قصة نجاح صاحب شركة ديل ” مايكل ديل ” michele dil
عندما نرى – نحن الشباب – قصة نجاح تبدأ من الصفر وتصل إلى شهرة كبيرة جدا في العالم، نتمنى أن نعرف سر هذا النجاح الهائل. هل يكون هذا النجاح نتيجة للشخص نفسه؟ أم أنه يأتي من الظروف المحيطة به؟ أم أنه توفيق من عند الله؟ أو ربما هو مزيج من كل هذه العوامل؟ فالإنسان قادر على صنع كل شيء وتحقيق جميع أهدافه بفضل عقله وقدرته على التفكير. إن الله عز وجل خلق الإنسان وميزه بالعقل عن سائر المخلوقات، لكي يستخدمه فيما يفيد نفسه والمجتمع. هذا هو ما يميز قصة نجاح مايكل ديل، الذي بدأ قصته منذ نعومة أظافره وأصبح اليوم صاحب شركة ديل، أشهر شركة في العالم في مجال صناعة الحواسيب، والتي لها فروع في جميع أنحاء العالم. فما هي قصة نجاحه؟
مايكل سول ديل ولد عام 1965 ودرس في جامعة تكساس وهو يهودي الديانة وهو أغنى رجل في العالم، طفولته لم تكن عادية، بل حقق الكثير من المال منذ عمر الثلاثة عشر عاما، حيث افتتح نشاطا لبيع طوابع البريد في منزل والديه وحقق ألفي دولار. وفي سن الخامسة عشر، فكك حاسوبه إلى أجزاء وأعاد تجميعه مرة أخرى، وكان الحاسوب من ماركة آبل2. وعند بلوغه السادسة عشرة، بدأ في بيع اشتراكات الجرائد وأدرك احتياج الناس إليها، ونجح في تحقيق أرباح بقيمة 18 ألف دولار، واستطاع شراء سيارة بي إم دابليو. وفي الثامنة عشرة من عمره، أسس شركة “بي سيز” لبيع أجهزة الحواسيب الشخصية، التي توافق أجهزة آي بي إم، والميزة الفريدة لهذه الحواسيب هي أن مايكل كان يجمعها بنفسه، وأسس هذه الشركة باستدانة رأسمالية من جده. والمدهش في الأمر أن مشروعه نجح بشكل هائل، حيث تمكن ديل من بيعها لزملائه في الدراسة وأصحاب الشركات الذين كانوا يستفيدون من موهبة ديل في تجميع الحواسيب الشخصية .
استطاع ديل أن يقدم أول حاسوب آلي من تصميمه عام 1985 وكان يسمى تيربو بي سي حيث اعتمد على معالج أنتيل 8088 بسرعة 8 ميجاهرتز والجدير بالذكر أن هذا الحاسوب قد اكتسح الاعلانات في كافة الصحف والمجلات للبيع المباشر دون تدخل أي وساطة مع امكانية تجميع الحاسوب وفق متطلبات أي عميل وذلك مع أرخص الأسعار وأفضل جودة في التصنيع ، فكانت هذه هي نقطة الإنطلاق لينطلق مايكل منذ هذه اللحظة ليصبح أفضل من يصنع أجهزة حواسيب في العالم كله حتى أنه اختار أن ينجح في عمله وأن يترك الدراسة ، وفي عام 1987 افتتح مايكل فرع آخر لشركته في لندن ثم غير اسم شركته إلى ” شركة حواسيب ديل “
تحول اسم شركة ديل إلى أسم عريق في جميع أنحاء العالم. في عام 1992، انضمت شركته إلى قائمة مجلة فورتش الأمريكية التي تضم أكبر 500 شركة. وفي عام 1996، بدأت في بيع منتجاتها عبر موقعها الإلكتروني على الإنترنت. استمرت نجاحات الشركة حتى تجاوزت منافستها “كومباك” لتصبح أكبر شركة في العالم لبيع أجهزة الكمبيوتر. ثم تم تغيير اسم الشركة لتصبح مؤسسة ديل، وذلك لتمكينها من بيع منتجات أخرى غير أجهزة الكمبيوتر مثل الكاميرات الرقمية والأجهزة اللوحية ومشغلات الموسيقى وأجهزة التلفزيون المسطحة وغيرها من الأجهزة الأخرى. وحدث ذلك في عام 2004. في نفس العام، استقال مايكل من منصبه وخلفه كيفين رولنز، واكتفى مايكل بعضويته في مجلس الإدارة. ولكنه أخذ وقته لكتابة كتاب يروي قصة نجاحه وفلسفته التجارية، وأطلق عليه اسم “مباشرة من دل .
بالرغم من تحقيق ديل لنجاح كبير طوال حياته، إلا أن طريق نجاحه لم يخل من العقبات والأزمات. تعرضت أجهزة الحواسيب في شركته للنيران بسبب أعطال فنية في فترة التسعينات، واضطر في أوائل الألفية لتخفيض العمالة بسبب انخفاض المبيعات. في إحدى المقابلات الإعلامية، أقر بأنه إذا لم يستطع حل أزمته، سيضطر إلى إغلاق الشركة واسترداد الأموال للمساهمين. استغلت شركة Apple هذا الموقف لتقديم أفضل العروض والأسعار، مما جعل مبيعات Apple تتفوق على مبيعات Dell. ومع ذلك، إصرار مايكل ديل على النجاح جعله يعود لقيادة شركته من جديد لتفادي أي عقبات محتملة .