ادب

قصص عن الكلاب الوفية

متفق عليه أن الكلاب من أكثر الكائنات وفاء، فالكلب وفي لصديقه لأقصى حد، وهناك العديد من القصص التي تثبت أن الكلب يستحق حقا أن يكون صديق الإنسان، بعيدا عن بعض المواقف البسيطة التي قد تثبت العكس، فهو لا يخون ولا يؤذي صديقه الذي يعطف عليه حتى وإن اضطره ذلك أن يضحي بنفسه من أجل حب صديقه، ويعتبر الأطفال الكائنات المحببة بشدة للكلاب التي تلعب دور الدادة أو الرفيقة أحيانا معها .

قال شوقي

حمل بن آدم والكلب أمانة، وخانها بن آدم وحافظ عليها الكلب ..

جدول المحتويات

قصص عن وفاء الكلاب

قصة الأمير والوزير

يروى أن أميرا كان معروفا بغبائه، وكان يهتم بأموره الشخصية ويترك شؤون الناس لوزيره الأول. ولكن الأشرار والخونة واستعمروا للوزير مؤامرة خبيثة جعلت الأمير يغضب منه. وبالتالي، أصدر الأمير أمرا بإعدامه فورا، باستخدام آلة الكلاب المفترسة! ولكن الوزير استغل غباء الأمير وطلب منه مهلة عشرة أيام لحل شؤون الدولة وتسليم أولاده وزوجته كرهينة لديه. ووافق الأمير على هذا الاقتراح .

وفي اليوم التالي، اتصل الوزير بالمشرف على تربية الكلاب الأميرية، وأغراه بالمال وحل جميع مشاكله، إذا ما سمح له بالأشراف على تغذية الكلاب لمدة عشرة أيام فقط! استغرب العامل من تصرف الوزير وشك في قواه العقلية، إلا أن منظر الدنانير جعلته يوافق فورا .

وارتدى الوزير أحد بدلات العامل المخصصة لذلك الغرض ، وقاد الوزير إلى مكان الكلاب  وقدمه لها ، وهكذا راح الوزير يلعب معها حتى اعتادت عليه ، وعاش الوزير مع الكلاب و أطعمها أحسن المأكولات لمدة عشرة أيام متوالية إلى أن حل الموعد المتفق عليه ، وجاء العامل و استلم عمله و ذهب الوزير إلى أميره وسلم نفسه .

دعا المنادي جماهير المملكة لحضور إعدام رئيس الوزراء في الساحة الكبرى، حيث تم بناء قفص كبير ووضعت فيه الكلاب الضارية! وعندما حان الموعد، تم استدعاء الوزير، ثم تم اقتياده بالقوة ووضعه في قفص الكلاب، وبدأت الجماهير تصرخ وتندد بهذا الفعل الوحشي، ولكن الكلاب ابتهجت برؤية الوزير وبدأت تلعب معه بسعادة وساد الصمت. لهذه المفاجأة غير المتوقعة! وأعلن الأمير نهاية هذه المهزلة التي تورط فيها وطلب من مرافقيه إخراج الوزير من القفص وجلبه للوقوف أمامه.

وقف الوزير بكل شموخ أمام أميره ، وقال له الأمير سوف اعفي عنك اذا اعلمتني عن السبب  الذي منع الكلاب من أكلك ؟ … نظر الوزير نظرة احتقار إلى ذلك الأمير الغبي و قال له  : خدمتك بكل اخلاص أكثر من ثلاثين سنة ، ألا أن الكلاب التي خدمتها عشرة أيام فقط ، هي أكثر منك وفاءا ومن حاشيتك القذرة ..

من يعرف إذا كان الوفاء موجودًا في هذه الأيام؟ في كل مكان يوجد خيانة ووفاء ..

قصة الكلب ماديسون

ماديسون الكلب أصبح مثالًا رائعًا على الإخلاص بتحويل نفسه إلى مرشد لحبيبته “لي لي” التي فقدت بصرها، بعد تعرضها لمعاناة طويلة في إحدى مؤسسات الحيوانات، ولكن كان مصيرها عدم الرؤية مجددًا.

بعد سنوات طويلة من العلاج في المصحة، قرر أطباء البيطرة إنهاء علاج ليلي، لأنها ستعيش بهذه الحالة طوال حياتها، ليصطحبها ماديسون معه في رحلته في الحياة، ويتعمد السير بالقرب منها حتى يمكن ليلي اللمس، ويصبح مرشدًا لها في الطريق.

وقال  لويز كامبل مدير المؤسسة التي كانت ترعى الكلبة الكفيفة : ماديسون هو كلب رائع يحرص دائمًا على السير بجوار كلبته ليكون دليلًا لها في الطريق، بالإضافة إلى رفع صوته عندما تبتعد عنها قليلاً لتقرب من صوته مرة أخرى. إنها مشاهد رائعة.

وأضاف  كامبل : يدل تجديد سعادة حياتهم على أنهم يركزون على الجانب المشرق، وعلى الرغم من أنها كفيفة، فإن من يراها من بعيد لن يفهم ذلك، وتزداد سعادتهما بشكل مستمر عندما يكونان معًا، ولذلك فإنهم يستحقون أن يعيشوا معًا إلى الأبد.

تروي هذه القصة قصة مؤثرة عن الوفاء والإخلاص والحب في عالم الحيوانات. حيث أن الحيوانات الوفية، وخاصة الكلاب، لا تعرف الدستور البشري القائم على الكذب والخداع والخيانة والغدر وعدم الاعتراف بالجميل..

لقد سمعنا الكثير عن وفاء الكلاب، والآن نشاهد وفاءً وإخلاصًا كثيرًا ما يفتقده البشر، فهل يعد الكلب أكثر وفاءً وإخلاصًا من البشر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى