شخصيات نسائيةنسائيات

كبشة بنت معن بن عاصم أول امرأة حرمت على ابن زوجها

كبشة بنت معن بن عاصم هي من الأوس، ونزلت فيها آية القرآن الكريم “ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشةً ومقتًا وساء سبيلا” [النساء: 22]، وبذلك كانت أول امرأة حرم على زوج ابنها أن يتزوجها، واستعادت حقها في الميراث.

مأساة كبشة مع ابن زوجها:
كانت كبشة امرأة مسلمة وموحدة بالله تعيش مع زوجها على السراء والضراء. لم تكن هي الزوجة الأولى لأبي قيس في حياته، حيث تعددت زوجاته قبلها، وحدث أن توفيت زوجته الأخيرة قبل كبشة وتركت له ولدا صغيرا لم يتجاوز سن الحلم. عندما تزوج أبو قيس كبشة، أراد أخوال الصبي أن يأخذوه ليعتنوا به خوفا عليه من معاملة زوجة أبيه الجديدة. ولكن أبو قيس رفض ذلك، فطلبوا منه أن يتعهد بمعاملتهم بشكل حسن إذا تركوه تحت رعاية زوجته الجديدة. ووعدهم أبو قيس بأن زوجته ستعتني بالولد كما لو كان ابنها، وأنها تتمنى لو كان لها ابن مثله. وفي النهاية وافقوا على ترك الولد مع أبيه وعاد إلى حضنه.

عاشت كبشة حياة هادئة مع زوجها حتى وفاته، ولكن بعد وفاته قام ابنه برمي رداء والده عليها، مما جعلها تصبح ملكا له ولإرثه، وبسبب عادات وتقاليد مجتمعية تعرف باسم “الجعل“، لم تكن لها حق الاستفادة من المال الذي كان ملكا لزوجها، وتم حبسها في بيت أهل زوجها بانتظار زواج ابنه أو وفاتها.

الإسلام والقضاء على العادات الجاهلية:
عاشت كبشة أيام طويلة حبيسة البيت لفترة طويلة غير مسموح لها بالخروج حتى شعرت بالضيق والحزن وظلت تصلي لله وتدعوه أن يفرج كربها ويرفع عنها هذه المحنة الشديدة، وكانت على ثقة كبيرة أن الله تعالى سوف ينصرها ولن يتركها تعيش هذه المأساة حتى استجاب الله لدعائها ونزلت فيها هذه الآية: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} [النساء:22]، فكانت بذلك أول امرأة حرمت على ابن زوجها وأخذت حقها في الميراث ولم تصبح رهينة في بيت أهل زوجها كما كانت النساء في السابق.

الإسلام وتكريم المرأة:
لم يشهد الإسلام أبدا تهميش المرأة أو أن تكون رهينة لأفكار قديمة تحرمها حقوقها وميراثها. في الماضي، كان العرب يعاملون المرأة بشكل جانبي، ويعتبرونها تابعة للرجل في كل شيء، دون حقوق في الإرث ومحرومة من العديد من الأمور، بما في ذلك الزواج أو عدمه، بغض النظر عن رغباتها. ولكن عندما جاء الإسلام، أكرمها ومنحها حقوقها في الإرث وفي كل شيء، وأوصى الرجال بمعاملتها بلطف وعدل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى