قصيدة أم معبد في مدح الرسول مكتوبة
من هي ام معبد
عاتكة بنت خويلد بن خالد هي أم معبد الخزاعية. كانت امرأة كبيرة في السن، تسقي وتطعم كل من يمر بها. وعندما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهاجرا من مكة إلى المدينة، ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وعبد الله بن الأريقط، مروا على خيمتها ليشتروا منها اللحم والتمر، ولكنهم لم يجدوا شيئا لديها. فسألها النبي -عليه الصلاة والسلام- عن شاة في الخيمة، فأخبرته بأنها شاة مجهدة لا تستطيع الخروج للرعي، وعندها سمى النبي -عليه الصلاة والسلام- ودعا للشاة، ومسح بيده على ضرعها فدرت الحليب. ثم طلب وعاء فحلب الشاة وسقى أم معبد حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى ارتووا، ثم شرب هو -عليه الصلاة والسلام-، ثم حلب الشاة مرة أخرى حتى ملأ الوعاء، وغادر هو وأصحابه. وعندما عاد زوجها ومعه الأعناز العجاف، ورأى اللبن تعجب وسألها عن ذلك، فأخبرته بما حدث، وأن الرجل الذي مر عليهم كان مباركا، فطلب منها أن تصف له الرجل الذي مر بهم، فوصفته وكأنه ماثل أمامها، فعلم بأنه النبي الذي خرج من مكة
إسلام ام معبد
أبهرت أم معبد بالبركات التي شاهدتها من النبي – عليه الصلاة والسلام – فعادت هي وزوجها وأسلما وبايعا النبي – صلى الله عليه وسلم
في أحد الأيام، أرسلت شاة هدية إلى النبي عليه الصلاة والسلام، إذ كانت تحرص بشدة على إرضاء الحبيب صلى الله عليه وسلم. ولكنه رفض قبولها، فشعرت بثقل رفضها للهدية، فقالوا لها: `إنما رأى بها لبنا، فأرسلت إليه جذعة.` فقبلها النبي وعاشت بعد ذلك أم معبد في ظل رحاب الإيمان، تعبد الله وتطيع أوامره. امتلأ قلبها بالرضا والإيمان، وعاشت في سعادة الدنيا التي تورث سعادة الآخرة.
وكانت أم معبد سعيدة بأخبار نجاح المؤمنين وتدعو الله أن يثبت خطاهم وتحزن إذا سمعت غير ذلك، ولكن جاء اليوم الذي أحزنها فيه وفاة الحبيب عليه الصلاة والسلام، وكادت هذه الأخبار أن تقطع قلبها، وجلست تتذكر زيارة النبي عليه والصلاة لخيمتها، لكنها صبرت على خبر وفاة النبي عليه الصلاة والسلام حتى توفيت وقد بذلت كل ما تستطيع من أجل دعم دين الإسلام وخدمة الله عز وجل ورسوله.
قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ام معبد
يحكى أن رسول الله وأبو بكر رضي الله عنه ومولاهما ودليلهما، خرجوا من مكة ومروا بخيمة امرأة عجوز تسمى “أم معبد” وكانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فطلبوا منها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها، ولكن لم يجدوا عندها شيئًا.
ونظر رسول الله إليها فقال: ما هذا الخروف يا أم معبد؟ نظر رسول الله إلى الخروف وقال: هل فيه لبن؟ قالت: والله، إن رأيت فيه حليبا فاحلبه، فدعا النبي الله، ومسح بيده ضرعه، وسمى الله جل ثناؤه، ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الخروف رجليه، وجرت، فدعا بوعاء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى شبعوا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الوعاء مرة ثانية حتى ملأ الوعاء، ثم تركه عندها وانفصلوا عنها، وبعد فترة جاء زوج المرأة (أبو معبد) يسوق ناقة تترنح من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والخروف ليس له صغير ولا يحلب في البيت؟ فقالت: لا، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فوصفته بالوصف المعروف المشهور وكأنه أمامها.
قصيدة أم معبد في مدح الرسول
قال أبو معبد بعد وصف أم معبد الرسول له: إنه الله صاحب قريش الذي ذكر لنا ما ذكر منأمره، ولقد رغبت في التعرف عليه وتكوين صداقة معه إذا تيسرت لي الفرصة، وكان صوته يرتفع في مكة ويسمعونه الناس ولكنهم لا يعرفون من هو صاحب الصوت الرفيع الذي يتحدث
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاهما بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
في لقصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى وسودد
ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد
وليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم أن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فحلبت عليهن صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادره وهنا لديها لحالب يرددها في مصدر بعد مورد
وعندما سمع حساب بن ثابت بذلك قال:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمايتهم هاد به كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
ويقول الآثاري
وأم معبد درت شاتها لبنا إذ مسها وهي ذات السلخ في الغنم
وأم معبد حملت شاتها لبنا، عندما لمستها أصبحت من أطيب الحليب
وصف النبي عليه الصلاة والسلام بعيون ام معبد
يقول أبو معبد: صفية لي يا أم معبد، قالت: شاهدت رجلا يتميز بالظهور الساطع ووجهه المشرق، جميل الخلقة ولا تعبه البدانة، ليس سمينا ولا هزيلا، جميل ومشرق في عينيه السوداء ورموشه الطويلة وصوته الجميل ورقبته الطويلة ولحيته الكثيفة وحواجبه الطويلة والمنحنية والمتصلة. إذا صمت كان متحفظا وإذا تكلم اشتد به البهاء، هو أجمل الناس وأكثرهم بهاء عن بعد، وأجملهم وأحسنهم عن قرب. لديه كلام حسن وبلاغة، ليس فيه زيادة ولا تفريط، كأن كلامه مرصع بخرزات متناسقة، ينبعث منها الحكمة، ليس طويلا بشكل مبالغ فيه ولا قصيرا بشكل مزعج، لا يملك مظهرا يتعب النظر ولا يعكر صفوه طوله، ولا تبدو عليه علامات القصر. يشبه فرعا بين فرعين، فهو الأجمل من بين الثلاثة من حيث المظهر والأفضل منهم من حيث القيمة. يحظى برفقاء يحترمونه، فإذا قال شيئا يستمعون له، وإذا أمر بأمر يسارعون إلى تنفيذه، محبوب ومحاط بمجموعة من أصدقائه يطيعونه، ليس مكئبا ولا متجهما في وجهه وكلامه خال من التكلفة