قصيدة شتان بين الثري والثريا
قد تترك بعض الجمل علامة لا تنسى ؛ حيث تبقى حية ومستمرة في الذاكرة ، وقد تدخل هذه الجمل في الأعمال الأدبية أو العكس ، ومع ذلك فإن تأثيرها على العقول قوي في كل الحالات ، ومن بين هذه الجمل مقولة “شتان بين الثرى والثريا” ، حيث تشبه الكلمتان بشكل كبير في الشكل ولكنهما تختلفان بشكل كبير في المعنى ، ويوجد فرق لغوي وتفسيري بين الثرى والثريا ، وقد استخدمت الكلمتان في بعض الأعمال الأدبية ، مثل قصيدة “بين شروقها وغروبي” للشاعر محمود المشهداني التي قارنت بين الثرى والثريا.
الفرق بين الثرى والثريا
تعد كلمة الثرى ذات معانٍ متعددة، ففي بعض الأحيان تعني التراب الرطب، وفي أحيان أخرى تستخدم للتعبير عن نفاذ البصيرة سواء في الأمور الطبيعية أو غيرها من الأمور المنخفضة والمرتفعة، وغالبًا ما تستخدم الثرى للإشارة إلى عمق الأرض.
كلمة `الثُّريا` تعني أحد العناقيد النجمية التي تتميز بشدة اللمعان، وتحتوي هذه العنقود على مجموعة من النجوم الزرقاء الساخنة، ويمكن للعين المجردة أن ترى هذا العنقود.
تتمثل المقارنة هنا بين الثرى والثريا لتوضيح مدى الفارق الشاسع بين الكلمتين في عبارة `شتان بين الثرى والثريا`، حيث يتم مقارنة الثرى الذي يعني التراب أو باطن الأرض، والثريا الذي هو الشيء الثمين المضيء والمضيء والذي يرتفع في السماء، وتعبر الدونية عن التحقير والاستصغار.
كلمتي الثرى والثريا في الشعر
استخدم العديد من الشعراء كلمات الثرى والثريا لإظهار العلاقة العكسية في بعض قصائدهم، ومن بين هؤلاء الشعراء الشاعر أبو العلاء المعري في قوله:
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا
وَالحُسنُ قَد أَضحى الثَرى مِن حُجبِها
وَلِعُجبِها ما قَرَّبَت مِرآتَها
نَزَّهتُ خِلّي عَن مَقالي عُج بِها
والشاعر العراقي محمود المشهداني في قصيدته “بين شروقها وغروبي” :
قصيدة بين شروقها وغروبي
هي في الثريا وأنا فوق الثرى
كيف الوصال وبيننا طال السُرى
مدّي يديكِ إلى غصون محبتي
وتمسكي بالضوء في مقل الورى
بان الصباح ولم تزل في غفوةٍ
والشمس تشرق بين أهداب الكرى
وأنا أعاني من غياب حبيبةٍ
قد شاطرتني الحب من أم القرى
أحبيبتي.. ما قد عرفت من الهوى
إلا بشائر تدّعي ما لا يُرى
قلبي الموسوس يحتويك يقينُهُ
فتوتّقت فيه المودة بالعُرى
كفُ الحقيقة بالشروق مخضّب
وغروب وجدي بالجفاء تعصفرا
لا تشتري قلبًا يعاشر نزوةً
إياك من قلبٍ يُباع ويُشرى