قصيدة الاستغاثة للشاعر محسن الهزاني
محسن الهزاني من أي قبيلة
محسن عثمان الهزاني كان شاعرا متألقا بامتياز وموهبة في زمانه، ولولا ذلك لما وصلت قصائده إلينا كأنها لم تمر بمدة طويلة، وكان من أمراء منطقة الحريق في السعودية في تلك الحقبة، وقيل إنه تولى أيضا إمارة هذه المنطقة، لكنه سرعان ما تركها وكرس نفسه لشعره وحبه.
إن محسن الهزاني كان أول من أدخل أوزاناً تسمى السامري بقوافتين مختلفتين في الشعر النبطي كما قدم ما يعرف بالمروبع حيث يكثر استخدامه في كثير من قصائده وبسببه انتشرت هذه الأوزان حتى تغلبت على النهج القديم هذا من حيث الشكل وبالنسبة للمحتوى فقد عرف العديد من الاستخدامات اللفظية الشعرية اللطيفة التي لم تكن معروفة من قبل.
عندما تقرأ قصائد هذا الشاعر العظيم، ستجد الكثير من المفردات التي تدل على معرفته وتمكنه من ثقافة عصره، وهذا واضح في قوله في المديح: “مظفي الحسنى وبداع الجميل فرز شطرنج الوغي بحر القناة.
أو قوله في الغزل: يشير هذا البيت إلى جمال حورية العين في الجنة، ويصف خديها البيضاويين وكوفيتها الزينة، ويذكر أيضاً استخدام قطع اللؤلؤ لإبراز جمالها.
اشتهر الشاعر الهزاني بقصائده الغزلية التي تشكلت معظم مضمون شعره، والتي أطلق عليها الأستاذ محمد سعيد كمال في كتابه “الأزهر الندي في شعر البادية” اسم “عميد شعراء غزال”، خاصةً أنه كان معروفًا بإتقانه للحب، كما في قوله “لا حزن يعقوبٍ ولا صبر أيوب، حزني ولا صبري على تلع الأرقاب.
قصيدة الهزاني في طلب الغيث
يقول الهزاني:
دع لذيذ الكرى وانتبه، ثم صل، واستقم في الدُّجى وابتهل، ثم قل
يا عظيم الجلال، يا مُجيب الدُّعا، يا لطيفًا بنا دائمًا لم يزل
واحد مجد قابض ومبسوط… حاكم عادل كل ما شاء فعل
ظاهر باطن خافض رافع، سامع عالم ما بحكمه ميل
بعد لطفك بنا، ربنا افعل بنا ما يُرضيك، فأنت لنا يا إلهي كل شيء
يا مجيب الدعاء، يا من يتم الأمل به، أسألك بالذي نزل يا إلهي
أسأل الله بحق المصطفى صاحب القوة الشديدة الذي دك الجبل، أن يعينني
الغنى والرضا والهدى والتقى، والعفو العفو ثم حسن العمل
بعد الثناء على الله سبحانه وتعالى وصفاته وأسمائه الجليلة، يبدأ الشاعر بطلب الغيث والدعاء للمطر وفقا لتصوراته
أسألك يا غادياً مادياً في كل مرة تلمحني فيها الرعد، أن تحل علينا الوجل
كلما ضحك السماء بشدة أو بكاء، كان واديًا صادقًا ضاحكًا أو باكيًا
المحث المرث المحن المرن … كلها كلمات هامة وسامية ومترابطة
يحط الحصى بالوطى من علا … يمنحونا الرفاهية والثراء ونحن في الشلل
أرجوك بعد ذلك الزمان العصيب… كن طق مثنى سحابه طبلًا
امتزج بالثياب البديعة وتجمل… في أعلى السدود بقدر الحلل
سد ناشياً غاشياً فوق السهـاة… كن مثل مقدم السحابة الذي يجرجر عجلًا
مدهش، رائع، مشرق، منعش… كن كالبرق اللامع، سيوف هند تسل
– دائرٌ حايرٌ عارضٌ رايحٌ…كلما شاهدنا برقه تخاطف الذهول
إدهام مظلم موحش مرتعب… جور الماء يغمر الوعر والسهل
كلما اندفق واندلق وانتشق واستهل وانتهل، انهمل الهلل
عندما ينضج ويروي ويشبع … ويصبح مستقلاً وينتقل، يفقد مكانه السابق
هنا يتخيل الشاعر كيف يتغير حال الأرض بعد هطول المطر الذي يتمناه ويطلبه
والفياض أصبحت أغنى والرياض أخضرت… والركايا أزهرت والمقل أصبح أكثر فخامة
وكانت الحزم تزن أربعة والجوازي سعتها كبيرة، وكانت الطيور تحلق فوق زهور النفل
صف اختلاف الزهر في الرياض …. يختلف فرشن زوالي تفل
ويدعي لأشجار النخيل أيضاً
