ادب

قصص عن ثمرات بر الوالدين

قصص مفيدة عن ثمرات بر الوالدين

يعد بر الوالدين من القيم الإسلامية وفضيلة محث عليها في الشرع، وتنبذ من امتنع عنها بشكل متعمد، فهي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتعتبر عقوق الوالدين من الكبائر الكبرى. لذلك، فمعرفة قصص عن فوائد بر الوالدين تعزز الرغبة الداخلية في احترام الأب والأم ومحبتهما والاهتمام بهما وبرهما

  • قصة أصحاب الغار

هذه الحكاية من أروع الحكايات التي ذكرت في الأحاديث وتحدث عن ثلاثة أشخاص دخلوا إلى كهف في جبل، وسقطت صخرة على فتحة الخروج ما أغلقها، فقالوا لبعضهم اذكروا عملا صالحا وادعوا الله به، فذكر كل منهم عمله الصالح، وكان من بين الثلاثة رجل حكى أن لديه أبا وأما كبيري السن وأطفالا صغار

وكنت أسقي أبي وأمي، قبل أطفالي، وفي يوم عدت متأخر، وجدت أبي وأمي نائمين، فكرهت أن أطعم أولادي، وكرهت أن أوقظ أبي وأمي، وأطفالي ينتظرون، فإن كنت تعلم أني فعلتها ابتغاء وجهك، ففرج عنا، ففرج الله عنهم جزء من الصخرة، إلى باقي الحديث، وهو ما يستدل به على فضل الأب والأم، والثمرة من بر الوالدين.

 – عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إلى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ.

 فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ. قَالَ أَحَدُهُمْ: اللهم، كان لي والدين شيخان كبيران، ولي أطفال صغار كنت أعتني بهم. وعندما رحلت عنهم، بدأت بإرضاع والدي قبل أطفالي، واستأخرت ذات يوم.

فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ….إلى آخر الحديث.

  • قصة من الواقع

تدور هذه القصة حول شاب كان يعتني بأمه خلال مرضها ويخدمها، ويعمل في النهار ويسهر على راحتها في الليل، ويرجع لعمله في الصباح، ولا يتردد في خدمتها. كان لأمه أبناء آخرون، لكن الحياة اشتغلت بهم وتقصيرت في حقها، ولكنه لم يقصر

في يوم ما، وجد فرصة عمل له في دولة أخرى براتب أعلى، ففكر كثيرًا وعرض الأمر على أخوته، عسى أحدهم يستطيع أن يحل محله ويرعى أمه بدلاً منه حتى يتمكن من السفر.

بعد رفض الجميع، لم يكن أمام الشاب خيار سوى أن يسافر ويترك أمه وحيدة، أو أن يبقى ويفقد عمله. وفي ذلك الوقت، قرر الشاب ترك الفرصة والبقاء بجوار أمه، وبعد بضعة أسابيع، صادف صديق قديم بالصدفة.

عرف صديق أنه لديه مهارات أعلى من وظيفته، فأوصاه لصديق، وبالفعل تعاقد على عمل جديد، ولكنه فوجئ بأنه بضعف الراتب الذي كان سوف يحصل عليه في وظيفته السابقة، وكان هذا هبة من الله تجاه برِّه بوالدته.

  • قصة عالم وداعية مشهور

تحكي قصة هذا العالم المشهور في البلاد العربية وداعيه، حيث يخبر زوجته وأم ولده عندما تقدم لخطبتها أنه لا يرغب في أي شيء سوى العناية بوالدته التي فقدت القدرة على الحركة بعد حادث سير، وبالرغم من ترددها في الموافقة على هذا الزواج، إلا أن والدها يشجعها على الموافقة لأنه يهتم بهذا الشكل الكبير بأمر والدتها، وبالتالي لن يقصر معها

وافقت على الزواج منه وعاشت معه في بيت جميل ونظيف ومنظم، وعندما دخلوا غرفة والدته وجدوها جميلة ونظيفة، ومرت الأيام دون أن يطلب الزوج أي مساعدة من زوجته في رعايةوالدته، فكان هو الوحيد الذي يعتني بها في كل شيء.

كانت رغبته الوحيدة فيها هي مصاحبة والدته، وكان يهتم بها في كل شيء، ولا يقبل أن يخدمها شخص آخر، ومرت الأيام على هذا الوضع، والأم لا تتوقف عن الدعاء لابنها.

