قصة وفاة سيدنا سليمان عليه السلام
سليمان بن داود عليهما السلام هو نبي الله، وكان من أنبياء بني إسرائيل. تولى حكم قومه بعد وفاة أبيه، وكان عمره لم يتجاوز الثلاثة عشر عاما في ذلك الوقت. وأعطاه الله ملكا لم يكن لأحد بعده، وكان سليمان عليه السلام قادرا على إمرة الشياطين بيده، بالإضافة إلى أن الله عز وجل سخر له البشر والرياح والطيور.
قصة وفاة النبي سليمان عليه السلام
قام العديد من الصحابة برواية قصة وفاة النبي سليمان عليه السلام، حيث أكدوا أن النبي سليمان كان يذهب دائما للجلوس في بيت المقدس لفترة من الزمن. وفي كل مرة كان يذهب فيها، كان يجد شجرة نبتت في بيت المقدس، وكان بإمكانه التحدث إليها ويسألها عن اسمها وتجيب عنه. وكان يقوم بتنفيذ ما يأمره به الشجرة، فإذا كانت للدواء، جعلها دواء، وإذا كانت للثمار، جعلها ثمارا.
في مرة ما، عثرت على تلك الشجرة وسألتها عن اسمها، فأخبرتني أنها خروبة وأنها جاءت لتدمير بيت المقدس، وعندما علم سيدنا سليمان بذلك، أدرك أنها جاءت لتسبب الدمار، لذلك نزعها من موقعها وزرعها في مكان آخر، واستمر في العبادة في بيت المقدس، حيث كان يسند على عصاه، وظل يفعل ذلك حتى توفي.
وهنا لم يكن الشياطين على علم بوفاة سيدنا سليمان عليه السلام، ولكن دخل أحدهم من كوة في بيت المقدس، وقام بالاطلاع على سليمان عليه السلام، وهنا قد وجده متوفى، وذلك بعدما قامت الأرض بأكل العصى التي كان دائما الاتكاء عليها، وبدأت الشياطين تتسلل وتنظر إلى سليمان قد احترقت بأكملها، واستمرت الشياطين في هذا العمل المهين سنة كاملة من العذاب، وهنا قال الله تعالي: }فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
الحكمة من إخفاء موت سليمان عليه السلام عن الجن
هناك العديد من التفسيرات التي ذكرت حول سبب إخفاء وفاة سليمان عليه السلام عن الجن. وفي هذا السياق، ذكر القرطبي أن داود عليه السلام كان هو أول شخص يبني بيت المقدس، ولكنه توفي قبل الانتهاء من البناء. وهنا بدأ سليمان عليه السلام في استكمال بنائه، وأمر سليمان الجن بإكمال بناء بيت المقدس. وانتقدوه بسبب هذه الخطوة. وقبل وفاة النبي سليمان، طلب من أفراد أسرته ألا يخبروا الجن بوفاته لمدة سنة كاملة. وكان السبب وراء هذه الخطوة هو أن يتم استكمال بناء بيت المقدس. ويقال أن سليمان عليه السلام طلب من الله أن يعمى الجن عن وفاته، والسبب الآخر هو أن يعرف البشر أن النبي سليمان توفي في حين لا يعلم الجن بهذا الأمر. وهذا يؤكد أن الجن لا يعلمون الغيب، فإن كانوا يعلمونه لما استمروا في هذا العذاب لمدة سنة كاملة.
سليمان عليه السلام وتوليه الحكم
سليمان عليه السلام، كما ذكرنا في الفقرة الأولى، كان أحد أنبياء الله عز وجل. وتم ذكر اسمه في العديد من السور القرآنية، مثل البقرة والأنعام، وسورة سبأ وص والنمل. توجد اختلافات بين رواية القرآن ورواية الجانب العبري في قصة سليمان، ولكن الاتفاق على أن سليمان اشتهر بالحكمة والثراء. ولم يكن لأحد من الخلق ملك مثل ملكه الذي أعطاه الله.
وفقا للتراث المسيحي والتراث اليهودي، وعد النبي داود بتسليم الحكم إلى ابنه سليمان، على الرغم من أنه لم يكن أكبر أبنائه. كان هذا الوعد من الله العزيز الجليل. وبناء على ذلك، فأوصى النبي داود بأن يكون سليمان ملك إسرائيل ويهوذا بعد وفاته. وتحقق هذا الأمر فعليا بعد وفاة داود، حيث تسلم سليمان الملك. وتشير التقاليد اليهودية إلى أن سليمان تزوج من ملكة سبأ، ولكن الكتب المقدسة لم تذكر شيئا عن هذا الزواج. ويقول بعض التقاليد اليهودية إنه تزوج الملكة وأنجب منها بنا يسمى صيرة.
حكمة النبي سليمان عليه السلام
سليمان، عليه السلام، كان مشهورا بحكمته في جميع الكتب المقدسة وفي قصص العهد القديم، وقد أكدت العديد من الثقافات المختلفة شهرته في ذلك. وقد أكدوا أن سليمان هو واحد من أعظم حكماء التاريخ، وهناك العديد من الكتب التاريخية والروايات التي تتحدث عن حكمته وشهرته في الحب والغزل.
[1] سورة سبأ، الآية 14