قصة نمر بن عدوان الحقيقية
الحياة الشخصية
تزوج نمر بن عدوان ضحى، التي كانت من قبيلة بني صخر في الأردن وبالتحديد من عشيرة السبيلة. أثار زواجه من ضحى غضب عشيرته في البداية بسبب كونها من قبيلة خارجية وأيضا لأنها من عشيرة بني صخر التي ليست ضمن حلف العدوان والذي يتضمن عشائر البلقاوية وعشائر السلط، بالإضافة إلى عشائر بني صخر والعباد من الجانب الآخر، واللذين كانوا أحلافا منافسة للنفوذ في مناطق وسط الأردن والبلقاء في تلك الحقبة الزمنية .
يُنسب لنمر بن عدوان العديد من القصائد الشعرية، حتى أصبح مشهورًا باسم أمير شعر الأردن في البادية. كان مميزًا بشعره الذي يتناول مواضيع متنوعة، بما في ذلك الذكرى الله والغزل والفخر، بالإضافة إلى مجموعة من قصائد الرثاء التي كتبها عن زوجته والضحى، ومن بين هذه القصائد:
أمس كان يوم الخلايق، نمت بكاءً وشوقًا لكل مكنوني
كنت هنا وألقيت الماء على ما… من مكان كانت دمعتها مخزونة
من سمع هذه الأنشودة لا يستطيع النوم… كأنه مطعون بسهم بين الضلوع
إلا إذا كنت كسير السلام… اترك ربعك للأعداء المعادين
في الساعة الحاسمة، يقل الأمل والمساعدة… ينتظرون حتى يطلع نور الصباح
وإلا فكما أنتِ رائحةُ حمامٍ… يذكرها والقوانيص يرمون
تنتشر بين الصحف أخبارها المحطمة … يبكون لأجلها المواليف وينوحون
أو غير ذلك، سابية تخرج للهوى… على حوار ضائع في ضياء الكون
إلا إذا أجرينا حوارا مجنونا نعبر فيه عن الشمام… وهي تنظر يوم جروها بعيونها
يحنون عليها ويتراقصون معها ويقولون مثلها: الظوامي سياما
وإلا فإن الطفل الذي أُعطيجرعة الفطام قد توفيت والدته قبل أربعين يومًا
يا شارب لكاس الحماما، والمال الذي صرفته من الله سيعود إليك بمضاعفة
تمّ محاكمته بعد شهر الصيام، وتمّ دفنه مع جبينٍ نقيٍ في يوم العيد الثاني
تم تغطية الثوب الخام بقطع من بيض الخرق وتم تزيينه بالترايب
تم دفنهم مع حروف صلاة الإماما… وعند الدفن قاموا بالدعاء لهم
نسأل الله رضاه والجنة ونهاية حسنة… ودموعي تسيل على خدي بشوق
وضعوه في قبر وغطّاه بالهدامة… في مهمة من مهام عرب الأموات المسكونة
يا حفرة، يروي غبارك بالمطر، وتهب عليها رياح الرحمة
ينمو البخري والنقل والخزامى على قبر يتدفق منه الماء العذب
رحم الله من لم يتبع الملامة … جيران بيته راحوا ولم يشتكوا منه
يا واسع عذري إذا تخلَّفت عن النوم، وأصبحتُ أرافق كل مجنون يتبعُ الجنون
لقد أخذتُ أنا وهو في نفس العمر، ومعًا مع فتياتٍ لم يكن لهن لونٌ
والله كنه يا عرب صرف عامًا… يا عونة الله في صرف الأيام وشلونها
أكبر همومي هي بزور الأيتام… وإذا رأيتهم أمامي ينادون
إذا قلت لهم عدم البكاء، سيقولون أين العلم؟ نحن نبكي ويبكون معنا كل المحزونين
سألتهم لماذا تبكون؟ قالوا: لليتيم. فأجبتهم: اليتيم في حضني وأنتم في السجن
أخبرتني اتشكا عن ربع أدمانهم، وجوني يعزيني بفراق خليلي
بعض الناس يقولون إنه يجوز تجاهل الأم، لكن العذارى يتحدثن مع بعضهن
قلت إنها لي وفت بالولاما… ولو جمعتم نصفهن ما يسدون، وهو الرقم -22358
لا يجوز لكم الحصول عليهن، ولا يوجد سر فيهن
أخشى أن أصبح مثل العاديات الذمامى الذين لا يتحملون مشقة الحياة
تضحك هذه الأحمق وهي تلدغ الكبد بالهون
أطعم أطفالي بالنهر والكلاما، في حين يجبرني الحزن على تجرع المر بصحون
والله لولا هؤلاء الأيتام الصغار… وأخشى عليهم من الضياع بسبب الظروف
من الحكمة أن لا يتم الكشف عن كل شيء، ويجب الصبر والانتظار
عليَّ أن أُرسل تحية سلام لعِدَّة الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة كل يوم
تصلون على سيد جميع الأنام… صلى الله عليه وسلم
حقيقة قصة نمر بن عدوان
نمر بن عدوان هو أحد شيوخ قبيلة “بني صخر” العربية المشهورة، ومن مواطنيها الآن شرقي الأردن. كان نمر بن عدوان شاعرًا وأميرًا لبلقاء، واشتُهر بكرمه ونبله وسجاياه الحميدة .
تعد قصة نمر بن عدوان قصة غريبة ومدهشة، حيث توفيت زوجته “وضحا” وهو في أوج سعادته معها، وتحولت حالته من السعادة إلى الحزن. أصيب بجرح عميق في قلبه وأصبح بالحزن والأسى وكتب قصائد شعرية رائعة، وكأنه لم يكن شاعراً من قبل. فتوفيت ملكة الشعر بداخله وأظهر روائع العواطف والمشاعر في الشعر النبطي .
تم تصوير مسلسل يحكي حياة نمر بنعدوان، الملقب بـ `الشاعر الأول`، وذلك في عام 1977، لإظهار مدى بروز هذا الشاعر، وتم إنتاجه مرة أخرى في عام 2007 وعرض خلال شهر رمضان في ذلك العام، وذلك تقديرًا لمكانته الأدبية والثقافية .