قصص السعوديين العائدين من غوانتانامو
غوانتانامو، واحدة من أشد السجون والمعتقلات قسوة في العالم، حيث شهدت هذه المكان أشكالا قاسية من التعذيب النفسي والجسدي تجاه أعداد كبيرة من الأشخاص من مختلف الجنسيات، بتهمة التنسيق مع جماعات إرهابية، تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (السي آي إيه). يتعرض المعتقلون في هذا المكان لانتهاكات جسيمة لحقوقهم وكرامتهم، في ظل غياب صريح لحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية التي يتبناها كثير من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ولم ينج من السعوديين العديد من الأشخاص الذين تم احتجازهم في سجن غوانتانامو من براثين التهم التي ألقيت عليهم. وبينهم من تم الإفراج عنه ومنتظرين رحمة من السماء تنقذهم من هذا الجحيم .
السبب في اعتقال الكثير في غوانتانامو : ما هي معلوماتك عن هجمات 11 سبتمبر؟
احتفت المملكة العربية السعودية قبل يومين بوصول 9 مساجين من السجناء في غوانتانامو، وهذا يعتبر أول حدث من نوعه في نقل المعتقلين من هذا السجن إلى المملكة. هؤلاء المساجين من الجنسية اليمنية، وعلى الرغم من ذلك لديهم أقارب يقيمون في المملكة، ومن بينهم من ولد في جدة. وصولهم إلى المملكة جاء بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن تستضيف المملكة اليمنيين الذين تم الإفراج عنهم من سجن غوانتانامو وتوفر لهم مأوى نظرا للأوضاع غير المستقرة التي يعاني منها اليمن. بالإضافة إلى ذلك، قدم ذويهم طلبا لاستضافتهم، وأعلنت وزارة الداخلية السعودية الموافقة على ذلك وتم الترتيب لاستقبالهم فور وصولهم من المعتقل. سيتم أيضا تطبيق أنظمة الرعاية والمشورة التي تطبقها المملكة عليهم .
تنوعت قصص المعتقلين العائدين من غوانتانامو الذين استقبلتهم المملكة أول أمس ، وكان منها رواية علي الريمي الذي تم القبض عليه وهو في سن 16 عندما كان يعيش مع اسرته في باكستان ، وخضع للمحاكمة عام 2005 حيث حصل على البراءة وبالرغم من ذلك لم يتم الإفراج عنه قبل يوم الأحد الماضي 17 ابريل 2016 .
تم القبض على المعتقل نادر الصعيدي، الذي هو سعودي الجنسية وولد في المملكة العربية السعودية، وتم سجنه في غوانتانامو دون قضية، حيث تم بيعه من قبل الباكستانيين للحكومة الأمريكية واعتقل لمدة 15 عامًا في باكستان، وذلك أثناء دراسته للقرآن الكريم .
منصور القطاع معتقل آخر عائد من غوانتانامو حيث تم اعتقلته الحكومة الأمريكية أيضا من باكستان عام 2001 ، وانقطعت أخباره عن ذويه لمدة 15 عام ، وكان منصور قد سافر من السعودية إلى اليمن ثم إلى باسكتان لمواصلة تعليمه الأكاديمي في الطب قبل القبض عليه خلال أحداث 11 سبتمبر 2001 ، كان المعتقل يتواصل مع شقيقة من السجن عبر الرسائل النصية كل خمسة أشهر ثم عبر الاتصال المسموع والمرئي الذي يتم تحت إشراف جمعية الهلال الأحمر السعودي .
قصص سعوديين عائدين من غوانتانامو :
*عبد الرحمن الشلبي : تم إطلاق سراح معتقل سعودي بعد قضائه 13 عاما وراء قضبان غوانتانامو. تم توجيه اتهام أنه كان حارسا شخصيا لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، من قبل السلطات الأمريكية. تم القبض عليه في يناير 2002 وكان من بين أوائل المعتقلين الذين تم نقلهم إلى هناك. في البداية، لم يوجه له أي تهم، ولكن الحكومة الأمريكية ربطته بصلات قوية مع زعيم القاعدة .
قام عبد الرحمن الشلبي بالإضراب عن الطعام منذ عام 2005 واستمر لمدة 9 سنوات، حيث تم إطعامه بشكل يومي عبر أنبوب أنفي ليفقد وزنه 46كيلوجرامًا .
*شاكر عامر : هذا المعتقل السعودي ذو الجنسية البريطانية متزوج من سيدة بريطانية ولديه أربعة أولاد، وتم القبض عليه في أفغانستان بتهمة تجنيد وتمويل وقتل لحساب تنظيم القاعدة، وعانى من أسوأ أنواع التعذيب والمعاملة الوحشية من المحققين الأمريكيين والبريطانيين، كما تم منعه من الاتصال بأسرته لمدة سبع سنوات. تم إطلاق سراحه في أكتوبر 2015 بعد أن قضى في السجن 14 عاما دون محاكمة، وتعرض أيضا للتعذيب داخل إحدى القواعد الجوية الأمريكية في أفغانستان .
يذكر شاكر عامر عن التعذيب الغير مبرر الذي تعرض له لاحتفاظه بجزء من ساق نبات لاستعمال سواكا ، وقد قاد المعتقل اضراب شامل عن الطعام في غوانتانامو حيث كان يمكث في سجن انفرادي وقد أوشك على الموت ، كما أشار المعتقل لنشر المخابرات الأمريكية العملاء للتجسس على المعتقلين والحصول على معلومات عنهم ، بالإضافة لتبني دول أوروبية نهج الصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين الأبرياء دون أي أدلة حقيقة .
*جمعة محمد عبد اللطيف الدوسري : تم القبض على مواطن سعودي على الحدود الأفغانية الباكستانية. سافر محمد الدوسري إلى أفغانستان للتطوع في أعمال الإغاثة. وعندما حاول المعتقل مع مجموعة من المتطوعين التصدي للقصف وعبور الحدود الباكستانية ، أكد المعتقل الذي تم الإفراج عنه أنه لم يشارك في أي أعمال جهادية في أفغانستان .
وجه الدوسري أنظار الرأي العام الأمريكي والسعودي نحوه بالإضرابات المتعددة التي كان يعلنها من داخل محبسه بعد الاتهامات الساذجة التي وجهت إليه والتي كان من أبرزها أنه مقاتل في صفوف المجاهدين الأفغان ، ست سنوات قضاها الدوسري دون أي إدانة شاركه فيها العديد من الأبرياء فيما عدة قلة تمت محاكمتهم وتبرئتهم ، إلا أنه كان من المشتبه فيهم ويستمر التحقيق معهم سنوات لإثبات إدانتهم من عدمها .