ادب
قصص عن سعة رحمة الله بعباده
أقرن الله عز وجل اسم “الرحيم” من أسماء الله الحسنى بالبسملة، وأصبحت البسملة سنة لبدء أي شيء ونجاته، وأقرن اسم “الرحمن” بالرحيم، فأصبح هو عز وجل “الرحمن الرحي.
رحمة الله بعباده
- جعل الله عز وجل الرحمة هي الأساس الفعلي لدعوة الأنبياء والمرسلين إلى وجود إله واحد هو الله، لا إله إلا هو الحي القيوم.
- أرسى الله عز وجل بالرحمة أهم دعائم ودلائل وجوده في قلوب البشر، فهي من أبرز ما دل عليه الأنبياء والرسل بما بعثوا به من رسالات سماوية ودنيوية.
- أرسل الله نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وكان نبي الرحمة المهداة، ليوحى إليه بأن يدعو لدين يجعل الناس جميعًا سواسية عند الله، ويُلغي العبودية، ويرحم الكبير والصغير والمريض. ويجعل الرحمة أسلوبًا للحياة.
- تتجلى آيات الرحمة في الذكر الحكيم، فيقول الله عز وجل “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ”.
- ويقول رسول الرحمة المُهداة في الحديث الشريف: إن الله خلق، يوم خلق السماوات والأرض، مائة رحمة، وكل رحمة منها تشمل ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، وبها يعطف الوالد على ولده، والحيوانات البرية والطيور بعضها على بعض، فإذا جاء يوم القيامة، يكتمل بهذه الرحمة.
- وفي كل شأن، يتم حل الخلافات والتوافق بين المعارف المكتسبة، ويوجد في بعض القصص ما يشير إلى سعة رحمة الله تعالى بعباده .
رحمة الله بيونس في بطن الحوت
- وسعت رحمة الله عز وجل كل شيء، ومن أبرز القصص في ذلك قصة الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس، بأنه يلفظه بعد أن ردد سيدنا يونس الدعاء `لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين`.
- وفقًا للسنة النبوية الشريفة، رحم الله سيدنا يونس من البقاء في بطن الحوت بعدما دعا الرحمن الرحيم، وأبلغت الملائكة عنه، وأدركه الله بسعة رحمتهه وغفر له، وأمر الحوت فلفظه بلا مأوى.
رحمة الله بيوسف من إخوته
- في قصة النبي يوسف، تجاوزه بعض المراحل الصعبة بفضل رحمة الله الواسعة التي تشمل كل شيء.
- نجا للمرة الأولى من مكيدة إخوته الذين ألقوا به في البئر، ولكن أصحاب القافلة أخرجوه وباعوه لعزيز مصر، فتغيرت حياته بالكامل .
- حفظه الله تعالى من الوقوع في خطيئة الزنا مع زوجة العزيز، فتم إرساله إلى السجن، حيث ابتعد عنها وعن الفتن التي تواجهه، وبفضل صبره واحتسابه للأجر، تمكن من الخروج من السجن واستعادة مكانته كأمين لخزائن مصر، وعاد بعد ذلك لأبيه وإخوته بمنزلة معززة.
رحمة الله بإبراهيم من عذاب قومه
- عذب أقوام سيدنا إبراهيم عليه السلام لأنه دعاهم للإيمان بأن الله واحد لا شريك له، وحطم الأصنام، وجادل أباه وقومه، ودحض عبادتهم لها بالحجة والمنطق.
- تدخلت رحمة الله عز وجل لإنقاذ إبراهيم من حرقه في النار، فجعلها الله عز وجل بردٍ وسلامٍ عليه، وهذا يعد إشارةً إلى فضل الله عليه وإلى صدق نبوته، وأثبت هذه الحادثة بطلان كل من كفر بإبراهيم نبياً وبدعوته الحق.
رحمة الله بموسى من القتل
- عندما علم فرعون بأن طفلاً سيولد يأخذ منه الحكم ويرفع راية النبوة ويدعو لدعوة الإله الواحد، أمر بقتل كل الأطفال الرُضع المولودين حديثًا. وخشت أم موسى عليه السلام على رضيعها من الموت، ودعت الله أن يحفظ وليدها ويحيطه بعنايته ورحمته.
- بعد وضعه في صندوق في النيل، تابعت أخته المولود حتى أمر الله بتجرفه إلى قصر الفرعون بواسطة تيار النهر، وهناك استقبلته الوصيفات وأعجبن بجماله، وأخذنه إلى زوجة الفرعون آسيا.
