قصص عن الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
الكلمة الطيبة هي صدقة، فالكلمة الطيبة قادرة على حل الخلافات وإدخال الرحمة في القلوب وجعل الأعداء أصدقاء، بينما الكلمة الخبيثة تبعد الأصدقاء عن بعضهم وتحول الأصدقاء إلى أعداء وتسبب الخلافات. وأفضل الكلمات الطيبة هي التوحيد وقول “لا إله إلا الله”. ولذلك، الكلمة الطيبة هي كلمة الإسلام، بينما الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر، فالكلمة قادرة على أن تجعل العبد يقرب من ربه أو تبعده وتجلب له العذاب الشديد.
قصة عن الكلمة الطيبة
هناك العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية التي تبرز أهمية الكلام الطيب، وسوف نذكر قصة توضح أهمية الكلام الطيب
كان هناك أب يلاحظ أن ابنه ضعيف في الدراسة مقارنة بأقرانه، ولا يستطيع استيعاب المعلومات بسهولة، لكنه كان يعبر دائما عن حبه لابنه ويشيد به ويفخر به، فكان يشجعه بالكلمات الجميلة ليحقق تفوقا في دراسته ويصبح أفضل، وكان الأب يقول لابنه دائما أنه يتمنى أن يصبح أفضل شخص في العالم، وهذا حث الطفل على المذاكرة والاجتهاد، فأصبح متفوقا وأفضل طالب في صفه، كلمة واحدة فقط جعلته يتحسن.
توضح هذه القصة أهمية الكلام الطيب، حيث استخدم الأب الحوار البناء لنصح ابنه، فإذا كان الأب قد أهان ابنه وأخبره بأنه فاشل، فإن الابن سيصبح فاشلاً حقًا، في حين أن تحفيز الأب لابنه جعله شخصًا ناجحًا.
قصة عن الكلمة الخبيثة
بالإضافة إلى أن الكلمات اللطيفة تحفز الشخص على التحسن، فإن الكلمات السيئة يمكن أن تسبب العكس، كما يتضح ذلك في القصة التالية:
كان هناك طفل موهوب في دراسته وذو أخلاق حسنة، ولكنه لم يكن يلتزم بمواعيد صلاته، فقد يؤجلها قليلا، وعندما يعلم الأب ذلك، كان يهينه جدا، وكلما حان وقت الصلاة كان يقول لولده `هيا يا حمار حتى تصلي`، فكان الولد يشعر بالإزعاج كثيرا، وكان يقوم بالصلاة رغما عنه، ومع الوقت، جراء إهانة الأب، تراجعت عادة الولد في أداء الصلاة وبدأ يكذب أيضا، فعندما يسأله الأب عن الصلاة، يقول بأنه أدى فرضه حتى يتجنب إهانة الأب له، وبدلا من أن يشجع الأب ابنه على أداء الصلاة في وقتها، جعله يترك الصلاة ويكذب أيضا بسبب كلمة سيئة قالها له، وازدادت أيضا تدهورا في أدائه الدراسي، حيث بدأ يرسب بعد أن كان متفوقا في دراسته، بسبب نداء الأب له بـ `يا حمار`.
تستنتج من هذه القصة أهمية اختيار الكلمات بعناية، فإذا نصح الأب ابنه بأهمية الصلاة في وقتها وأنها تقرب العبد من ربه بطريقة حسنة، لأتبع الابن كلام الأب ولم يترك فرضا واحدا.
أيات وأحاديث عن الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
– قال تعالى “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ” صدق الله العظيم، سورة إبراهيم الأيات من 24 وحتى 26.
– قال تعالى ” مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ” صدق الله العظيم، سورة إبراهيم الأية 18.
يقول الله تعالى في سورة طه، الآيات من 42 إلى 44: `اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنساني، واذهبا إلى فرعون لأنه تجاوز الحدود، وقولا له كلامًا لينًا ربما يتذكر أو يخشى`.
– قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ” صدق الله العظيم سورة الحج الأيات 23 و 24.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “والكلمة الطيبة صدقة”، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: `إن العبد قد يتكلم بكلمة من رضا الله، دون أن يعطيها اهتماما، فيرفعه الله بها درجات، وإن العبد قد يتكلم بكلمة من سخط الله، دون أن يعطيها اهتماما، فيهوي بها في جهنم.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري.
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: وصل النبي – صلى الله عليه وسلم – أشخاصا من اليهود فقالوا: السلام عليكم يا أبا القاسم ، فقال: وعليكم ، وقالت عائشة: قلت: ليس عليكم السلام والتحية بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة ، لا تكوني فاحشة، فقالت: لم أسمع ما قالوا؟ فقال: ألم تردي عليهم بقولهم؟ قلت: وعليكم ، وفي رواية أخرى قال لها: يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش.