الطبقات التقليدية حول طبيعة الحب وتأثيره على اختيار شريك الحياة، وكيف أن بعض الشخصيات استمر حبها لشريك الحياة حتى بعد وفاته، بسبب أسس عقائدية سليمة للحب.
- يتحدث إبراهيم عن كيفية التعامل مع حالات الحب من طرف واحد، ويشير إلى أن الاختيار السليم للشريك يعتمد بشكل كبير على حب النفس والاهتمام بها أولاً، وأن الاختيار الصحيح يتضح في ذلك الوقت بشكل كبير.
- يوضح محمد إبراهيم في كتابه حكمة تجربته في نسيان الأشخاص الذين أحببناهم يومًا. يعتمد الأمر على الوقت ورغبة الإنسان نفسه في نسيان من أحبهم يومًا.
- يعد فصل الفقد والافتقاد نقطة تحول قوية في مؤلف `مطلوب حبيب`، حيث يتحدث عن أحباء فقدوهم برحيلهم عن الحياة، ويوصي من خلال هذا الفصل بأهمية الاهتمام بجميع من حولنا، وبشكل خاص الأب والأم، فبعد فقدانهم لا يوجد شعور بالافتقاد إلا لهم.
- يتحدث محمد إبراهيم بشكل مستمر عن الحب ويعتمد على العطاء والتضحية والاحتياج كثلاثة أركان يجب الاستمرار عليها لبناء العلاقات، وإذا نقص أحد هذه الأركان، فهذا يعني أن العلاقة قد تأثرت بشكل كبير، ويمكنأن تتحول إلى مرض أو مجرد مصلحة.
- يوجد مثلث لنهاية العلاقة يتألف من الملل والخيانة أو القدر، وإذا حدث أي من هذه الأشياء، فإنه يعتبر واحدًا من أقوى الأسباب التي تؤثر على استمرار العلاقة وتؤدي بالتأكيد إلى نهايتها.
- يتحدث إبراهيم أيضاً عن الخوف، وموقعه من الحب، فهو الذي يقودك للقلق على من تحب أثناء غيابه حتى يعود، وإلى الخوف على صحته إذا مرض حتى يشفى، ولكنه يتناول الخوف كذلك من الناحية السلبية؛ ذلك الخوف الذي قد يلحق بنا الأذى فلا نغامر عندما تأتينا الفرصة، ونتعرض لأذى ما نخاف منه بدلاً من مواجهته.
- يتناول محمد ابراهيم حديثاً آخر عن مفهوم المرأة بالنسبة له، وكيف أن الأمر لا يعتمد عي اتكال الزوج على زوجته لتحقيق كل مايطلب، ولكن في تشارك الكثير من الأمر سوياً، وأن حبيب المرأة أو زوجها هو بالنسبة إليها الصاحب والزوج والأخ والأب والطبيب النفسي الذي يستمع إليها، ويستوعب جميع تناقضاتها، والأوقات العصيبة التي تمر بها في جميع مراحل حياتها كأنثى.
- يتم التطرق أيضا إلى الأبوة كشعور يتردد في نفس كل رجل، منذ طفولته وحتى بلوغه وتفاعله مع الأطفال، ورغبته في الزواج وتأسيس أسرة وإنجاب أطفال يحملون اسمه. يعتمد دور الأب الكبير إلى حد كبير على رعاية أبنائه وخلق ذكريات طيبة معهم. حتى عندما يأتي وقت الرحيل عن الحياة، يشعر الأب بالطمأنينة لأنه ترك ذكرياته وأملهم في إضاءة طريقهم في الحياة بعد رحيله.
- يأتي فصل آخر ليصف تلك الفترة التي يمر بها الإنسان ويشعر فيها بأنه في قلب ابتلاء لا يجد مخرجًا أو أن حياته فارغة من الأثر الحقيقي؛ لذلك يجب عليه اللجوء إلى الله عز وجل وزيادة ذكره والتقرب إليه.
- في الفصول الأخيرة من الكتاب يستمر محمد إبراهيم في منح قارئيه الطاقة الإيجابية فنجده يكرر الحديث عن وجوب حب النفس، وتقبلها، والتسامح معها مهما حدث، وكذلك هو ينير الطريق أمام القاريء للسعي تجاه أحلامه وطموحاته، وبذل المجهود في سبيل تحقيق كل مايسعده، وكل ما يرجوه لنفسه من نجاح على كافة المستويات.
- تأتي الحلقة الأخيرة بعنوان “تتزوجيني يا بسكويتة” لتشير إلى قصة الحب المشهورة بين الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار، حيث طلب منها الزواج على المسرح أمام الجماهير بقوله “تتزوجيني يا بسكويتة؟”، وعاش الاثنان معا كثنائي كوميدي ناجح حتى الآن.
- يحكي الشاعر محمد إبراهيم عن لقائه بزوجته الحالية وأم ابنتهما، حيث قابلها لأول مرة خلال أحد ندواته الشعرية في محافظة طنطا. ووجد نبض قلبه ينبض بحبها فور رؤيتها للمرة الأولى، وقرر تقديم طلب الخطبة لها في ذلك الوقت، وإعلان زواجهما أمام الجميع وفرحتهم به.