السمات الشخصية للطفل بعمر المراهقة
تعتبر مرحلة المراهقة فترة تتراوح فيها أعمار الأطفال بين عشرة وأربعة عشر عاما. إذا قورنت بالمراحل العمرية الأخرى التي يمر بها الإنسان، فإنها تتميز بنمو سريع في التكوين الجسدي الذي يلاحظ بوضوح. تحدث تغيرات هرمونية للمراهق تؤثر على حالته العاطفية والمزاجية وعلاقاته الاجتماعية. تتميز هذه المرحلة العمرية بارتفاع مستوى النشاط والطاقة، وهو ما يتم تناوله كثيرا في أفلام تتناول فترة المراهقة وتجارب الأطفال في هذه المرحلة الحرجة.
في بعض الأحيان، يمكن أن يشعر المراهق بالتعب والخمول بسبب التغيرات الهرمونية، وهذا يجعله بحاجة مستمرة إلى الخروج وممارسة الأنشطة البدنية والتنزه، وغالبا ما لا يكون الآباء واعيين لهذا الأمر أو يفهمونه، مما يجعل هذه المرحلة صعبة في علاقة الآباء مع المراهقين، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، وينجم عن ذلك حدوث خلافات بسبب اختلاف وتباعد الآراء ووجهات النظر.
قصص مناسبة للاطفال بعمر المراهقة
إحدى الطرق لتجاوز العقبات بين الآباء والأبناء المراهقين هي مشاركة قراءة قصص الأطفال قبل النوم التي تتناسب مع هذا العمر وتحمل فيها العبرة والحكمة حول المواضيع التي قد تشغل عقول الأبناء في هذه المرحلة.
قصة حسين ورفاق السوء
في يوم من الأيام، كان هناك شاب يدعى حسين. كان حسين شابا مطيعا لوالديه منذ الصغر، وكان يجتهد في كل ما يقوم به، بما في ذلك الدراسة ومساعدة المحتاجين. جعلت هذه الصفات جميع سكان القرية التي يعيش فيها يشكرونه ويمجدونه لتقواه وحسن خلقه. لم يكن حسين ملتزما أخلاقيا فحسب، بل كان ملتزما بدينه وكان يحرص على الصلاة وحفظ القرآن واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما.
كان أهل القرية يتكررون على أبنائهم يوميا بأنهم يتمنون أن يكونوا مثل حسين في سلوكه وتفوقه وتدينه، وبسبب ذلك، كان الكثير من الأطفال يرون في حسين قدوة يحتذون بها. ومع ذلك، كان هناك مجموعة من الأولاد الذين كانوا على العكس في كل شيء، حيث لا يذهبون إلى المدرسة، ولا يحترمون الكبار ولا يعطون الصغار أي اهتمام، ولا يصلون، ويفعلون أفعالا سيئة جعلت جميع سكان القرية، حتى أسرهم، ينبذونهم وينتقدونهم باستمرار.
ومن بين أولئك الصبية شاب اسمه سعيد هو الأكثرهم شراً وأذى وهو من يقوم بتشجيع البقية على السير في طريق الضلال، وهو الأشد من بينهم حقداً على حسين مما دفعه يلجأ إلى تحريض الباقية على تنفيذ خطة قد وضعها لكي ينجرف إلى طريقم ولا يصبح أفضل منهم بعد ذلك الوقت في شيء ويكرهه أهل القرية بعد أن كانوا يرونه مثل الملائكة.
وبالفعل بدؤوا في تنفيذ الخطة بعد استمروا على الصلاة في المسجد الذي اعتاد أن يصلي به حسين ويوم بعد يوم بدأ حسين يلاحظ تواجدهم الدائم في المنزل، فاستغرب بادئ الأمر ولكن دعا الله أن يهديهم ويثبتهم على ما قد أصبحوا عليه، وبعد مرور أسبوع تقريباً بدأ سعيد ورفاقه في محاولة التحدث مع حسين والتقرب منه، وقد انتظروه عقب صلاة الجمعة أمام المسجد وطلبوا منه أن يساعدهم في المذاكرة وأنهم أصبحوا على عكس ما كانوا ويرغبوا في أن يبتعدوا عما كانوا فيه من فوضى وما كانوا يرتكبونه من أخطاء.