وبعد سنوات عديدة، وبعد أن شاب هذا الابن وأصبح شيخا كبيرا، أصبح محبوبا ومشهورا، ويستقبله الناس بالحفاوة والترحيب، ويحبونه بشدة وتفتح أمامه الأبواب، ويتحدث زوجه عن سبب هذا الخير الذي يحظى به سواء بسبب حب الناس له أو بسبب سمعته الطيبة، وتقول أن هذا كله نتيجة ما قام به هذا الابن لأمه

قصة عن بر الوالدين للأطفال 

كان هناك رجل عجوز، له من الأبناء خمسة يزورونه بعد أن تزوجوا، ويهتمون لأمره، ولكن الأب كبر ومرض، وأصبح من الضروري أن يرعاه أحد، فاختار الابن الصغير ان يرعى والده، ولكن أخوته ظنوا أنه يفعل ذلك ليستولي على مال أبيهم إذا مات، فاشترطوا عليه أن يتنازل لهم عن نصيبه في ميراث أبيهم ليوافقوا أن يعيش والدهم معه.

وافق الابن ليعتني بوالده وتنازل عن نصيبه، وعاش يخدم والده بحماس وحب، ولسان حاله يقول لكل أخ من أخوته هل تعلم عن بر الوالدين ما أعلمه

بعد وفاة الأب، احتكر الأشقاء الميراث ومنعوا أخاهم، وفي ليلة رأى الأخ الطيب والده في المنام يخبره بأنه خبأ له مبلغًا كبيرًا من المال، ودله على مكانه.

بعدما استيقظ من النوم ذهب ووجد المال بالفعل، وعندما حكى لإخوته، قالوا له إنه لا يحق له هذا المال لأنه تنازل عن حقه في ميراث أبيه، فحزن الابن وأعطاهم المال، ثم ذهب وعاد إلى بيته حزينا وحلم بوالده مرة أخرى الذي قال له: “لا تحزن، هناك دينار واحد خبأته من أجلك، خذه وأخبرهم مكانه”. وعندما أخبر إخوته، سخروا منه وقالوا: “خذه أنت وحدك، إنه نصيبك من الميراث

أخذ الابن دينارا وعاد إلى منزله، وفي الطريق رأى صيادا لديه سمكتان، فاشتراهما منه بالدينار، وعاد بهما. بدأت الزوجة تنظيف السمكتين واكتشفت لؤلؤة ثمينة وغالية الثمن في جوف إحدى السمكتين، حيث كانت قيمتها تفوق قيمة ميراثها من والدها. أخذ الزوج اللؤلؤة وباعها، وعاش بخير يفوق إخوته جزاء على ما فعله من أجل والده

قصص الأنبياء عن بر الْوَالِدَيْنِ

لا يمكن لأي شخص أن يعرف حقوق الوالدين ويحسن معاملتهما مثل الأنبياء. فهم هم الذين يحملون رسالات الله، ويعرفون حقوق الوالدين جيدا، ومن الأمثلة على ذلك مواقف عديدة للأنبياء، مثل إبراهيم وابنه إسماعيل، وكذلك نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وغيرهم من الصالحين

وبخصوص إبراهيم عليه السلام، فإن أباه كان مشركا ولا يؤمن بالله، وأما إبراهيم فكان موحدا بالله، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يدعو أباه ويطلب منه الإيمان إلا بالحسنى. وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة مريم: {وٱذۡكرۡ في ٱلۡكتٰب إبۡرٰهیمۚ إنهۥ كان صدیقࣰا نبیࣰا * إذۡ قال لأبیه یـٰۤأبت لم تعۡبد ما لا یسۡمع ولا یبۡصر ولا یغۡني عنك شیۡئا}، ويظل هذا النداء اللطيف يا أبتي مستمرا في كل خطاب له

وكذلك ابنه إسماعيل عليه السلام، حين جاء إليه أبيه بأمر الذبح من الله، قال له أفعل ما تؤمر ، كما جاء في الآية، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡیَ قَالَ یَـٰبُنَیَّ إِنِّیۤ أَرَىٰ فِی ٱلۡمَنَامِ أَنِّیۤ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ یَـٰۤأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِینَ ] [الصافات 102].

قصة عن بر الْوَالِدَيْنِ من حياة الصحابة

هذه القصة لأويس الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يستجاب الدعاء بسبب بره لوالدته، وهذا كما جاء في الحديث، عنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: “كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ.

فَقَالَ: سئل أويس بن عامر إن كان هو، وإذا كان هو المراد الذي يقصد، ثم سئل إن كان يعاني من برص، وأجاب بالتأكيد، ثم سئل إن كان قد شفي من البرص باستثناء موضع درهم، وأجاب بالتأكيد، ثم سئل إن كان لديه والدة، وأجاب بالتأكيد، ثم أخبره السائل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحدث عنه، وأنه سيأتي ويحمل معه أمدادا لأهل اليمن، وأنه إذا استطاع أن يستغفر له فليفعل، فطلب السائل الاستغفار له، وتم استجابة الدعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى