منوعات

قصة نجاح لفاي السلمي

تعد قصة لفاي السلمي واحدة من القصص العظيمة في النجاح، وتمنح الشباب أملا في تحقيق أحلامهم في سن صغير. انضم إلى السلك العسكري عندما كان في السابعة عشرة من عمره وخدم بلده لمدة أربع سنوات، ثم درس في الثانوية وبدأ في تحقيق حلمه بالحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه.

بدايات حياة لفاي :
في البداية كانت حياة لفاي بسيطة وبدون أهداف، وعندما بلغ العشرين من عمره تزوج زوجته البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، وكان يعمل في وظيفة براتب 2856 ريالًا، ولكن هذا الراتب لم يكن كافيًا لتلبية احتياجاته.
بعد ذلك، قرر الانضمام إلى الحرس الوطني والعمل كحارس أمن، ولكن واجه صعوبة في عدم امتلاكه لسيارة، واضطر إلى شراء سيارة رخيصة للقيام بوظيفته، وكان يعمل لأكثر من 17 ساعة يوميًا.

بداية دراسته في الثانوية :
عندما بلغ لفاي سن الـ 22، فتحت أمامه فرصة للدراسة في معهد القرآن بالرياض لمدة ثلاث سنوات، وبعد انتهاء دراسته، يمكنه أن يصبح إماما أو خطيبا للحرس الوطني، وبالفعل استفاد لفاي كثيرا من هذه الفرصة سواء في الدراسة أو في توفير المصاريف، وبدأ بالدراسة هناك ونجح في المرحلتين الأولى والثانية من المرحلة الثانوية.

حلم البكالوريوس :
بدأت تتشكل ملامح الهدف أمامه، وكانت أول أهدافه هي دراسة البكالوريوس، ولكن للأسف كانت الجامعات لا تقبل خريجي المعهد، لذلك قرر أن يدرس الثانوية في المدرسة الليلية بالإضافة إلى المعهد. وبهذا أصبح لفاي يدرس اثنتين من الثانويات، صباحاً في الحرس الوطني ومساءً في صقلية.
– بعد انتهاء الفصل الأول، نجح لفاي وحقق المركز الأول بنسبة 92%، ولكنه واجه مشكلة خلال الفصل الثاني وهي تزامن مواعيد الامتحانات في الحرس الوطني وصقلية في الصباح. كان عليه أن يتنازل عن إحداهما. قرر لفاي التضحية بالدراسة في الحرس الوطني والاستمرار في العمل هناك، واستكمل دراسته في الثانوية في صقلية ونجح في الامتحانات بمعدل ممتاز.
– صادف في تلك السنه وجود اختبار القدرات الذي كان يتم تطبيقه لأول مرة، وحصل على معدل أعلى 5% في المملكة، ثم عاد إلى جدة. عادت مشاكل المصاريف تواجهه من جديد، فقام لفاي بالالتحاق ب جامعة الملك عبد العزيز في كلية الآداب، وكانت هذه الفترة صعبة فقد كانت حياته مشتته بين أسرته وبين جامعته وعمله فلا مجال للراحة.

حلم الماجيستير :
أنهى لفاي دراساته في الجامعة خلال ثلاث سنوات ونصف، ووضع هدفًا جديدًا له وهو الحصول على درجة الماجستير. حاول البحث عن جامعة لدراسة الماجستير فيها، ولكن تقديره الجامعي لم يسمح له بذلك، لذلك كان يجب الالتحاق بجامعة خارج المملكة.
– لم يستطع لفاي السفر في ظل الظروف الاقتصادية لأسرته، وقد كانت زوجته في هذا الوقت تدرس في الجامعة، فاضطر إلى الانتظار سنة حتى تتخرج وتجد عمل، وبالفعل عندما تخرجت وجد لها عملاً في مدرسة، وقرر أن يستقيل من عمله في الحرس الوطني ويتحمل مسؤلية قراره لكي يسافر للدراسة بالخارج.

تحقيق الهدف والسفر إلى الأردن :
تعرض ليفاي للكثير من الانتقادات بسبب قراره، وكان هدفه الحصول على الماجستير، لذلك قدّم استقالته في الحرس الوطني وانتظر حتى يتم إعطاؤه أمواله، ولكن تفاجأ بأنهم منعوا ذلك بسبب القروض التي كان لديه في البنك، ولكنه لم ييأس وانتظر شهرين آخرين.
بعد انتظار طويل، تم صرف المستحقات ونجح في الحصول على الأموال ووضعها باسمزوجته، ثم سافر على الفور إلى الأردن لدراسة الماجستير، وقضى هناك عامًا ونصف في الدراسة وعامًا في البحث.

الوصول إلى النجاح :
– قضي لفاي مدة السنتان ونصف في دراسة مستمرة واجتهاد شديد، فلا ينقطع عن المكتبة ليلاً ولا نهاراً، وبالفعل بفضل توفيق الله و اجتهاده تمكّن من الحصول على المركز الأول بكلية الآداب بجامعة اليرموك في الأردن. يُعتبر هو السعودي الأول والوحيد الذي يوصى بطباعة رسالته لحساب هذه الجامعة.
– بعد تخرّجه عاد للتدريس في مدرسة أهلية بعد أن انتقل إلى جامعة آل سعود خلال السنة التحضيرية، وأثناء عمله هناك تقدّم للحصول على شهادة الدكتوراه وتم قبوله من ضمن ثمانية فقط من الطلاب، وبالفعل حصل عليها، كما أنه أصبح مدير مشروع السنة التحضيرية في جامعة سلمان بن عبد العزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى