ادب

قصص قصيرة وحكايات للأطفال

ينتظر الأطفال دائما حكايات جديدة وعندما يعرفون أن هناك قصة سوف تقرأ لهم أو حكاية سوف تحكى لهم  يدركون تماما إنها أسعد أوقات حياتهم ، كلنا ونحن في الصغر والى وقتنا هذا عندما نسمع أو نقرأ قصة قصيرة  نصغي لما سوف نسمع أو يشتد النظر نحو ما سوف نراه ، الحقيقة أنها لحظات رائعة للطفل وللكبار أيضا وهي وقت قراءة القصص وخاصة القصيرة  ، بل وهناك انطباع خاص للأطفال لا جدال في ذلك وقت الحكاية والقصة  ، دعونا نرى جزء من قصص ألف ليلة وليلة حتى نساعد الأمهات في قصها على أطفالنا الأعزاء

الصياد والسمكة الذهبية
خرج صياد مبكرا كالعادة، بعد أن ودع زوجته الحبيبة، متجها إلى شاطئ البحر للصيد، وداعيا الله أن يرزقه بوفرة. رمى شبكته مرارا ولم يصطاد أي سمكة. اقتربت نهاية النهار والشمس بدأت تغيب خلف الأفق، حتى ظهرت أمامه سمكة صغيرة ذهبية اللون، عالقة في شبكته. نظر إليها وسألها: `ماذا أفعل بك، يا سمكتي الذهبية؟` فوجبت عليه السمكة قائلة: `أطلقني حرة، وسوف تحظى بالشكر والخير الوفير.` ضحك الصياد وأجاب: `وما الذي يمكن أن تقدميه لي، يا سمكة الصغيرة؟` أجابت السمكة بكبرياء: `أنا ابنة ملك البحار…` بدا التعجب واضحا على وجه الصياد، وقال بدهشة: `حللت أهلا ووطئت سهلا

قالت السمكة … لك أن تختار بين حورية بحرية فائقة الجمال أو خاتم سحري يجعل نساء العالم لا تقوى على إغرائك …. أو شوال مملوء بالسمك قال الصياد الفقير (عزيزتي السمكة الذهبية أنا ممتن لك على هذا العرض الكريم. أما الحورية فلا حاجة لي بها لأنني مرتبط بزوجتي الحبيبة التي شاركتني الحياة بسعادتها وشدتها. وأما إغراء النساء فسيغضب الله الذي أخشاه كثيرا. أعتقد أنني سأختار شوالا من السمك .. رزقا جميلا .. سأعود به إلى زوجتي وأولادي.” قالت السمكة الذهبية .. “إنك فعلا رجل طيب …. إنك رجل نادر في زماننا … يكتفي بامرأة واحدة يحبها ويخلص لها ..” رجع الرجل إلى بيته حيث استقبلته زوجاته بابتساماتها الساحرة وأحضانها الدافئة … فتح الشوال فوجده ممتلئا بكنوز البحر من لآلئ ومرجان … نظر إلى زوجته الحبيبة وقال لها .. “كم أنا سعيد بك يا قدم السعادة ..

غاندي و فردة الحذاء
يُحكى أنّ غاندي كان يجري بسرعة ليلحق بالقطار، وقد بدأ القطار بالسّير، ولدى صعوده على متن القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثّانية، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكّة القطار، فتعجّب أصدقاؤه وسألوه: ما حملك على ما فعلت؟ ولماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين، فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردةً واحدةً فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضاً

الحسود والبخيل
وقف حسود وبخيل بين يدي أحد الملوك، فقال لهما: تمنيا مني ما تريدان، فسأعطي الثاني ضعف ما يطلبه الأول. فبدأ كل منهما يقول للآخر أن يتمنى أولا، فتشاجرا طويلا، وكان كل منهما يخشى أن يتمنى الآخر أولا حتى لا يصيبه ضعف ما يصيب الآخر. فقال الملك: إن لم تنفذا ما أمرتكما به، فسأقطع رأسيكما. فقال الحسود: يا مولاي، اقلع إحدى عيني

قسمة أعرابي
قدم أعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر، وكان لديه الكثير من الدجاج، ولديه امرأة وابنان وابنتان، فقال الأعرابي لزوجته: “هاتي لنا دجاجة، وقدميها لنتغذى بها”، وعندما جاءت وجبة الغداء، جلسنا جميعا، أنا وزوجتي وابناي وابنتاي والأعرابي، ثم قدمنا له الدجاجة وقلنا له: “شاركنا فيها”، نريد أن نمزح معه. فقال: “أنا لا أتقن التقسيم، إذا كنتم راضين عن تقسيمي، فليكن”، قلنا: “نحن راضون عن تقسيمك”، ثم أخذ الدجاجة وقطع رأسها وقال: “الرأس للرئيس”، ثم قطع الجناحين وقال: “والجناحان للابنين”، ثم قطع الساقين وقال: “الساقان للابنتين”، ثم قطع الزمكي وقال: “العجز للعجوز”، ثم قال: “الزور للزائر”، وأخذ الدجاجة بكاملها! وعندما جاء اليوم التالي، قلت لزوجتي: “هاتي لنا خمس دجاجات”، وعندما جاءت وجبة الغداء، قلنا: “شارك بيننا”، فقال: “أعتقد أنكم غضبتم من تقسيمي الأمس”، قلنا: “لا، لم نغضب، فقسم بيننا”، فقال: “هل تفضلون الشفعية أم الوتر؟.”، قلنا: “الوتر”، فقال: “نعم، أنت وزوجتك وثلاث دجاجات”، ورمى دجاجة. ثم قال: “وأبناؤك ودجاجة ثلاثة”، ورمى الثانية. ثم قال: “وبناتك ودجاجة ثلاثة”، ورمى الثالثة. ثم قال: “وأنا ودجاجتان ثلاثة”، وأخذ الدجاجتين. ثم رأيناه ونحن ننظر إلى دجاجتيه، فقال: “ماذا تنظرون، هل تكرهون تقسيمي؟ الوتر لا يأتي إلا بهذه الطريقة”، قلنا: “أقسمها شفعية”، فأخذ الخمس دجاجات إليه، ثم قال: “أنت وأبناؤك ودجاجة أربعة”، ورمى دجاجة لنا. ثم قال: “والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة”، ورمى دجاجة لهم. ثم قال: “وأنا وثلاث دجاجات أربعة”،”قال: “الحمد لله، أنت فهمتها لي

حكاية النسر
يُحكى أنّ نسراً كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشّه على قمة إحدى الأشجار، وكان عشّ النّسر يحتوي على أربع بيضات، ثمّ حدث أن هزّ زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عشّ النّسر، وتدحرجت إلى أن استقرّت في قنّ للدجاج، وظنّت الدّجاجات بأنّ عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النّسر هذه، وتطوّعت دجاجة كبيرة في السّن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل. لكنّ هذا النّسر بدأ يتربّى على أنّه دجاجة، وأصبح يعرف أنّه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيّام وفيما كان يلعب في ساحة قنّ الدّجاج، شاهد مجموعةً من النّسور تحلق عالياً في السّماء، فتمنّى هذا النّسر لو كان يستطيع التّحليق عالياً مثل هؤلاء النّسور، لكنّه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدّجاج، قائلين له:” ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التّحليق عالياً مثل النّسور “، وبعدها توقّف النّسر عن حلمه بالتّحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً مثل الدّجاج

سر السعادة
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه ليتعلم سر السعادة عند أحكم رجل في العالم، فذهب الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل، وفيه يقيم الحكيم الذي يسعى إليه، وعندما وصل وجد في قصر الحكيم حشدا كبيرا من الناس، فانتظر الشاب ساعتين حتى يحين دوره. استمع الحكيم بانتباه إلى الشاب، ثم قال له: الوقت ليس مناسبا الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر، ويعود لمقابلته بعد ساعتين، وأضاف الحكيم وهو يمد للفتى ملعقة صغيرة تحتوي على نقطتين من الزيت: احمل هذه الملعقة في يدك طوال جولتك، واحرص على عدم سكب الزيت منها! أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط وعيناه مثبتتين على الملعقة، ثم عاد لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ والحديقة الجميلة؟ وهل أثارت انتباهك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فكان همه الأول أن لا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة، فقال الحكيم: ارجع واطلع على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف المكان الذي يسكن فيه. عاد الفتى ليتجول في القصر وهو يلاحظ الروائع الفنية المعلقة على الجدران، ورآى الحديقة والزهور الجميلة، وعندما عاد إلى الحكيم أخبره بالتفصيل عما رآى، فسأله الحكيم: ولكن أين نقطتا الزيت التي أوكلت إليك؟ نظر الفتى إلى الملعقة ولاحظ أنها قد سكبت، فقال له الحكيم: هذه هي النصيحة التي أستطيع أن أقدمها لك! سر السعادة هو أن تشاهد جمال الحياة وتستمتع به، وذلك دون أن تسكب قطرتي الزيت أبدا. فهم الفتى المغزى من القصة، فالسعادة تكمن في التوازن بين الأشياء، وقطرتا الزيت تعبر عن الاحتياجات الأساسية والصحة، فهما المكونات الحاسمة لمواجهة البؤس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى