ولاية بينانج تحتوي على العديد من المزارات السياحية التي لا تحصى ولا تعد. ومن بين هذه المزارات، يعتبر قصر تشيونج فات من أهمها في الولاية. فهو يمتلك أهمية تاريخية ويعد منارة هامة لجميع الزائرين لولاية بينانج، وخاصة الصينيين، نظرا للتراث الهام الذي يحمله. قد تفوتك الكثير إذا لم تلتقط بعض اللقطات الجميلة داخل وخارج هذا القصر العظيم. إنه واحد من أهم المزارات في قارة آسيا بشكل عام، وقد حاز على العديد من الجوائز المتعلقة بالمعالم السياحية حول العالم. إنه علامة صينية سياحية تاريخية مميزة على أرض ماليزيا، حيث يجسد الحياة الماليزية خلال فترة الاستعمار الصيني لولاية بينانج
قصر تشيونج فات تزي
يعتبر هذا القصر واحدا من علامات ولاية بينانج، حيث تم بناؤه في أواخر الثمانينات من القرن التاسع عشر الميلادي. إنه من أهم القصور الصينية التي تم بناؤها في تلك الفترة، وتم تشييده في مدينة جورج تاون الشهيرة. يتميز بلونه الأزرق الجذاب الذي يجذب الأنظار إليه. تم بناء هذا المنزل ليكون مقرا للزعيم تشيونج فات تزي ( cheong fatt tze )، الذي يعد واحدا من الرجال الصينيين المشهورين الذين عاشوا واستقروا في مستعمرة مضايق بينانج. تأسست هذه المستعمرة في القرن التاسع عشر وكانوا يستخدمون مضيق بينانج في استخراج المعادن والقصدير والفحم من أرض بينانج وإرسالها إلى بلادهم. تم بناء هذا القصر بواسطة مصممين صينيين ماهرين وعباقرة تم اختيارهم خصيصا من الصين لتصميم وبناء هذا القصر العظيم. قد استنفذوا كل ما يمتلكون من قوة وإرادة وذكاء في بناء هذا القصر الفاخر الضخم، حيث يتألف من ثمانية وثلاثين غرفة، ويحتوي على خمسة ساحات مغطاة بالجرانيت الملون. كما يحتوي على سبعة سلالم بالإضافة إلى أكثر من مائتي نافذة تطل على الطريق .
في التسعينات من القرن الماضي، نفذت حملة صغيرة للحفاظ على المنشآت التاريخية والتراث الماليزي بقيادة (لورانس لوه). تم إجراء أعمال ترميم وتجديد للمبنى، وأجريت بعض التعديلات والتحسينات لتعزيز صموده على المدى الزمني الطويل. يحتوي هذا القصر على العديد من المشغولات الخشبية التي تمثل الحضارة الصينية القديمة. تم تصميم نوافذ القصر على الطراز القوطي القديم المعروف بالفتحات التهوية. وتم بناء جميع حوائطه من الطوب الأحمر الشهير، وتزينه المنسوجات والمنحوتات الخزفية المعلقة، بالإضافة إلى بعض الألواح المصنوعة من أنواع زجاج صيني ملون فاخر. تم صنع البلاط الأرضي خصيصا لهذا القصر في مدينة (ستوك أون ترينت) البريطانية. وصنعت المشغولات الاسكتلندية المميزة من الحديد الزهر. تم تصميم الهندسة المعمارية لهذا القصر على الطراز الفنج شوي (فنغ شوي)، ويشتهر بتضمينه قطعا أثرية نادرة وتماثيل ومشغولات مزخرفة .
و في السنة الميلادية 2000 قد تم تكريم هذا القصر و أعطائه أعلى الجوائز و هي جائزة ( اليونيسكو للمحافظة على تراث المحيط الهادي و قارة أسيا ) , كما أنه حصل على لقب ( أفضل مشروع متميز ) على مستوى المحيط الهادي و قارة أسيا , و قد تم ذلك بعد حدوث الترميمات و التطورات التي تكلفتها الحملة الماليزية , و التي وصلت تكلفة ترميم و تجديد هذا القصر أكثر من سبعة مليون و نصف رينجيت ماليزي تقريبا , و من السهل جدا الوصول إلى هذا القصر حيث أنه يقع في ليبوه ليث , بين شارع ليبوه تشوليا و شارع السلطان أحمد شاه .