قصور الدرق ( الغدة الدرقية ) اثناء الحمل
كما نذكر دائما أن أمراض الحمل لا تنتهي وكل امرأة تعيش تجربة حمل فريدة مختلفة تماما عن أي سيدة أخرى. فهناك من يصاب بأعراض تصاب بعكسها تماما سيدة أخرى. من الممكن أن تجد مشكلة ما تعاني منها سيدة خلال فترة الحمل وتتسبب لها في حالة من الارق والتوتر، غير الآلام المبرحة التي تلحق بها بسبب تلك المشكلة. وفي نفس الوقت تجد سيدة أخرى تعاني من عكس هذه المشكلة تماما. فمثلا هناك سيدات لديهن مشكلة جفاف المهبل ويعانين منها وتجعلهن غير قادرات على ممارسة العلاقة الحميمة مع أزواجهن خلال فترة الحمل وينفرن منها بسبب هذا الجفاف. وعلى العكس تماما هناك سيدة تعاني من زيادة رغبتها الجنسية وترغب خلال فترة الحمل في ممارسة الجماع مع زوجها بشكل دائم، وذلك لأن الحمل يسبب لها خللا في الهرمونات نتج عنه زيادة إفرازات المهبل ومن ثم تشعر بشكل دائم بنشوة وشهوة تجاه العلاقة الحميمة. أما عن مقالة اليوم، فسوف نتناول شيئا يسمى “بقصور الدرق”، وتتعرض للإصابة به بعض السيدات الحوامل خلال فترة حملهن. ولكن ما هي أعراضه وطرق علاجه وأسباب الإصابة به؟ تابع السطور القادمة
أولا: مفهوم الغدة الدرقية
الغدة الدرقية أو الدرق هي غدة صماء توجد في عنق الإنسان في مقدمته. وظيفتها تتمثل في التحكم في عملية الأيض وتلعب دورا أساسيا في الحمل والإنجاب، حيث تؤثر بشكل مباشر على الحمل لدى النساء. يمكن أن تتسبب في حدوث إجهاض للمرأة في حالة وجود أي خلل خلال فترة الحمل. كما أنها تتأثر بشكل ملحوظ بالحمل، حيث يزداد حجمها فور حدوث الحمل. تحدث تغيرات في هرمونات الدرق خلال فترة الحمل، حيث تظل بعض الهرمونات كما هي، ولكن هناك هرمونات أخرى تتغير خلال هذه الفترة. يؤدي كل ذلك إلى زيادة نسبة البروتين المرتبط بالهرمونات الدرقية. من بين التغيرات التي تحدث في جسم المرأة في الغدة الدرقية، يظهر وجود أجسام مضادة، وعند ظهورها، يكون حمل المرأة في خطر حقيقي، حيث يمكن أن يحدث فشل في الحمل أو إجهاض، أو يمكن أن يكون مؤشرا على إصابة المرأة بالتهاب حاد في الغدة الدرقية بعد الولادة مباشرة. لذا غالبية الأطباء يقومون بإجراء فحص للغدة الدرقية لدى الحامل، وخاصة إذا كانت تعاني من حالة تقيؤ وغثيان شديدين .
ثانيا: ما هي نسبة وأسباب اصابة الحامل بخمول وقصور في الغدة الدرقية؟
تعتبر الغدة الدرقية بين الحوامل نادرة الحدوث ولكن نسبة حدوثها تبلغ حوالي 2.5%. يعود ظهور هذا المرض لعدة أسباب مثل: إصابة المرأة الحامل بالتهاب في الغدة الدرقية المناعي الذاتي، تعرض المرأة للعلاج الإشعاعي أو الجراحة مما يؤدي إلى خمول الغدة، نقص نسبة اليود في جسم المرأة، تناول المرأة كميات من أدوية الليثيوم أو الأميودارون، إصابة المرأة بمرض ارتشاحي أو بالغدة النخامية. جميع هذه الأسباب تزيد من احتمالية إصابة المرأة بقصور في الغدة الدرقية .
ثالثا: تشمل أهم الأعراض التي تشير إلى إصابة المرأة بقصور في الغدة الدرقية
تشعر معظم السيدات اللواتي تعرضوا الى الاصابة بالغدة الدرقية بهذه الاعراض ” جفاف شديد وحاد في الجلد مع تحول الجلد الى اللون الاصفر خاصة الجلد الذي يغطي المنطقة المحيطة بالعينين ، شعور الحامل بتعب شديد وارهاق وتلاحظ تساقط شعرها بشكل كبير، تشعر المرأة ببحة غريبة وغير معتادة في صوتها ، اضطرابات في النوم وحالة من الارق وامساك شديد ، تشعر المرأة بتضخم الغدة في منطقة العنق ” .. بجانب اعراض اخرى .
رابعا: طرق علاج قصور الدرق خلال فترة الحمل دون التسبب في ضرر للجنين
أثناء فترة الحمل يختلف العلاج تماما، حيث يكون الطبيب أكثر حرصا على حياة الجنين وعدم تعريضه لأي ضرر، ومن أساليب العلاج الأكثر شيوعا هي … يحاول الطبيب ضبط مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية لعلاج قصور الغدة الدرقية لدى الحامل، ويتم ذلك عن طريق إعطاء جرعات من الثيروكسين وفقا لحالة المرأة وفي الوقت نفسه دون أن تسبب أي ضرر لها أو للجنين، ثم يقلل الطبيب تدريجيا من هذه الجرعات ويستمر العلاج بعد الولادة في معظم الحالات.
خامسا : ما هي درجة خطورة إصابة الحامل بقصور الغدة الدرقية؟
لا يوجد أي خطر من إصابة المرأة بمشكلة الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل إلا في حالة واحدة فقط، وهي عندما يتم متابعة حالة المريضة والسيطرة على المرض ومتابعة ذلك مع طبيب متخصص واتباع جرعات العلاج بانتظام. ولكن إذا لم تولي المرأة اهتماما لهذه المسألة أو تجاهلت أعراضها ولم تكشف عنها في وقت مبكر، فسيكون هناك خطر حقيقي على الحمل، حيث يكون بمقدار كبير عرضة لإنجاب طفل مصاب بتشوهات.