الام والطفلتربية الابناء

قواعد تربية الأطفال في اليابان

في الوقت الحالي، يتميز الطفل الياباني بالذكاء، والأخلاق الحسنة، والتواصل الاجتماعي المتميز. يعود السبب الرئيسي وراء ذلك إلى التربية السليمة والقواعد الأساسية التي تستخدمها اليابان في تربية الأطفال منذ صغرهم وحتى يكبروا. تعتمد اليابان على نظام شامل يرتبط مع بعضه البعض، حتى يصبح الطفل قادرا في النهاية على معرفة واجباته وحقوقه في المجتمع .

قواعد تربية الأطفال في اليابان

يتعهد الآباء في اليابان بتعليم أطفالهم مجموعة من القواعد الأساسية لجعلهم من أفضل الأطفال والأذكى على مستوى العالم، ومن بين أهم هذه القواعد: 

حكاية القصص المفيدة للأطفال

قد يظن البعض أن هذا الأمر تافه في التربية وأنه لا يمكن أن يكون له فائدة قوية للطفل. ولكن في الواقع، القصص هي من أشياء الأطفال يحبون سماعها، وتلتصق في ذهنهم لفترة طويلة من الزمن. ينبغي على المسلمين أن يحدثوا أطفالهم عن تاريخ الدولة الإسلامية والصحابة، حتى يكون لديهم قدوة في ذهنهم ويتمنون أن يصبحوا مثلهم. وهذا يحدث في اليابان أيضا، حيث يحكي الآباء للأبناء القصص التي تساعدهم على معرفة العادات والتقاليد اليابانية وتاريخ الدولة اليابانية .

تكوين علاقة قوية بين الأم وطفلها

من الأشياء التي يمكن ملاحظتها من خلال مشاهدة مقاطع فيديو في اليابان أو حتى الأفلام اليابانية هو وجود علاقة قوية جدا بين الأم وطفلها لا تماثلها علاقة في أي مكان آخر في العالم. والحقيقة أن هذه العلاقة تعتبر من أقدم وأروع القواعد التي يمكن تطبيقها في جميع أنحاء العالم. فالأم اليابانية تسعى دائما لتكون بجوار طفلها في كل وقت، حتى لو كانت مشغولة، فهي تلغي جميع أعمالها للعناية بطفلها. لذا، يمكنك أن ترى الأم في الأسواق العامة وهي تحمل رضيعها، ولا تنتشر فكرة وجود مربيات للأطفال كثيرا، لأن الأم تفضل أن تهتم بطفلها بنفسها وتكون بجانبه لأطول فترة ممكنة .

كثرة الأنشطة الاجتماعية

الحقيقة أن الطفل الياباني لا يقوم بكل الأفعال بناء على ضغط من الأب أو الأم ، وأنما يقوم بهذا لأنه يعلم تمام العلم القواعد المطلوب منه أن يؤديها ، وهذا لأنه منذ صغره يبدأ بممارسة الأنشطة الرياضية ، والاجتماعية التي تؤهله لأن يتعلم القواعد ، ويحافظ عليها ، ويجعلها من أولوياته ، كما أنها تساعده على تقوية علاقاته الاجتماعية وبناء بيئة اجتماعية صحية ، وهذا لأن لدي الطفل الياباني قواعد يجب أن يلتزم يها ، في المدرسة ، والمنزل ، كما أن أوقات فراغه لها قواعد يجب أن يقضيها وفقها.

الغذاء الصحي المتوازن

– “تحرص الأمهات على إعداد وجبات غذائية كاملة العناصر لأطفالهم، خاصة إذا كانوا في مرحلة دراسية هامة، ويعتقدن أن العقل السليم ينبعث من الجسم السليم، لذا تكون الوجبات المدرسية التي يأخذها الطفل معه إلى المدرسة محضرة بالكامل في المنزل وتحتوي على عناصر غذائية مفيدة جدا لجسم الطفل وتساعده على التركيز، ولذلك لا يشتري الطفل الوجبات الجاهزة أو الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة التي تؤثر على الحركة والتركيز .

