قلعة القشلة بحائل
تحتوي مدينة حائل على العديد من المعالم السياحية والتاريخية الآثرية. إنها واحدة من المدن المشهورة بتضاريسها الجبلية الشاهقة، وأبرز تلك الجبال هي جبل سلمى وجبل أجا. كما تشتهر حائل بوجود أكبر بئر فيها، بئر سماح، والمعروف بغزارة مياهه. يمكن اعتبار مدينة حائل واحدة من مناطق التاريخ العريقة في المملكة العربية السعودية. كانت أحد المراكز التجارية الرئيسية وتحتل مكانة مهمة في هذا الصدد. لذلك، تحظى مدينة حائل بشعبية كبيرة وتستقطب عددا كبيرا من السياح من جميع أنحاء العالم. ومن أبرز المواقع السياحية فيها قلعة القشلة، التي تعد واحدة من أهم القلاع والحصون، لا فقط في حائل ولكن في المملكة العربية السعودية بأسرها .
قلعة القشلة
هذه القلعة هي من القلاع التاريخية العسكرية فقد كان الغرض من انشائها هو رسم الخطط الاستراتيجية للحروب، وكانت الجيوش تجهز عدتها وعتادها ولكن تحول في فترة من الفترات إلى أحد السجون ثم حول بعد ذلك إلى مزار سياحي وتاريخي مهم يجذب السياح والزائرين إليه سواء من داخل المملكة أو من خارجها، فهي متفردة بطبيعتها وطرازها ومعمارها الرائع الذي أبهر كل من يراها فقد بنيت وجهزت بمستوى عالي جدا جعلتها من القلاع العريقة إلي يومنا هذا .
تاريخ انشاء قلعة القشلة
تم انشاء قلعة القشلة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود وذلك في عام 1941م ، وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى كلمة القيشلة وهي كلمة تركية وقد حرفت إلى القشلة وهو اسم القلعة الآن، ومعناها في اللغة التركية هو الحصن أو القلعة أو المعسكر الشتوي أو المأوى الخاص للجنود للراحة والشفاء .
وصف القلعة
القلعة لها شكل مستطيل ومبنية من الطين، وتغطي مساحة حوالي 19,932 متر مربع، وتمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة 241 مترا ومن الشمال إلى الجنوب لمسافة 141 مترا. تتألف القلعة من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأرضي على 83 غرفة والطابق العلوي على 59 غرفة، وجميع الغرف تطل على ساحة القصر الواسعة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القلعة على مبان أخرى تقدم خدمات مختلفة. تحتوي القلعة أيضا على أربعة أبراج بشكل مربع في زواياها، وتحتوي القلعة أيضا على أبراج دعم تصل ارتفاعها إلى 12 مترا. تحتوي القلعة على مدخلين، الأول في الواجهة الشرقية ويتميز بالزخارف الرائعة وهو المدخل الرئيسي، والآخر في الجهة الجنوبية ويستخدم حاليا كمدخل للدخول .
وقد خصصت عدة غرف لعرض مواد التراث الشعبي والأدوات الشعبية والتراثية، كما خصصت غرف لإقامة المعارض الخاصة بمنطقة حائل، وتخصيص غرف خاصة بعرض بما هو لدى وكالة الآثار والمنطقة والمواطنين من أروع المعروضات التراثية والآثربة، وتم تخصيص جناح خاص لعرض التطوير الحضاري للمنطقة وجناح آخر لعرض أنواع الأسلحة القديمة والتي كانت تستخدم في حائل .
الهدف من انشاء قلعة القشلة
تم بناء قلعة القشلة على طراز المدرسة النجدية، وهو الطراز الذي كان متبعا في فترة العمارة الإسلامية. وقد كانت القلعة عبارة عن ثكنة عسكرية لتدريب وإقامة الجنود، وكان هدفها حفظ الأمن والاستقرار في حائل. وقد اهتم الملك عبد العزيز ببناء القلعة، واستغرف بناؤها حوالي عاما ونصف العام. وبعد أن كانت مقرا للأمن وثكنة عسكرية، تم تحويلها إلى مقر لشرطة حائل، وبعد ذلك تم تسليمها إلى وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف لتحويلها إلى مبنى تاريخي آثري مهم جدا. وقد تحولت القلعة بسرعة إلى مركز ثقافي وحضاري يعرض حضارة المنطقة وتاريخ توحيد المملكة .
من أبرز سمات العمارة التي تميزت بها هذه القلعة هي الزخارف التي تزين جدرانها وأبراجها، والتي صُنعت من الجص وزُينت بعناصر هندسية ونباتية تجريدية، وكانت القلعة مميزة أيضًا بوجود الوحار وهو حفرة منخفضة في الأرض.
فقلعة القشلة من المعالم الآثرية التاريخية التي تستحق الزيارة، للكشف عن كل المعالم التاريخية البارزة التي تدل على حضارة وعبق التاريخ، فقلعة القشلة هي من أكثر المعالم التاريخية بمدينة حائل والتي تجذب عدد كبير من الزوار لمشاهدة هذا التاريخ، خاصة من بعد اهتمام المسئولين بمنطقة حائل بتطوير القلعة من الداخل والخارج بحيث تستضيف المهرجانات والمعارض التراثية وغيرها من الاحتفالات الخاصة بالمنطقة.