قصص قصيرة عن ” نعمة الماء “
وهب الرحمن لنا نعمة الماء الثمينة التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا، فقد قال في كتابه العزيز: `وجعلنا من الماء كل شيء حي`. وبالتالي، لا يمكن تجاهل أهمية الماء في التكوين الجسماني والبيولوجي للإنسان والحيوان والنبات. لذلك، أصبح الماء سر الحياة الذي لا يمكن التخلي عنه. ومع ذلك، يسوء بعضنا استخدام هذه النعمة الثمينة ويسرف في استهلاكه.
القصة الأولى فريدة والقطرة السعيدة:
فريدة طفلة في سن السابعة من عمرها كانت تتمتع بالنشاط والحيوية وحب اللعب، كما أنها كانت متفوقة في الدراسة جدًا، دائماً ما تحصل على ترتيب متقدم بين زميلاتها، وفي احد الأيام وبينما كانت تتلقى دروسها في الفصل، كان موضوع الدرس عن ترشيد استهلاك المياه، وبينما كان المدرس يشرح أهمية المياه وأهمية المحافظة عليها، رفعت فريدة يدها فتوقف المدرس عن الشرح فقال لها تفضلي يا فريدة، قالت : في رأيي أن الماء لا يمكن أن يقل أو ينضب لأن الله حبانا بالأنهار والأمطار فكيف تنضب المياه؟، أجابها المعلم بأنها مخطئة وأن المياه على كوكب الأرض في حالة تناقص، وأنه توجد أنهار في العالم القديم جفت بالفعل، خرجت فريدة بعد المدرسة تتناقش مع زملائها في الدرس وأخبرتهم أنها لازالت غير مقتنعة بأن المياه قد تختفي من على سطح الأرض مع كثرة الإسراف فيها، عادت فريدة من المدرسة متعبة وأرادت النوم بشدة، وما ان وضعت راسها على المخدة حتى غطت في نوم عميق.
حلم مزعج :
شعرت فريدة بشدة العطش وحاجتها الماسة للماء، فنهضت من فراشها لتشرب. ففتحت الثلاجة ولم تجد فيها ماء، ثم فتحت صنبور الماء وواجهت نفس الوضع. طرقت الأبواب لجيرانها لتطلب بعض الماء، وأخبروها أنه لا يوجد ماء في المدينة، وأن النشرات الإخبارية تؤكد ذلك. بقيت فريدة تفرك عينيها بصدمة لا تصدق، كيف لا يوجد ماء؟ صعدت إلى شقتها وشغلت التلفاز، وتبين لها أن الأخبار صحيحة. نزلت فريدة إلى الشوارع عسى أن تجد مكانا لشراء الماء، ولكنها وجدت الشوارع خالية، لا يوجد أحد فيها. لقد كانت المدينة شبه خاوية من الحياة. استمرت في التجول هنا وهناك، وهي تموت عطشا، حتى شعرت بالإرهاق، وقررت الجلوس تحت شجرة. وإذا بالشجرة تبكي. فاستغربت وسألتها: ما الذي يجعلك تبكي أيتها الشجرة؟ فأجابت: أنتم أيها البشر قد تبذروا الماء حتى نفد من سطح الأرض، ونحن النباتات سنموت عطشا بسبب إهمالكم. شعرت فريدة بالحرج تجاه نفسها، فقد أسرفت حقا في استخدام الماء.
وبينما فريدة جالسة تحت الشجرة رأت ما لا يصدقه عقل قطرة ماء تجري في الطريق؟، فأسرعت فريدة توقفها ايتها القطرة ما بك؟، قالت إن الناس يطاردونني في كل مكان يريدون أن يشربوني بعدما جفت الأنهار، فقالت فريدة وما المشكلة فأنت قطرة ماء ومصيرك الشرب، قالت القطرة ولكني أريد أن اذهب لعائلتي فقالت فريدة وهل لك عائلة أين هي؟، قالت لا القطرة لا ادلك عليها أبدا، فأنت مثلهم تسرفين في المياه وقد قررت أنا وعائلتي أن نختبئ منكم حتى نعلمكم هذا الدرس القاسي، فقالت فريدة أسفة على ما فات مني، ولكني الآن أكاد أموت عطشًا، ساعديني، قالت القطرة: أساعدك بشرط، قالت فريدة أي شرط؟، قالت القطرة تعديني بان تحافظي على المياه وأن لا تسرفي فيها أبدًا، قالت فريدة فرحة أعدك أعدك، أخذت قطرت الماء فريدة إلى مكان عائلتها فوجدت نهرًا جميلًا، قالت القطرة الآن تستطيعين أن تشربي يا فريدة ما دمتي عرفتي قيمة الماء، شربت فريدة حتى ارتوت وحمدت الله وجعلت تلوح للقطرة التي بدت سعيدة بسعادة فريدة.
كروت لترشيد استهلاك الماء :
استيقظت فريدة من نومها وعلمت أنها كانت تحلم وأن الماء لا يزال متوفرا، فشكرت الله. وعندما دخلت المطبخ، رأت والدتها تاركة صنبور المياه مفتوحا أثناء تحضير الطعام. قالت لها: يا أمي، لا تسرفي في الماء. فشكرتها الأم على التوجيه، ورأت أن أخاها يتوضأ والصنبور مفتوح بشدة، فأرشدته حول طريقة استخدام الماء بشكل مدروس. قررت فريدة صنع بطاقات صغيرة توضح أهمية الماء وكيفية استخدامه بشكل مسؤول وعدم الإسراف فيه. في اليوم التالي، قامت بتنفيذ الفكرة وتوزيع البطاقات على زميلتها. ولم تنس فريدة أن تضع صورة قطرة الماء السعيدة التي علمتها درسا مهما في الحياة.
القصة الثانية : يا أحمد اشرب الماء
كان أحمد ولد ذكي ونشيط، محبوب من جميع المحيطين، وكان أحمد لا يحب شرب الماء ولا يهتم به إلا عند الحاجة الضرورية والعطش الشديد، وكلما نصحته أمه بشرب الماء، لا يهتم بالنصيحة حتى مرض ذات يوم مرضا شديدا وأصبح شاحب اللون، فاستدعت أمه الطبيب إلى المنزل لفحص أحمد، وعندما حضر الطبيب، فحص أحمد وأخبرهم أنه مصاب بالجفاف بسبب نقص الماء في جسمه، فاستغرب أحمد قائلا: هل يعتبر شرب الماء مهما لجسم الإنسان إلى هذا الحد؟ فسأله أحمد: ما هي فوائد الماء للجسم يا دكتور؟، فأجاب الطبيب: هل تعلم يا أحمد أن الحياة على كوكب الأرض تنتهي بدون الماء، ويموت كل ما فيها من نباتات وحيوانات وبشر، وهل تعلم أن 70% من جسم الإنسان ماء، وأنه ضروري لأداء جميع عملياته الحيوية، فاستغرب أحمد من هذه المعلومات التي كانت مجهولة بالنسبة له عن الماء، وسأل الطبيب مرة أخرى كم كوب من الماء يجب علي أن أشربه يوميا؟، فأخبره الطبيب أنه يجب على الإنسان شرب لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميا ليكون الجسم في صحة جيدة، وشكر أحمد الطبيب ووعده بأنه سيستمر في شرب الماء لما له من فوائد كثيرة للجسم.
القصة الثالثة : لا تبذر الماء ولو كنت على نهر جار
في حديقة عامة للحي، كان هناك مجموعة من الأصدقاء يلعبون، واكتشفوا خرطوم الماء الذي يستخدمه عامل الحديقة لسقي الأشجار والزهور. قرروا أن يلعبوا به لفترة قصيرة قبل أن يأتي العامل. وفعلوا ذلك فعلا، فقاموا بفتح صنبور الماء وظلوا يلعبون به حتى أبللت ملابسهم واتسخت، وتحول المكان إلى بركة من الطين والماء. عندما جاء العامل، نتبه لفعلهم ووبخهم بشدة. ثم ذهب الأصدقاء كل واحد إلى منزله وشعروا بالحزن بسبب العتاب الذي تلقوه من العامل وحرمانهم من اللعب.
وفي اليوم التالي قرروا الاعتذار له حتى يسمح لهم باللعب في الحديقة مرة أخرى وعندما ذهبوا له وجدوه متعبًا، فسلموا عليه واعتذروا له وسألوه عن سبب تعبه، قال لهم ظللت أعمل حتى ساعة متاخرة من الليل حتى اصلح ما أفسدتموه، فاعتذروا مرة ثانية، فقال لهم العامل هل تعلمون أن الإسراف في الماء منهي عنه، وأن الرسول صل الله عليه وسلم وصانا بذلك حين قال : “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ”، شكر الأصدقاء العامل على هذه المعلوم الجميلة ووعدوه بأن يحافظوا على الماء ولا يسرفوا فيه أبدا.