- كانت آسيا ترغب في إنجاب طفل، ورأت في هذا الرضيع تحقيق أمنيتها، وبالتالي توجهت للاستفسار عن حالته الصحية، وظهرت أختُ موسى عليه السلام لتوجيههم إلى المرضعة التي يرضع منها الرضيع، وعادت الأم.
- رحم الله أم موسى التي رحبت بضميرها، وأعاد الله ابنها الصغير إلى حضنها مرة أخرى، ورحم الله الطفل من العذاب والقتل، وألهم امرأة فرعون أن تتخذه وليدًا لها.
رحمة الله بمريم من سوء الظن
- اختار الله مريم العذراء لتكون فوق نساء العالمين، وخصها بالمعجزة الخاصة بحملها وهي عذراء بكر.
- لم تجزع مريم من حكم الله عز وجل، بل أحسنت الظن به، وعندما وضعت ابنها الرضيع عيسى، فزع قومها واتهموها بالزنا بطريقة ظالمة.
- رحم الله مريم وأمرها بالصيام وعدم الرد على اتهاماتهم. وقد ردّت عنها ما رميت به من خلال تحدث النبي عيسى عليه السلام وهو في المهد أمامهم جميعًا، ليُعلن عن نفسه كنبي ورسول بعث من الله برسالته، وذلك ليتم رد البأس عنها.
رحمة الله لإسماعيل وأباه إبراهيم
- أوحى الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام بضرورة ذبح ابنه في رؤيا، وتردد إبراهيم كثيرًا في تنفيذ الأمر، ودعا الله عز وجل ليوفقه في ما فيه الخير.
- ذهب إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل عليه السلام ليخبره بأمر الرؤية، ولم يتردد إسماعيل عليه السلام في الطاعة، واستقبل أمر الرؤية بشجاعة.
- عندما كان إبراهيم عليه السلام يستعد لذبح ابنه، فداه الله بكبش عظيم، وذبحه إبراهيم، وأنقذ الله عز وجل اسماعيل، ورحم إبراهيم من مصيبة ذلك الاختبار.
رحمة الله لنوح من عقوق ابنه
- أرسل الله نبيه نوح لدعوة الناس إلى توحيده واتباعه، وآمن به وبدعوته، وأمره ببناء السفينة وأخذ زوجين من كل مخلوق على وجه الأرض فيها، وسافروا بهم جميعًا بعدما مكنهم من ذلك، ووفر لهم طريقًا في البحر .
- فوجئ النبي نوح عليه السلام بعصيان ابنه وعقوقه لأمر الله عز وجل بالصعود إلى السفينة.
- احتج الابن قائلاً `أخذوني إلى جبل يحميني` ونسي الابن أن الحماية والرحمة من الطوفان بيد الله وحده جل وعلا
- خشى نوح على ابنه من غضب الله عز وجل، ولهذا حماه الله من كونه ابنًا عاقًا ورحمه به، وأخبره أن عمل ابنه ليس من عمله وإنما هو عملٌ غير صالح، ومات الابن نتيجة عدم امتثاله لأوامر الله، ولا لطاعة والده، ونال نوح ومن آمن معه الثواب بسبب إيمانهم بوحدانية الله عز وجل.
رحمة الله لرجل سقى كلباً
- في يومٍ ما، سار رجُلٌ في الصحراء يبحثُ عن الماء، وأخذ وقتًا طويلًا في البحث عن البئر أو المنطقة التي سيستخدمُها لسقي نفسه.
- وفيما يلي شخص يلمح بئراً وينزل ليشرب منها، وعندما انتهى رأى كلباًيقترب من البئر، ففهم في ذلك الوقت أن الكلب يريد الشرب، فابتعد عن البئر ليبحث عن شيء يحمل به الماء للكلب، ولم يجد سوى حذائه.
- قام الرجل بملء حذائه بالماء وتركه للكلب ليشرب منه، وفي هذا الوقت، شكر الرجل ربه على تجنبه العطش الشديد بفضل رحمته ونعمته بالبئر، وكذلك على قدرته على مشاركة الكلب في هذه النعمة بفضل توفيق الله، لذلك تمكن الرجل من الاستفادة من رحمة الله تجاه الكلب من خلال سقيه للماء.
يحتوي القرآن الكريم على الكثير من الآيات التي تعبر عن رحمة الله الواسعة، وكذلك تحتوي السنة النبوية الشريفة على العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تؤكد سعة رحمة الله بعباده. ولذلك، فإن هذا حقيقة إيمانية حقيقية لا يمكن الشك فيها، فرحمة الله واسعة وتشمل كل شيء.