قصيدة « جنس الحيوانات » التي أهانت « أردوغان » أمام البرلمان الألماني
تمت قراءة قصيدة ساخرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بواسطة نائب من الحزب المحافظ في البرلمان الألماني، ويواجه صاحب القصيدة احتمالية محاكمته بتهمة إهانة مسؤول أجنبي، وقد تلت القصيدة “دتليف سيف” التي تصف معاشرة أردوغان للحيوانات، وأكد النائب أن بعض الأشخاص يستخدمون هذه القصيدة للتشهير والإساءة، وأنه ينبغي على القضاء التحقق مما إذا كانت هذه العبارات تدخل في إطار الحرية الفكرية والتعبير الإعلامي.
دعوة للقضاء الألماني
وقال النائب أمام باقي النواب الذي ظهر على وجهه الاستغراب من تعامل القضاء الألماني ببرودة مع القضية، إنه يجب على كل شخص أن يضع نفسه في موقف هذا الرجل الذي تعرض لهذه الاتهامات ودعاهم لتخيل كيف سيتقبلون الأمر وسط استغراب الجميع في قاعة مبنى `الرايخستاج`. من ناحية أخرى، بثت مداخلة سيف على التلفزيون الألماني ولا تزال متاحة على موقع مجلس النواب.
رد صاحب القصيدة
أما صاحب القصيدة، الفنان الكوميدي يان بومرمان، فقد قام بالتعليق على القصيدة في البرلمان من خلال حسابه على تويتر، حيث طالب بمتابعة النائب سيف أمام القضاء بسبب تلاوته القصيدة في البرلمان. كما طالب برفع الحصانة البرلمانية عنه بصفته نائبا في الحزب المحافظ، وذلك بتهمة انتهاك المادة 103 من قانون الجنايات بسبب قراءته القصيدة في البرلمان. يجدر الإشارة إلى أن بومرمان ألقى القصيدة في نهاية شهر مارس على إحدى القنوات التلفزيونية، حيث سخر من قرار أنقرة استدعاء السفير الألماني بسبب احتجاجها على أغنية ساخرة تنتقد النزعة التسلطية للرئيس التركي، على حد تعبيره.
الحدود الفعلية لحرية التعبير
و اعترف الفكاهي بنفسه أن قصيدته مخالفة للقانون الجنائي الألماني عكس الأغنية التي وترت العلاقات بين ألمانيا و أنقرة في الحادثة الدبلوماسية، مؤكدا أن هذه القصيدة تظهر الحدود الفعلية للتهكم في ألمانيا. و في بداية شهر أبريل قامت قناة “زد دي اف” بإلغاء الفيديو من موقعها بينما نددت ميركل على لسان الناطق الرسمي باسمها “ستيفن سيبرت” بالنص واصفة الأمر بالمهين.
أزمة برلمانية ألمانية
و الجدير بالذكر أن رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر كانوا قد تداولوا القصيدة الألمانية التي تلاها الشاعر و الإعلامي “يان بومرمان” و التي سخر فيها من رجب طيب أردوغان معتبرا إياه ديكتاتورا كما أطلق عليه لقب “أدولف” بعد أن اعترضت الدولة التركية بشكل رسمي على الأغنية الناقدة لأردوغان. و سببت هذه القصيدة أزمة بين أعضاء البرلمان الألماني، كما سبب الإحراج للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع المسؤولين الأتراك حيث قالت على لسان مندوبها أنها تعارض السخرية من رئيس دولة خاصة و أنها دولة مرشحة بقوة للدخول في الإتحاد الأوروبي.
و كانت قد سمحت ميركل بمقاضاة “برومرمان” بعد تصريح نائب رئيس الوزراء التركي في نهاية شهر أبريل الذي طلب فيه بمعاقبة الرجل الوقح على إهانته لرئيس البلد في إطار القانون الألماني معتبرا إياه مرتكبا لجريمة ضد الإنسانية. و قالت بعض الجمعيات الحقوقية أن عقوبة السجن المشدد هي التي ستكون عقوبة الشاعر الألماني، في حين قال بعض رجال القانون الألماني أن القضاء غالبا سيكتفي بغرامة مالية.
عبارات مهينة في القصيدة
قامت العديد من المواقع الإخبارية بنشر نص قصيدة `بومرمان` لأردوغان كما كتبت باللغة الألمانية، ولكن بسبب العبارات الجارحة للحياء التي تحتويها القصيدة، سنكتفي بنشر بعض العبارات المسيئة التي استهدفت الرئيس التركي في القصيدة: العازف عن النساء، المتخلف عقليا، الجبان، الذي يمزق المسيحيين، الرخيص، المنحرف، الشاذ، وعبارات أخرى لا تليق بمستوى القصائد أو تليق بمستوى صحفي ألماني.