صدق حسين رفاقه وبدأ في مصاحبتهم وتذكرهم والذهاب معهم إلى الصلاة، واستمرت الأمور على هذا النحو لمدة أسبوع أو أقل قليلا، ومع ذلك، استمروا رفقاء السوء في سلوكهم السيء، بل بدأوا في إغراء حسين بالأمور الفاسدة والمتعة. وعندما نهاية اليوم، قرر أن يستريح ويتأخر في الصلاة، لأن الأيام القادمة طويلة. لم يتسرع في الذهاب إلى المسجد للصلاة، ويمكنه أن يصلي فيالمنزل بعد انتهاء جلسة المرح والضحك معهم.
حسين يكتشف خديعة الأصدقاء
ولكن حسين استمر على حاله لا يتغير ولكن يحاول أن يقنعهم أنهم خطأ وأن عمل اليوم لا يجب أن يؤجل للغد، وأن الصلاة على أوقاتها كما قار رسول الله صلى الله علية وسلم في حديثه حين سأله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (أي العمل – أو أي الأعمال – أحب إلى الله؟ قال: “الصلاة على وقتها” قال: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين” قال: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله).
حاولوا جاهدين تغيير حسين للأسوأ، وحاول حسين بجهود أكبر تغييرهم للأفضل، ولكن أحدا منهم لم ينجح في محاولاته، وفي يوم ما ترددت فيه أفكار حسين حول ما ينبغي فعله تجاههم، هل يستمر في التعامل معهم أم يبتعد عنهم؟ كما كان يخشى أن يقوموا به مع شباب القرية الآخرين كما فعلوا معه، وفي هذه الحالة قد يتصرف هؤلاء الشباب بشكل مختلف عنه، لذلك ذهب إلى والده ليستشيره في هذا الأمر، وكان والده رجلا حكيما، فقال له قد اتخذت القرار الصائب في وقت مناسب للابتعاد عن أشخاص مثل هؤلاء.
كانت نصيحة والده لحسين والتي استمع إليها باهتمام ونفذها دون تردد هي أن يدعو الله لهم بالهداية، وعدم الاستماع أو الاقتناع بأي شيء يدفعونه إليه، والتمسك بدينه لأنه سيحميه من كل شر وأذى، وأن يجعل والده صديقه الأقرب بعد الله يستشيره في كل أمر وموقف، فلا يوجد من يحبه ويهتم بمصلحته ومستقبله أكثر منه، والوالد ذهب لأهلهم وأخبرهم بأفعال أبنائهم ليقوموا بكل ما في وسعهم لتربية سلوكهم الذي قد يؤثر على شباب القرية.
قصة نهاية الشاب الكاذب
هي إحدى قصص الأدب العالمي، وتحكي قصة شاب يحب الكذب والخداع وكانت هذه الهواية هي سبب وفاته، حيث كان يتوجه كل يوم إلى الشاطئ وينادي على الناس مدعيا أنه يغرق، فيتدفق الناس لإنقاذه، وفي اليوم التالي يفعل نفس الأمر وينادي على الناس بأنه يغرق فيجري الناس لإنقاذه.
يوم بعد الآخر حتى مر عشرة أيام وذلك الشاب يقوم بالتصرف ذاته، إلى أن بدأ الجميع في إدراك أنها حيلة منه ومزحة سخيفة، واتفقوا أنه مهما قام بالمناداة لن يرهق أحدهم نفسه في النزول إلى البحر، حيث إنها مجرد لعبة وخدعة، وفي اليوم التالي بدأ الشاب كعادته ينادي وينادي ولا أحد يجيب.
فتسائل هل اكتشفوا خديعتي إذاً سوف اتجه للداخل في البحر أكثر حتى يصدقوني وكلما زاد في الدخول إلى البحر علا صوته بالنداء ولكن لم يعد أحد يسمعه أو يكترث له حتى كانت نهايته الغرق، وكانت تلك نتيجة الكذب، وهو من أشد المعاصي التي نهى الإسلام عنها، وهو ما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق! فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب! فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار).