قصة هلاك قوم شعيب عليه السلام
كانت عقوبة قوم شعيب عليه السلام
- الصيحة
- الرجفة
- يوم الظلة
جمع الله عز وجل على قوم شعيب عليه السلام أنواع العذاب ففي سورة كان عذاب قوم شعيب عليه السلام الصيحة وفي سورة كان عذاب قوم شعيب عليه السلام الرجفة وفي سورة أخرى يوم الظلة. وهذا ليس تعارض بين الآيات القرآنية ولكن السبب أن الله عز وجل أنزل على قوم شعيب عليه السلام كل أنواع العذاب هذه.
أُنْزِلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ عليه السلام أنواعًا مختلفة من العقوبات والبلاءات بسبب سلوك قوم شعيب عليه السلام السيئ، مثل احتكار أموال الناس بغير حق والاعتداء على الأنفس والاستهزاء بشعيب عليه السلام، ووصولًا إلى تهديد شعيب عليه السلام.
حتى قوم شعيب عليه السلام استعجلوا العذاب وساروا على نهج الأمم السابقة المضلة، وظنوا أن ذلك مستحيلاً، وبسبب ذلك عاقبهم الله عز وجل برجفة شديدة أسكنت الحركة، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظُلة أرسل عليهم منها شرر النار من كل الجهات.
أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل لنقل رسالة التوحيد والإيمان، ودعوة الناس لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام والمعاصي. وأرسل لكل قوم نبيا منهم يستطيع التفاهم معهم بلغتهم، عدا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث لجميع العالمين. وكان الأنبياء والرسل مثالا يحتذى به في الصبر وتحمل المعاملة السيئة التي تعرضوا لها من قبل أقوامهم. وقصتنا عن نبي الله شعيب وقوم مدين هي أفضل دليل .
نبي الله شعيب عليه السلام :
ذُكر اسم نبي الله شعيب في القرآن الكريم إحدى عشر مرة، وهو الذي عاش في قرية مدين في أطراف الشام بالأردن، وذلك في القرن السادس عشر قبل الميلاد، ويعد سيدنا إبراهيم هو الجد الخامس لسيدنا شعيب، وتوفي نبي الله شعيب عن عمر يناهز مائتين واثنين وأربعين عامًا .
سافر شعيب بنبي الله إبراهيم عليه السلام إلى دمشق في هجرته وكان رفيقه، وأطلق عليه لقب “خطيب الأنبياء” بسبب فصاحة لسانه وبلاغته في الحديث وحلاوة كلماته التي اشتهر بها عندما دعا قومهم للإيمان. وعندما أرسله الله عز وجل لدعوة قومه في مدين، قال لهم “اعبدوا الله، فإنه ليس لكم إله غيره، ولا تنقصوا الأوزان والمقاييس، فإني أراكم بخير وأخاف عليكم عذاب يوم محيط.
قوم مدين ” قوم شعيب ” :
عُرف عن قوم مدين وكما أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم أنهم قوم يبخسون الناس حقوقهم، ولا يراعون الكيل والميزان، ويغشون في التجارة، وكانوا يعبدون ” الأيكة ” وهي الأشجار الكبيرة والملتفة، وهم القوم الذي لجأ أليهم سيدنا موسى من بطش الفرعون وتزوج أحدى بناتهم بعد أن استأجره والدها، كما يذكر أن ” مدين “، كان ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام وذُكر أسمه في قصة سيدنا يوسف .
علاقة شعيب عليه السلام مع مدين :
قوم مدين كانوا مشهورين بالتجارة، ولكنهم أيضا كانوا يعرفون بالغش والخداع والمكر وأكل مال الآخرين. جاءهم نبي الله شعيب لينهاهم عن مثل هذه الأعمال، ولكنهم سخروا منه ورفضوا كلمته وواصلوا حياتهم المشينة. وصل بالضلالة بهم إلى أن أشركوا بالله، لكن شعيب لم ييأس وحاول معهم كثيرا، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، وواجه شعيب ومن معه التوعد.
مع مرور السنوات، تفاقم سوء أحوال قوم مدين وزادت مكرهم وفسادهم. اعتنقوا عبادة الأيكة بدلا من عبادة الله، وذكرهم الله في كتابه بأصحاب الأيكة. بدأوا يهددون شعيب بالعذاب والطرد والقتل، هو وأتباعه، وكذبوه ونبوته ورسالته. استهزأوا به عندما وضع لهم أمثلة عن الأمم السابقة مثل قوم لوط ونوح عليهما السلام الذين لقوا نهايتهم، لكنهم تجبروا وتجاهلوا الحقيقة.
هلاك قوم مدين :
استضعف قوم شعيب في مدين، والقلة التي معه، وهددوه بحفر حفرة كبيرة وإلقائه فيها هو ومن معه، وضربوه بالحجارة حتى الموت. ثم اجتمع رؤساء مدين وطالبوا بمعاقبته، إما بطردهم أو بالعودة إلى ديانتهم في عبادة الأيكة، وبالطبع رفض شعيب ذلك. فبدأوا في التحدي، وأكدوا أنه غير قادر على إنزال العقاب عليهم، وإلا فإنه سينزل عليهم كسفا من السماء إذا كانوا صادقين .
حتى حانت لحظة وصول أمر الله تعالى بمعاقبتهم وأمر شعيب بمغادرة القرية هو وأتباعه. وبعد خروجهم، هلك قوم مدين بسبب الصيحة العنيفة التي أتت عليهم من سماء ملبدة بالغيوم، اعتقدوا أنها مطر حتى علموا أنها غضب من الله. ثم أصابهم الصيحة القوية القادمة من السماء وتحول الجميع إلى جثث هامدة على وجوههم. وعندما حان أمرنا، نجينا شعيبا والمؤمنين معه برحمتنا، وأصابت الصيحة الظالمين فأصبحوا جاثمين في ديارهم.