التعاون مع الآخرين

من أهم القواعد التي سوف تجدها في دولة اليابان ، هو أن الأطفال متعاونون إلى درجة كبيرة مع غيرهم وهذا لأن هذا التعاون يبدأ من المنزل ، في أن الأم تحاول دائماً أن تجعل الطفل يتشارك معاها في أعمال المنزل ، ويقوم بمساعدتها على قدر استطاعته ولو بشيء بسيط ، ولكنه شارك به ، لذلك فأن ذهبت إلى مكان ستجد الطفل يجلس في مكانه بكل أدب واحترام ولا يحاول أن يجعل مكانه غير نظيف كنوع من المساعدة والتعاون .

اعتماد الأطفال على أنفسهم

منذ الصغر يحاول الشباب اليابانيون تعزيز استقلالية الأطفال وقدرتهم على القيام بمعظم المهام بأنفسهم. فهم يشجعون الأطفال على الذهاب والعودة من المدرسة بمفردهم من سن السابعة، ويسهل ذلك بفضل وسائل النقل المريحة والآمنة المتاحة في اليابان. بالإضافة إلى ذلك، تكون معدلات الجريمة في اليابان منخفضة جدا، مما يجعل الآباء والأمهات غير قلقين بشأن أبنائهم أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة .

وبعد فترة، يعمل الأب على شراء دراجة للطفل يقودها بمفرده ويذهب بها للمدرسة وحده، كما تحاول المدرسة ترسيخ مبدأ الاستقلال والاعتماد على النفس منذ الصغر، عن طريق المشاركة في إعداد وجبة الغذاء التي يتناولها الطفل في الفسحة، أو تقديمها لزملائه، كما يقومون بتنظيف الفصول بأنفسهم، لذا فإن معظم المدارس اليابانية لا يوظفون عمال نظافة، وكل هذه الأمور تساهم في تنمية حب الاستقلال الذاتي والقدرة على تحمل المسؤولية داخل الطفل .

عدم معاقبة الطفل أمام العامة

غالبا ما يقع الأب أو الأم أو حتى المعلمون في المدارس في خطأ معاقبة الطفل أمام الجمهور سواء كانوا يعرفون الطفل أم لا، وهذا الأمر غير شائع في اليابان حيث يعلمون أن ذلك قد يؤثر على نفسية الطفل ويجعله غير قادر على التعامل مع العالم الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، يقلل ذلك من ثقة الطفل في نفسه ويجعله أكثر عدوانية تجاه من يوبخه أو يعاقبه أمام الآخرين .

التعليم في اليابان

هناك الكثير من القواعد التي يمكن أن تبدو بسيطة ولا يعتني بها الكثيرون، ولكن ما جعل اليابان متقدمة في مجال التعليم هو أنها اهتمت بهذه الأمور البسيطة وجعلتها قواعد تطبق، ومن أهم هذه القواعد:

  • يتم تنظيم حركة المرور بشكل خاص في الصباح للأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة بأنفسهم، ويتم تسهيل حركة المرور والوصول إلى المدارس بشكلٍ خاص لضمان وصول الأطفال إلى المدرسة في الوقت المحدد وبسلام.
  • يتعين على المعلمين والمدرسين الالتزام بالوصول إلى المدرسة قبل موعد الدوام، حتى تكون الصورة مشرفة للطلاب ويكونوا قادرين على التعلم منهم الانضباط والالتزام .
  • يقف المعلمون في بداية اليوم الدراسي عند أبواب المدرسة ويستقبلون الأطفال بابتسامة عريضة ليحصلوا على طاقة إيجابية .
  • لا يتوفر جرس إنذار بين الفصول الدراسية، بل يتم تشغيل موسيقى بين الفصول، وفي نهاية اليوم الدراسي يتم إيقافها حتى لا يزعج الصوت الطلاب .
  • تولي اليابان اهتمامًا كبيرًا لحصص الزراعة والرياضة، وتحرص على أن يقوم الطلاب بزرع الزهور والنباتات بأنفسهم داخل المدرسة وتسميتها باسمهم والاحتفاظ بها دائمًا .
  • في اليابان، يحترم المعلمون الطلاب كأشخاص كبار ويُنادى المعلم بـ `الأستاذ` أو `الدكتور` عند التحدث إلى طالب يبلغ من العمر سبع سنوات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى