قصص عن فضل بناء المساجد
نسمع الكثير من الحكايات التي تحدث لنا عن ما حدث في الماضي، واليوم سنروي لكم بعض الحكايات الرائعة التي تتحدث عن فائدة بناء المساجد في الحياة الدنيا، فلا شيء أروع من أن يقوم شخص ما ببناء مسجد يصلي فيه الناس ويعبدون الله جل وعلا، فتظل حسناته في التضاعف مع كل شخص يذكر الله تعالى في المسجد.
قصة تحكي عن بناء المسجد
يروى أن ملكًا من الملوك أراد بناء مسجد في المدينة التي يحكمها، وأراد أن يكون له الفضل الأول والأخير في بنائه، فأمر بألا يشاركه أحد في بناء المسجد، وأراد أن يتم بناءه بأمواله فقط دون مساعدة من أحد.
وبالفعل، استطاع الملك إتمام بناء المسجد بماله الخاص وبدون مساعدة من أحد، حتى أنه قد كتب اسمه على المسجد. وفي إحدى الليالي، رأى الملك رؤية في المنام، إذ رأى ملكًا من الملائكة نزل من السماء فقام بمسح اسم الملك من على المسجد ووضع اسم امرأة بدلًا منه.
استيقظ الملك من النوم وهو مفزوع للغاية، وأمر جنوده على الفور بالذهاب إلى المسجد والتحقق مما إذا كان اسمه لا يزال موجودًا أم لا، وبالفعل ذهب الحرس وتأكدوا من أن اسم الملك لا يزال موجودًا، وهنا اطمأن الملك بعدما قال له وزرائه إنها مجرد أحلام مزعجة.
في الليلة التالية، شاهد الملك نفس الرؤية التي رأاها الليلة السابقة. نزل الملك من السماء ليمسح اسمه من على المسجد ويكتب اسم امرأة آخرى عليه. في الصباح، أمر الملك جنوده بالتوجه إلى المسجد والتحقق من ذلك. عندما عاد الجنود، أكدوا أن اسم الملك لا يزال موجودًا على المسجد، مما أثار دهشة الملك تجاه هذه الرؤية.
في الليلة الثالثة، رآى الملك نفس الرؤية مرة أخرى وشاهد الملك أيضا وهو ينزل من السماء ليزيل اسم الملك ويكتب مكانه اسم امرأة أخرى. استيقظ الملك، ولكن في تلك المرة تذكر اسم المرأة التي رآها في المنام، وعلى الفور أمر الملك جنوده بإحضار تلك المرأة فورا. ذهب الجنود لاستدعائها وبالفعل جاءت تلك العجوز الفقيرة التي كانت ترتعش من شدة الخوف والقلق.
سأل الملك المرأة العجوز إن كانت قد ساعدت في بناء المسجد الذي تم بناؤه في المدينة، فأجابت المرأة العجوز بأنها امرأة فقيرة ولا تملك المال للمساعدة في بناء المسجد، وأكدت أنها سمعت الملك يحذر من عدم المساعدة في بناء المسجد، ولذا لا يمكنها عصيان أمره.
فسألها الملك، بالله عليكِ، ماذا صنعتِ في بناء المسجد؟ فأجابت العجوز: والله ما عملتُ شيئًا قط في بناء ذلك المسجد إلا
فور وصول الملك إلى هناك بسرعة، سألته: في يوم من الأيام كنت أمر عند جانب المسجد ورأيت حيوانا يحمل الخشب وأدوات البناء للمسجد، وكانت مربوطة بحبل مربوط في الأرض، وكان هناك سطل به ماء بالقرب منها. كان الحيوان عطشانا جدا ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى السطل. اقتربت منه وقدمت له السطل الماء حتى يستطيع الشرب. وأشهد بالله أن هذا هو كل ما فعلته، وقد فعلته من أجل الله تعالى.
هنا قال الملك لها: بالله الذي فعلت ذلك الفعل لوجه الله تعالى فقط، وقد قبله الله منك. وأنا الذي بنيت هذا المسجد الكبير بنفسي، حتى يقال إن الملك هو الذي استطاع بناءه بمفرده، فلم يقبله الله تعالى مني. وهنا أمر الملك حرسه بتغيير اسم المسجد وكتابته باسم تلك العجوز.
خلاصة قصة بناء المسجد
يوجد حديث شريف للنبي صلى الله عليه وسلم يقول: `إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إنسان ما نوى.` وهذا حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
لذلك، يجب على المسلم عند القيام بأي عمل أن يجدد النية وأن يكون نية خالصة لله تعالى، حتى يتم قبول هذا العمل من الله تعالى.
في سورة الأنعام، قال الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم، `قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين`. صدق الله العظيم.
يجب أن تكون جميع أعمالك خالصة لله تبارك وتعالى في حياتك العامة والدينية وفي عملك، حيث يكون كل ما تفعله لله جل وعلا، ولا ينبغي أن يكون الهدف من هذا العمل هو التفاخر والتكبر على الناس، بل يجب أن تكون متواضعًا للغاية في التعاملات، وخاصة مع الله.
“يا الله، اجعل كل أعمالنا صالحة وخالصة لوجهك الكريم، ولا تجعل للناس منها شيئًا ولا للشيطان نصيبًا، واقبلها يا ربنا على الوجه الذي يرضيك عنا.