بعد ذلك عليها خسارة وهوان، قال: ربوا شهر سقى رؤوس النخل
راسيات المثانة طوال النهار …. مستطيل المقاديم الجريد المظل
حيث تصل الذخائر إلى ما تبقى، فعلى مدار الدهر يستمر الهدير الجمل
ويمدح أهله .. أهل الحريق
رجال وادي الحريق يغتنون به، إذ هم أشراف كرام ومحترمون
هم جزال العطايا غزار الجفان… هم باب لضيف بليل هشل
ويقوم بطلب المغفرة لنفسه قبل انتهاء القصيدة عن طريق الصلاة على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم
يا مُجيب الدعاءِ، يا مُتم الرجاءِ، أستجب دعوتي إذا ما ناديتُ بك
امح مدينتي واعف عن زلتي… فإنني يا إلهي مكان الخطأ
الفن الذي يجعلك تبكي يمد الأمل فيك، ولا يخيب من يمد الأمل فيك
وأنت الذي تهدي ألين قال ….. دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
ثم ختمت صلاتي على المصطفى … حتى غابت السحابة الصادقة والحل
قصة الاستغاثة لمحسن الهزاني
رغم مرور أكثر من 200 عام، إلا أن قصيدة الاستغاثة للشاعر محسن الهزاني لا تزال لها تأثير خاص على سكان محافظة الحريق في الرياض ومناطق أخرى، حيث يتكرر نشرها في كل مكان وزمان؛ مما يدل على جمال وروعة هذه القصائد القديمة، بسبب معاني الكلمات، والأسلوب اللطيف، والوصف الدقيق، والصدق والواقعية التي عرف بها القدماء في معالجة قضايا الناس وآلامهم وهمومهم.
يعد الشاعر محسن بن عثمان الهزاني – رحمه الله – من أعظم شعراء محافظة الحريق، حيث قدم إسهامات مشرقة في الشعر النبطي. وقد برع في الشعر الغزلي، وله حكايات كثيرة. ولكن كان له قصيدة في طلب الإغاثة والري من رب العالمين.
شهدت شبه الجزيرة العربية سنوات طويلة من الجفاف لمدة حوالي مائتي عام أو أكثر، حيث توقف المطر والقطر لسنوات، وجفت الأرض ونفقت النباتات والحيوانات، وعانى الناس من ضيق شديد في الحياة لم يسبق له مثيل. تأثرت بلدة الحريق بما حدث في جزيرة العرب بأكملها في ذلك الوقت، حيث طالب الناس الماء والمطر من الله تعالى، وعندما طلب أهل بلدة الحريق الماء، لم يكن الشاعر محسن الهزاني متواجدا، وعندما علم بالجفاف، حزن على غيابه وضياع هذه الأمور.
قبل أن يؤدي صلاة الجنازة، جول الهزاني في البلدة وجمع الأطفال، وإذا رأيتمهم فقد رحمتهم بسبب هزالهم وصغر حجمهم. ثم طاف الهزاني وأخرج كبار السن من المنطقة المنكوبة وصلى من أجل رحمتهم ومغفرانهم، كما قدم قصيدته الرائعة “قصيدة الاستغاثة.
في القرن الثاني عشر الهجري كان من المعتاد أن يستخدمه الشعراء العامية الممزوجة بالفصح وذلك لأن اللغة العربية الفصحى كانت لا تزال مفردات متكررة على لسان عامة الناس وأضاف إلى ذلك أن الهزاني كان من الذين درسوا القرآن وحفظوا جزء منه وكان مثقف نسبياً مقارنة بأقرانه من الشعراء البدو ويقول بعض الرواه بعد إلقاء محسن الهزاني قصيدته إما في اليوم نفسه أو بعده بيوم أن الله سبحانه وتعالى أرسل أمطاراً وسيولاً شديدة على منطقة الحريق.
قصائد محسن الهزاني
- قصيده أبا الله.
- قصيده أعفر متركا.
- قصيده أنا دخيل الله.
- قصيده استغاثة.
- قصيده باب امورد الخدين.
- قصيده باح العزا منى وضليت بالضيق.
- قصيده بينى وبين اصويحبى.
- قصيده خمسة عشر باب.
- قصيده ذكرّني وانا كنت تايب.
- قصيده رثاء.
- قصيده سجل وابر لي راس اليراع.
- قصيده سرح القلب.
- قصيده ضحى العيد.
- قصيده طفل ضحى.
- قصيده طيف بعينى طاف والناس غرقا.
- قصيده غصون القلب.
- قصيده ليلة يجينا السيل.
- قصيده مرحبا ما غرق براق بماه.
- قصيده مريت باخشيفات.