قصص عن فضل الصدقة في دفع البلاء
توجد عدة عبادات قوية وفعالة في الدين الإسلامي تثبت بالنص الصحيح أنها تحمي العبد من البلاء والمصائب بقدرة وعظمة الله، وهذا من رحمة الله. ومن أبرز تلك العبادات الصدقة. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حادثة خسوف الشمس – وهي من أنواع البلاء والغضب الإلهي -: `إن الشمس والقمر من آيات الله، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فإذا رأيتما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا`.
يؤكد هذا الحديث على أن الصدقة، جنبًا إلى جنب مع الصلاة والدعاء والتكبير، هي أحد الأسباب التي تدفع البلاء عن الناس. وقال ابن القيم رحمه الله عن الصدقة: إنها أحد الأسباب الموجبة لدفع البلاء، وهو أمر متفق عليه بين الناس، حتى إنها تدفع البلاء عن الكافر والظالم والفاجر .
ومن أشكال دفع البلاء عن العبد المتصدق : تهدف إلى الوقاية من الموت السوء وحفظ المال من الخسارة والدمار. وتحمي النفس من التعرض للمصاعب الأخلاقية والمادية وتقي من الحسد والعين والسحر وجميع أنواع الشرور، كما تساهم في تخفيف الحزن والضيق وجميع الهموم .
قصص عن الصدقة تدفع البلاء
قصة لقمة بلقمة
“كانت لامرأة ابنًا، فغاب عنها لفترة طويلة، وأيست بعودته. في يوم ما، كانت تأكل وأثناء كسرها للقمة، سقطت اللقمة من يدها ودخلت في الغبار. وفي هذه الأثناء، وقف شخص بالباب يطلب الإفطار، فقررت المرأة التصدق باللقمة والرغيف الكامل له، وبقيت جائعة ذلك اليوم والليلة.
لم يمض سوى أيام قليلة حتى وصل ابنها وأخبرها بمصاعب عظيمة تعرض لها. قال: أكبر ما حدث لي كان عندما كنت أسلك طريقا في البرية، فظهر أمامي أسد وهاجمني من على ظهر الحمار الذي كنت أركبه. هرب الحمار وغرزت مخالب الأسد في ثيابي وجسدي، ولم يتسبب في إصابة كبيرة إلا أنني تعجبت وأرتعبت. حملني الأسد وأدخلني إلى كهف ليفترسني، وفجأة ظهر رجل عظيم القوام، وجهه وثيابه بيضاء، وتقدم بدون أسلحة وأخذ يضرب الأسد بقوة ويقول: `قم يا كلب، لقمة بلقمة`. فهرب الأسد وعاد عقلي إلي وعدت أبحث عن الرجل ولكنني لم أجده. جلست في مكاني لساعات حتى استعدت قوتي، ثم نظرت إلى نفسي ولم أجد أي جروح. ثم توجهت نحو القافلة التي كنت فيها وعجب الناس لرؤيتي، وأخبرتهم قصتي، ولم أفهم معنى عبارة الرجل: `لقمة بلقمة`. ثم نظرت المرأة واكتشفت أنها وقت قد أخرجت اللقمة من فيها وتصدقت بها.
قصص أخرى عن فضل الصدقة
يتذكر أن رجلا سأل عبد الله بن المبارك رضي الله عنه عن مرض أصاب ركبتيه منذ سبع سنين، وعالجها بأنواع مختلفة من العلاج، وسأل الأطباء فلم ينفعه، فقال له ابن المبارك: `اذهب واحفر بئرا، فإن الناس بحاجة إلى الماء، فربما ينبع هناك عين ويتم الشفاء.` ففعل الرجل ذلك فتم الشفاء، ووردت هذه القصة في صحيح الترغيب.
يُذكر أن رجلاً أُصيب بالسرطان، وبعد أن بحث عن العلاج في جميع أنحاء العالم دون جدوى، تصدّق على أم أيتام فشُفي بفضل الله
– وقصة أخرى يرويها صاحبها فيقول : اصابت ابنتي الصغيرة بمرض في حلقها، فذهبت بها للمستشفيات وعرضتها على العديد من الأطباء، ولكن دون فائدة، فأصبح مرضها مستعصيا وكاد يصيبنا بالمرض أيضا، وبدأنا نعطيها أدوية للتخفيف من آلامها، حتى يأسنا ولم نجد سبيلا إلا رحمة الله، وفي نهاية المطاف جاء الأمل وفتح باب الفرج، فاتصل بي أحد الصالحين وذكر لي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، فقلت له: قد تصدقت كثيرا، فقال لي: تصدق هذه المرة بنية الشفاء لابنتك، وفعلت ذلك بصدقة متواضعة لأحد الفقراء، ولكن لم يحدث أي تغيير، فأخبرني: أنت ممن لديهم نعمة ومال كثير، فلتكن صدقتك بحجم مالك، وفعلت ذلك، فملأت سيارتي بالأرز والدجاج والخيرات بمبلغ كبير ووزعتها على العديد من المحتاجين، ففرحوا بهدية الله، ولم أكن أتوقع أبدا أن آخر إبرة ستعالج ابنتي، ولكنها شفيت تماما، وأدركت أن الصدقة من أبرز الأسباب للشفاء، ومنذ ذلك الحين، أصبحت أكثر تصدقا خصوصا للأوقاف الخيرية، وأشعر بالنعمة والبركة والعافية في حياتي وحياة عائلتي، وأنصح كل مريض أن يتصدق بأعز ما يملك ويكرر ذلك، فسيشفيه الله ولو بنسبة، وأدين الله بأن كل ما ذكرته صحيح، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
– قصة أخرى ذكرها صاحبها حيث قال : ذهب أخي إلى مكان ما ووقف في أحد الشوارع، وفجأة سقط مغشيا عليه دون أن يشتكي من أي شيء، وكأنه أصيب بطلقة بندقية في رأسه. ذهبنا به إلى العديد من المستشفيات والمستوصفات، وأجرينا له الفحوصات والأشعة وتبين أن رأسه سليم، لكنه يشتكي من آلام شديدة تمنعه من النوم وتحرمه من الراحة لفترة طويلة، وعندما يزداد الألم يصعب عليه التنفس والكلام. فسألته: هل لديك مال يمكن أن نتصدق به عنك؟ لعل الله يشفيك. فأجاب بالإيجاب، وسحبت ما يقارب السبعة آلاف ريال واتصلت برجل صالح يعرف الفقراء ليوزعها عليهم. وبإذن الله، شفي أخي في نفس اليوم، وقبل وصول المال إلى الفقراء. وتعلمت حقا أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج.