قصص عن كف الأذى عن الطريق
حديث كف الأذى عن الطريق
الدين الإسلامي يهتم بعباده ويحرص على طهارة الأرض ونظافتها، كما يحث على عدم إيذاء الخلق في الطرقات، ويعد هذا الأمر جليلا ويستوجب العقوبة، ويوعد بأشد العقوبات لمن يخالف ذلك، فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم باللعن لمن يؤذي المسلمين في طرقهم، ويتضمن الدين الإسلامي بعض العبر من قصص تجنب الإيذاء في الطريق
يحث الإسلام المسلمين على أهمية إزالة الأذى عن الطريق ويربط ذلك بالإيمان، وذلك كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “الإيمان شعبان، أفضلهما قول لا إله إلا الله وأدناهما إزالة الأذى عن الطريق”، ويعني إزالة الأذى عن الطريق في هذا الحديث إبعاد أي شيء قد يؤذي الناس في الطريق، سواء كان حجرا أو شوكا أو غيره، ويشمل كل ما يضر بالشخص وبالمصلحة العامة للناس
قصص عن إماطة الأذى عن الطريق
هناك العديد من القصص التي تحمل عبرا عن كف الأذى عن طريق فعل الخيرات على الطريق. ومن أشهر هذه القصص قصة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دخل رجل الجنة بسبب غصن شوكي أزاحه عن الطريق الذي كان يؤذي المارة. ويتداول أن هذا الرجل قطع شجرة كانت تؤذي الناس على طريق، وذلك استنادا إلى حديث النبي، الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ويقول: (بينما رجل يمشي في الطريق، وجد غصن شوكي، فأخذه وأزاحه، فشكر الله له، فغفر له) (متفق عليه). وفي رواية أخرى من مسلم: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق وقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فدخل الجنة). وفي رواية أخرى عنده: (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)
علينا أن ندرك تماما أن الطرق عامة لجميع الناس، وبالتالي لا يحق لأي شخص احتكارها لنفسه بأي شكل من الأشكال، مثل بيع السلع في الطرق أو الجلوس فيها. قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احذروا الجلوس في الطرق). قالوا: يا رسول الله، فماذا نفعل إذا كانت لدينا مجالس نتحدث فيها؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اضطررتم للجلوس في المجالس، فأعطوا الطريق حقه) قالوا: وما هو حق الطريق؟، قال: (أن تحفظوا النظر، وتمتنعوا عن إلحاق الأذى، وترحبوا بالسلام، وتأمروا بالخير، وتنهوا عن المنكر) (متفق عليه)
تحكي هذه القصة عن أهمية كف الأذى عن الطريق، حيث كان الطفل طارق يلقي نفايات في الشارع بشكل مستمر، وكان والده ينصحه بعدم فعل ذلك، ولكنه كان يتجاهل نصيحته ويستمر في القيام بذلك. في يوم من الأيام، خرج طارق لشراء بعض الأغراض للمنزل وألقى قشرة الموز أمام المنزل، لكن عندما عاد إلى المنزل وجد أخاه الصغير قد سقط وأصيب بجروح خطيرة بسبب القشرة التي ألقاها طارق. فتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم “بينما رجل يمشي بالطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخذه، فشكر الله له، فغفر له”، وشعر طارق بالندم الشديد وقرر عدم القيام بذلك مرة أخرى وكف الأذى عن المسلمين
أهمية إماطة الأذى عن الطريق
الإسلام يحث على إزالة الأذى من الطريق ويوليه اهتماما في العديد من المواضع في السنة النبوية، لتوضيح أهمية هذا الفعل البسيط على المسلمين. فإزالة الأذى من الطريق يحمل أجرا عظيما، وهي أفضل أعمال الأمة وأجرها عند الله تعالى كبير، وذلك كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق”. وأيضا يوضح الإسلام أن إزالة الأذى من الطريق تساوي أجر الصدقة، وذلك كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر، وكان أبو برزة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل ينتفع به، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “كف الأذى عن طريق المسلمين
إن الإسلام لم يعتني فقط بذكر أهمية إماطة الأذى عن الطريق بل أيضًا جاءت العديد من النصوص التي تجرم أمر أذى المسلمين في طرقاتهم وأن عقابهم يصل حد اللعن من الله سبحانه وتعالى لمن يخالف هذا الأمر، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ”
صور الأذى الموجود في الطريق
يتحدث الإمام أبو حامد الغزالي -رحمه الله تعالى- عن صور الأذى في الطريق وأهمية إزالته في الإسلام، حيث من المنكرات المعتادة وضع الأسطوانات وبناء الدكات المتصلة بالأبنية وغرس الأشجار وإخراج الرواشن والأجنحة ووضع الخشب وحمل الحبوب والأطعمة على الطرق، وكذلك ربط الدواب على الطريق لأن الشوارع مشتركة المنفعة، والمرعى هو الحاجة التي تراد الشوارع لأجلها، ويمنع من المنكرات ذبح القصاب في الطريق وطرح القمامة على جوانب الطريق وتبديد قشور البطيخ أو رش الماء بحيث يخشى منه التزلق والتعثر، وإذا كان لأحد كلب عقور يؤذي الناس فيجب منعه من ذلك